الأحد، 20 أبريل 2014

بطل فضيحة الكاراتيه رئيساً لمصر!


بطل فضيحة الكاراتيه رئيساً لمصر!
شريف عبدالغني


إنها معجزة جديدة من معجزات انقلاب مصر. معلوم القول: إن محمد مرسي جعل المحروسة خرابة في عهده الطويل المديد. سنة كاملة اضربها يا مواطن في 12 شهراً في 365 يوماً في 24 ساعة في 60 دقيقة في 60 ثانية في معرفش كام فيمتو ثانية، سيظهر لك حجم الليالي الطويلة التي قضيناها معه في غم وكرب.

مرسي لا يحب الكوميديا. أيامه كلها كانت دراما. تركيبته لم تركب مع تركيبتنا. نحن «شعب الفكاكة الهلهلي» محب للحياة. أحد كتاب العصر والأوان والمعروف بتحريضه العلني على قتل «الإخوان»، كان يتحسر في عهد مرسي بأن جماعته لا تجلب البهجة.
المصري -حسبما قال- يفكر في بنت حلوة.. أغنية لمحمد منير.. «حتة حشيش». أما الإخوان فهم أعداء الحياة ويرفضون ما يريده الشعب.

شاهدت مؤخراً فيديو لتاجر مخدرات يدعى المعلم جلال يريد الترشح لانتخابات الرئاسة. يقول:
«مصر مش عاوزة محمد مرسي.. مرسي راجل محترم وبتاع ربنا.. مصر عاوزة واحد زيي يجيب للناس مخدرات عشان يناموا».

صدقت يا معلم. لكن لا ترشح نفسك. القوم الذين أزاحوا كابوس مرسي والله ما قصروا. من يوم ما ركبوا السلطة وبلدي وحبايبي والمجتمع والناس وهم يغرقون الجماهير فيما تريد من ملذات. الناس فيما تعشق مذاهب، والانقلابيون فيما يقدمون أصحاب مزاج عال. من يوم ما هلوا بطلتهم البهية وقد نزلوا فينا هدايا.
المخدرات مثلاً لم يعد الحصول عليها يتطلب خوض الطرق الوعرة للوصول إلى كبير الموردين «أبودومة» على أطراف الطريق الزراعي، أو التسلل إلى حواري» الباطنية» وأنت تنظر يمينك ويسارك وخلفك وفوقك. الآن المخدرات تصلك «ديلفري» أينما كنت. الشرطة لم تعد مشغولة بالقبض على مروجي الحشيش والبانجو.إنها في مهمة قتل واعتقال مروجي «الشرعية»، بينما» بانجو» نفسه كان نجم ملحمة كتابة الدستور!

الانقلابيون أتوا بما لم يأت به مرسي. إنهم أصحاب أمزجة مختلفة. في تنوعهم يكمن سر خلطة جعل مصر قد الدنيا. إنهم فسيفساء تعطي بلدنا التنوع الحقيقي. التنوع السياسي شيء تافه بلا أثر أو تأثير في العالم. لذلك مصر حالياً صوت واحد.. هدف واحد.. إقصاء واحد.. قتل واحد.. دكر واحد.

تنوع الأمزجة أخرج من مصر أجمل ما فيها وأبدع من فيها، وجعل مصرنا «فُـرجة» بين الأمم. قدموا للشعب ما يريد ويشتهي. من يحب فيهم القوانين والدساتير دعا ما لذ وطاب من مفكرات وناشطات في الأفلام والمسلسلات لحضور جلسات ثرثرة الدستور. بفضل جهوده ومزاجه أصبحنا نسير وفق «دستور إلهام».

من يقدر منهم العلم والعلماء قدم للأمة رمزها وفخرها وعزها مخترع جهاز الكفتة. لأول مرة علاج وأكل معاً. رائحة الأسياخ المشوية تنطلق من قلب القاهرة لتلف الكرة الأرضية، تماماً مثلما تنطلق خيوط بث الجزيرة من الدوحة إلى المعمورة.

من يقدر فيهم دور الأم وحنانها وعطائها، جعلنا نرى فيفي عبده أماً مثالية. أعاد العدل إلى ربوع الوطن. رفع الظلم عن كاهل فيفي بعد رحلة عطاء طويلة ومشوار تاريخي من البيت للكباريه، ومن الكباريه للبيت.

من يؤمن منهم بأن مصر أم الدنيا جعلها مأوى وحضناً لكل كفاءات العالم. من هنا خرجت «صافيناز» من القمقم. في عهد الانقلابيين انتقلت من طور المغمورة وأصبحت أشهر مشهورة. الفتاة القادمة من بلاد الأرمن الملاصقة لروسيا تهز المحروسة هزا. تقيمها بحركة ولا تقعدها. 
الانقلابيون ديمقراطيون متسامحون لا يبخسون الناس أشياءهم. ظهرت صافيناز في حوار على إحدى القنوات، في نفس توقيت ظهور الرجل الذي من بيته جلبوه وفي القصر أجلسوه وبلقب الرئيس أسموه.
كان يمكن بإشارة منهم أن يعطوا الشعب تفويضاً وأمراً بمشاهدة الزعيم، لكن لأنهم مؤمنون بالحرية قدر إيمانهم بقدرات فيفي وإلهام ويسرا وسما، فقد تركوا الجماهير تشاهد من تشاء.من هنا اتجهت العيون إلى صافيناز.
تركوها تكتسح عالي المقام طويل العمر يطول عمره وينصره على مين يعاديه. حتى هم لم يشاهدوه واختاروا بإرادتهم الحرة البنت اللهلوبة، فلم يجد الرجل الطيب من يؤنس وحدته خلال المقابلة سوى المذيعة التي استضافته السيدة زوجة السيد عمرو أديب، والمعروفة إدارياً باسم لميس – ولامؤاخذة- الحديدي.

وصلنا إلى أم المعجزات التي نوهت عنها في بداية المقال. شعب الفكاكة يحب النميمة والثرثرة والتلصص. ينظر من تحت لتحت أحياناً، وبعيون تندب فيها رصاصة أحياناً أخرى، على أي مشهد وراء الغرف المغلقة.
من هنا لم يحرمه الانقلابيون من هذا الشغف وذاك الفضول. خرجت تسريبات ومشاهد مدرب الكاراتيه. كالعادة اشتعل موقع تويتر بهاشتاج جديد اسمه نكاح الكاراتيه. العنوان عبقري. رد قاس جداً على من اخترعوا حكاية «نكاح الجهاد» أيام «رابعة». الحكاية الأخيرة مجرد كلام وثرثرات إعلامية بدون أدلة. أما الحكاية الجديدة فهي بالصوت والصورة والحركة والنظرات والهمسات واللمسات. الأسماء معروفة والمشاهد علنية وعلى عينك يا تاجر واللي ما اشترى اتفرج.

الانقلابيون وأحبابهم فرحوا أنهم قدموا مجدداً للشعب وسيلة ترفيه مجانية، ليكسبوا «نقطة» من مرسي ويثبتوا الفارق الكبير بين كرمهم الحاتمي وبخله. لكن -وآه من لكن- الحظ السيئ الذي يلازمهم في حلهم وترحالهم، رفض أن يتخلى عنهم، وواصل فصوله «البايخة» معهم. إنهم كلما قدموا «إنجازا» يتحول إلى مصيبة عليهم: حوارات التلميع تنقلب إلى «تسريبات» مضحكة مبكية.. محاكمة مرسي تأتي بنتيجة عكسية وتصنع منه زعيما للحرية.. أرادوا مباراة غانا عبورا لكأس العالم وانتصاراً بطعم سياسي فخرجنا بفضيحة الستة.. جهاز علاج الإيدز وفيروس سي جعل علماء وشعوب العالم لا تتوقف عن الضحك حتى الآن، الترشح للرئاسة المحلية يتحول إلى هاشتاج بنكهة دولية، ركوب»العجلة» يكشف عن خطأ عدم إحضار خالد يوسف ليخرج المشهد.

أما في نكاح الكاراتيه فظهر ما لم يكن على الخاطر ولا في النية. البطل تبين أنه من أتباع الانقلابيين. والصدمة الأخطر أنه نسف تنظيرات وتأكيدات جواري وعبيد البيادة بقيادة الفيلسوف الأعظم مصطفى بكري بأن مصر مفيش فيها غير»دكر واحد» يحكمها ويشكمها ويمشيها على العجين ولا تلخبطه. إذن ظهر «دكر» جديد أثبت مؤهلاته بشهادة الفيديوهات. فمن يحكم المحروسة منهما؟

تلك هي المشكلة!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق