الأربعاء، 23 أبريل 2014

لماذا يركع بعض الشيوخ لغير الله؟!


لماذا يركع بعض الشيوخ لغير الله؟!

الدكتور محمد عباس

كان ذلك منذ ثلاثين عاما، كان قريب أحد زملائي ضابطا صغيرا في أمن الدولة لكن والده كان الشخص الثاني في وزارة الداخلية، آخر ما سمعته عن الضابط الصغير منذ عشرة أعوام أنه لواء.
وقد حكى لنا الضابط قصة شيخ سلفي سبب لهم مشكلة كبرى، كان الشيخ يملك مكتبة في أحد أكثر شوارع أهمية وازدحاما وكان يخطب ويلقي دروسه في مسجد مجاور حيث يحضرها الآلاف. 
كان الشيخ ذكيا وجريئا وذا جاذبية هائلة وتأثير شديد على مستمعيه، وعند استدعائه إلى مقر أمن الدولة كان يبادرهم بالعداء والهجوم الشديد على الضباط والتحذير من عذاب الله.
بل وكان يتصرف كما يتصرف في المسجد فيلقي خطبة تستغرق ساعة أو أكثر بصوت جهوري يفسد عليهم العمل .
لم يكن عهد مبارك قد أوغل في جرائم التعذيب بعد. وكان الالتزام بالحد الأدني من التعذيب الذي أرساه السادات ما يزال.

تجنبوا بعد ذلك استدعاء الشيخ إلى المقر وكلف الضابط الصغير بالمرور عليه في مكتبته كل آن وآخر ظاهريا للسلام وحقيقة للمراقبة.
وذات يوم وجده الضابط يقوم بعمليات البيع بنفسه فسأله عن الشابين اللذين كانا يساعدانه، فأخبره أن أحدهما اعتقل بدون سبب -وصب جام غضبه على جهاز أمن الدولة الظالم- أما الآخر فقد جاءه عقد للعمل في الخارج (كشف لنا الضابط بأن الأمر في الحالتين كان مدبرا منهم) .
وهنا بدأت خطة الأمن لتركيع الشيخ. دسوا عليه داعرة محترفة مدربة تدريبا عاليا، جعلوها تنتقب وتقلد ألفاظ المنتقبات تماما وتصطنع حكاية طويلة عن مأساتها واعتقال جهاز الأمن لعائلها الذي تركها دون مورد. وطلبت من الشيخ بعدها أن يبحث لها عن عمل كي تحافظ على أسرتها ولكي لا تنحرف أو تجوع.
وانطلت الحيلة على الشيخ.

بعد شهرين كانت هناك شرائط فيديو لجنس كامل بين الشيخ والداعرة.

استدعى الضابط الشيخ إلى مقر أمن الدولة.. وبدلا من الاحترام والإجلال اللذان كانوا يقابلانه بهما كل مره، وبمجرد أن بدأ بالهجوم عليهم والتنديد بهم بصوته الجهوري الذي يرج المكان إذا بالضابط يفاجئه بما أذهله:
- اقعد يا روح امك!!
وجلس الشيخ مرتبكا ومذهولا ومندهشا في الوقت نفسه..
وشغل الضابط الفيديو..
وبعد الصدمة الأولى تمالك الشيخ نفسه وقال كلمة واحدة:
- طلباتك..
وكان الذل الذي نطق الكلمة به أكثر إيحاء من اللفظ.
ومن يومها أصبح هذا الشيخ من أقوى اختراقات جهاز الأمن وسط المشايخ..
لم يتغير من مظهر الشيخ شيء..
بالعكس ازدادت هالة الاحترام حوله وازدادت قدرته على حل مشاكل أتباعه بمجرد مكالمة تليفونية.
وكان الأتباع يتباهون بشيخهم الذي لا يجرؤ الأمن على رفض طلب له!!! وزاد هذا من سمعته وسطوته فتضاعف عدد الأتباع!!
على الجانب الآخر لم يكن الشيخ يرفض طلبا للأمن.. ولا فتوى.. ولا وشاية.. ولا خيانة ولا الإيقاع بتابع أو الشهادة على زميل أو تحليل حرام أو تحريم حلال ..أو..أو..أو..
كل شيء.. كل شيء.. كل شيء..
وطوبى له! فقد كان الأمن حريصا عليه وعلى زيادة سطوته وأتباعه بل والترويج له.

تذكرت هذا الشيخ إزاء زحار الفتاوى العفنة الذي أصاب بعض شيوخنا. 
..
...
ملحوظة: القصة حقيقية!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق