الاثنين، 28 أبريل 2014

ليتني أخطأت..! وليتني لا أصيب!!


ليتني أخطأت..! وليتني لا أصيب!!

د.محمد عباس
إنذار خطير:
======
فليعلم الحاضر الغائب والقارئ من ليس بقارئ:
========================
ليتني أخطأت في توقعي لكل الكوارث منذ عام 1967 وحتى الآن.. لم أخطيء مرة ولم يخب توقعي مرة وحذرت في كل مرة.
وذلك منشور مرصود مكتوب..
الآن..
أرى بفراسة المؤمن كارثة وشيكة..
أراها كما يرى المؤمن بنور الله.. أراها بالبصيرة وأكاد أحدد ملامحها بالبصر..
ليس مهما الآن دوافعي ولا أسباب يقيني..
وليس مهما أيضا حتى دعائي بأن يفشل توقعي..
...
أرى القادم..
أرى قوة خائنة تحرك الأمور فتزرع الإحن بين الشعب والجيش فإذا بكل منهما فريق دون الآخر وقد أصبحت عقيدة الجيش محاربة الإرهاب الكامن في الشعب ومهمة بعض الشعب : العدو القريب قبل العدو البعيد .
وتتسلل شقوق الخراب إلى الجيش والشعب جميعا..
(ألم أحذر مرات من تغيير العقيدة القتالية والهوية للجيش منذ نادى بها البرادعي قبل سقوط مبارك)
الخطوة الأولى في ألفبائيات الاستراتيجية هي فصم عرى العلاقة بين الجيش والشعب..
بعدها تكون هزيمة كل منهما سهلة..
***
***
***
يكاد ما سبق أن يكون قد انتهى..
الآن يرسم الشيطان البشري الذي يحرك الأمور الفصل الأخير للقضاء على الجيش كله وسحقه وإذلاله ثم شرذمة الشعب وتقسيمه ثم تفكيك الدولة ليحظى منها اليهود والنصارى بالقسط الأكبر ويبقى للمسلمين إمارات صحراوية معزولة.. يصحب ذلك تفتيت العالم العربي كله.
***
دعنا الآن من الخلفية النظرية لكل هذا..
دعنا ممن يقف مع هذا ضد ذاك.. أو ذاك ضد هذا..
دعك ممن يرى أن هذا هو القصاص العادل لجرائم ليس لها مثيل..
ودعكم حتى ممن يرى العكس..
ودعكم من شؤم مصير جيش ابن زياد.... كله..
إنما نحاول أن نجلي الفكرة أولا ثم يأتي بعد ذلك دور التفاصيل.. كمسرحية تمت كتابتها بالكامل ثم لخصت في صفحات قليلة وقدمت كي تحظي بالقبول والتنفيذ ولكي ينتقل ما هو مفصل إلى حيز التنفيذ. 
أما التفاصيل فهي:
  ***هناك عملية بث كراهية مذهلة بين الشعب والجيش وبين الشعب والشعب.
*** هناك مجاملة مجرمة للنصارى واليهود وحصار للإسلام : حتى إسلام البراهمة..
*** هناك دعوات فاجرة لتوريط الجيش في ليبيا بل وسواها حين يتكفل الجيش بالمهمة التي حطمت هيبة الجيش الأمريكي في العالم: الحرب على الإرهاب. عجزت أمريكا ويدفع هذا البعض بجيشنا إلى محرقة يتلاشى فيها الجيش.
ليس على يد من يسميهم الجيش بالإرهابين ويعتبرهم عدوه.. بل على يد صديقه وصفيه.. نعم.. وستكون أوروبا وأمريكا هي التي تسحقه سحقا.. تماما كما حدث مع الجيش العراقي..
الخطة وضع الجيش بين شقي الرحى.. بين داخل يعتبره بعضه أو جله حليفا لأعدائه وخارج يرى أنه حتى لو أوصلوا بعض قياداته للعمالة الكاملة يظل هو عمود الخيمة الأخير وإن تسرب إليه الخبث..
وبين الداخل والخارج يسحق.. وينتهي ويتلاشى..
***
***
***
مرة أخرى أحذر وأنذر ..
الجيش يستدرج ويدفع..
خونة الداخل والخارج يتحالفون لتوجيه الضربة الأخيرة..
أصرخ بقلب يمزقه الألم: أليس فيكم رجل رشيد.
***
***
***
كما كتبت في 15 مارس 2011:
هذه أرض قتل فاجتازوها بأقصى سرعة.
اخرجوا منها فإنها ملعونة..
جنتها نار ونارها جنة..
أتكلم الآن كطبيب في مستشفى ميداني لايفرق في العلاج بين المجرم والضحية وبين الصياد وبين الفريسة ( لكنه يرفض تسليم المسجد للكنيسة.)
الحل الآن للحفاظ على الجيش (بغض النظر عن كل التفاصيل) هو أن ينسحب الجيش بأقصى سرعة من أرض قتل يدفع إليها في الداخل والخارج لا تحمل له إلا الدمار والخراب والسحق والإذلال والخزى والعار إلى أبد الآبدين وهو ما يراه البعض قصاصا عادلا لما جرى ويراه البعض الآخر آخر نقطة في الهاوية.
لا أقول هذا تحت ظل الإدانة وإن جازت..
ولا أقولها انتصارا لهذا أو ذاك وإن وجب..
وإنما أقولها حماية للجيش نفسه..
ومهما كانت الأخطاء فإن الإنسان السوي عندما يمرض ابنه لا يذبحه.. بل لا يكف عن الدعاء له بالهداية دعاء نوح عليه السلام لابنه.
***
النصر الآن بل طريق النجاة الوحيد من الكمين أن ينسحب الجيش بأقصى سرعة من الواجهة السياسية كلها..
إنني أدعوه لأن يحتمي بالشعب بعد أن عجز عن أن يحميه.. كله أو بعضه..
والله لا أتكلم سياسة..
إنما أتكلم كلام جراح يجزم بأن المريض سيموت إن استمر بغض النظر عن صواب أو خطأ موقفه.. وهو موقف أخشى أن يحاسبني الله عليه.
***
أقولها وأجري على الله كما قلتها في عهد عبد الناصر والسادات ومبارك..
الحل الوحيد الآن لإنقاذ الجيش قبل الشعب والشعب قبل الدولة هو انسحاب الجيش من العملية السياسية كلها..
***
يجمح بي الخيال أحيانا فأتخيل أن المشير السيسي سيدرك ذلك ويفاجئنا ذات صباح أو مساء بالانسحاب من المشهد ..
أقول لنفسي أنه قد يتصرف بطريقة معاوية الثاني رضي الله عنه لا بطريقة يزيد عليه من الله ما يستحقه..
يصرخ عقلى:
- ذلك مستحيل..
فيجيبه وجداني أن الكبيرة الكبرى بعد الكفر هو القنوط من رحمة الله والظن بأن رحمة الله وغفرانه لا يتسع لذنوب أحد كائنا من كان .. حتى لو جاء بملء الأرض ذنوبا وخطايا.
***
خطوة واحدة أيها المشير تنتقل بها من جيش ابن زياد لعنه الله إلى جيش الحسين رضي الله عنه..
خطوة واحدة تنقل الإنسان من مقام اليائس إلى مقام العائذ..
خطوة واحدة تنقل من إحدى قدميه في الجنة إلى النار كما تنقل من إحدى قدميه في النار إلى الجنة..
خطوة واحدة.. لا أقول تنقذ بها الأمة والدولة والدين.. بل أقول تنقذ بها الجيش.. ودعنا من أنك تنقذ بها في نفس الوقت نفسك..
***
ألا قد بلغت..
اللهم فاشهد..
واللهم أشهدك أنني أقولها في سبيلك لا أنتظر أجرا من سواك:كلمة حق عند سلطان جائر..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق