الثلاثاء، 22 أبريل 2014

مأساة المسلمين فى مصر(1)


مأساة المسلمين فى مصر(1)


محمد يوسف عدس

تسيطر على عقلى فكرة العودة إلى الكتابة فى موضوع شديد الحساسية ولكنه بالغ الأهمية.. وأقصد موضوع العلاقة بين الغالبية المسلمة والأقلية المسيحية فى مصر..
وتكاد المفارقة العجيبة تسحق رأسى سحقًا لأننى لا أجد لها مثيلا فى التاريخ كله:
فلو كان المسلمون قد نسجوا -فى تعاملهم مع الشعوب والأديان الأخرى- على منوال ما فعله المسيحيون عندما احتلوا بلاد العالم الثالث.. لو فعل المسلمون مافعله المسيحيون فى أمريكا الشمالية وكندا وأستراليا لما بقي فى مصر اليوم أثر للمسيحيين .. إلا شراذم قليلة كشأن السكان الأصليين فى هذه البلاد الثلاثة.. عيّنات تسكن محميات بشرية للدراسة والفرجة ..
وأكبر دليل على عظمة الإسلام وسماحته ورحمته وجاذبيته الأخاذه أنه ترك المسيحيين فى مصر وفى كل العالم الذى انفتح على الزحف الإسلامي فلم يجبر أحدًا على اعتناقه ولا مارس القتل والتعذيب لأتباع الديانات الأخرى وترك للجميع حرية الاختيار فأسلم من شاء وبقى الآخرون على ديانتهم إلى اليوم..

وقد حدث فى مصر أن من دخل من المصريين فى الإسلام سواء كانوا من النصارى أو عبَّاد الأوثان أصبحوا هم الأغلبية الساحقة.. فليس صحيحًا أن المسلمين المصريين قد نزحوا إليها من الجزيرة العربية كما يروج بعض الجهال من القساوسة .. أوأنهم ضيوف على النصارى: فهذه فكرة رقيعة لا يروّج لها إلا الرقعاء العنصريون. لأنها تنسف فكرة المواطنة من جذورها وتضع مصر كلها على قرن ثور هائج.

قلت فى مستهل هذه المقدمة "العودة إلى الكتابة" والسبب فى ذلك أننى تناولت هذا الموضوع من قبل فى سلسلة من المقالات ابتداء من سبتمبر ٢٠١٠م تحت عنوان "مأساة كامليا ومأزق الكنيسة" .. يحفزنى إلى العودة:
- تجدد حملة الافتراءات على الإسلام والمسلمين وعلى التاريخ لإسلامي..

- وموقف الكنيسة الذى يتسم بالغباء والاستخفاف فى تدعيم الانقلاب العسكري وتجنيد آلاف المسيحيين للترويج له والمساندة فى المجازر و الاستئصال اليومي للمسلمين.. بهذا الموقف اللامسئول تدمر الكنيسة متعمِّدة السلام الاجتماعي والديني الذى نعمت به مصر أربعة عشر قرنا من الزمان.
- كما يحفزنى ظهور نغمة جديدة من التهديد بأن يكون مصير المسلمين فى مصر مثل مصير المسلمين فى الأندلس.. وارْجعْ فى هذا إلى تصريحات النصراني الغبي الذى اسمه المستشار نبيل صليب.


أنقل إليكم شطرا من الحلقة الثالثة من سلسلة المقالات التى أشرت إليها وهو يصور حال المسلمين بأسبانيا فى أواخر عصور التفتيش الكنسي الذى هدأت حدته ولكن بقي الاضهاد والتعذيب والتنصير القصريّ مستمرًّا فى الخفاء والعلن :

إنها قصة مأساوية اكتشف راويها الأصلي لنا الشيخ على الطنطاوي؛ وهي تصوّر المناخ الإرهابي المروِّع الذى كانت تعيش تحت وطأته بقايا أسر مسلمة حوصرت فى أسبانيا فلم تتمكن من الهرب كما هرب الآخرون.. فُرضت المسيحية عليهم قهرا.. ولكنهم ظلوا يمارسون عقيدتهم الإسلامية فى خفاء شديد وعاشوا على مضض يتجرعون الهوان والمذلة.. ويشاهدون أبناءهم وبناتهم يتم تنصيرهم وانتزاعهم من حضن الاسلام بينما هم عاجزين عن حمايتهم أو حتى التحدث إليهم فى أمر دينهم.....
راوى القصة وبطلها أحد شهود العيان عاصر المأساة وهو طفل صغير.. يقول :


"كنت يومئذ صغيرا لا أفقه شيئا مما كان يجري في الخفاء. ولكني كنت أجد أبي رحمه الله، يضطرب ويصفرّ لونه كلما عدت من المدرسة فتلوت عليه ما حفظت من "الكتاب المقدس" وأخبرته بما تعلمت من اللغة الإسبانية، فيتركني ويمضي إلى غرفة له كانت في أقصى الدار، و لم يكن يأذن لأحد بالدُّنُوِّ من بابها، فيلبث فيها ساعات طويلة لا أدري ما يصنع فيها، ثم يخرج منها مُحمرّ العينين كأنه كان يبكى بكاءً طويلا.
ويبقى أياما ينظر إلىَّ بلهفة وحزن ويحرك شفتيه، فِعْلَ من يهمّ بالكلام.. فإذا وقفتُ مصغيا إليه أدار ظهره وانصرف عني من غير أن يقول شيئا. وكانت أمي تشيّعني كلما ذهبتُ إلى المدرسة حزينة دامعة العينين، وتقبّلني بشوق وحُرقة، ثم لا تشبع مني، فتدعوني فتقبلني مرة ثانية، ولا تفارقني إلا باكية، فأحس نهاري كله بحرارة دموعها على خديّ، فأعجب من بكائها ولا أعرف له سببا.

ثم إذا عدت من المدرسة استقبلتني بلهفة واشتياق كأني كنت غائبا عنها عشرة أعوام. وكنت أرى والديّ يبتعدان عني، ويتكلمان همسا بلغة غير اللغة الإسبانية لا أعرفها ولا أفهمها. فإذا دَنَوْتُ منهما قطعا الحديث وحوّلاه، وأخذا يتكلمان بالإسبانية، فأعجب وأتألم، وتُساور نفسي الظنون.. حتى أني ظننت أنني لست ابنهما، وأني لقيط جاءا به من الطريق، فيشْتدّ ألمى، فآوي إلى ركن منعزل، فأبكي بكاءً مرًّا.
وتوالت عليّ الآلام فأورثتنى مِزاجا خاصا يختلف عن أمزجة الأطفال الذين كانوا في مثل سني؛ فلم أكن أشاركهم في شيء من لعبهم ولهوهم، بل أَعْتزِلُهم وأذهب فأجلس وحيدا.. أضع رأسي بين كفّيّ، وأستغرق في تفكيري أحاول أن أجد حلا لهذه المشكلات حتى يجذبني "الخورى" من كم قميصي لأذهب إلى الصلاة في الكنيسة..

و قد حدث أن ولدت أمي طفلا، فلما بشّرت أبي بأنها قد جاءت بصبي جميل لم يبتهج، ولم تَلُحْ على شفتيه ابتسامة، ولكنه قام يجر رجليه حزينا ملتاعا، فذهب إلى الخوري، فدعاه ليعمّد الطفل. وأقبل يمشي وراءه، وهو مطرق برأسه إلى الأرض، وعلى وجهه علامات الحزن المبرح واليأس القاتل، حتى جاء به إلى الدار ودخل به على أمي، فرأيت وجهها يشحب شحوبا هائلا، وعينيها تشخصان، ورأيتها تدفع إليه بالطفل خائفة حذرة، ثم تغمض عينيها؛ فحِرْت في تعليل هذه المظاهر، وازددت ألما على ألمي. حتى إذا كانت ليلة عيد الفصح، وكانت غرناطة غارقة في النور، و الحمراء تتلألأ بالمشاعل والأضواء، والصلبان تومض على شرفاته ومآذنها، دعاني أبي في جوف الليل، وأهل الدار كلهم نيام، فقادني صامتا إلى غرفته، إلى حرمه المقدّس، فخفق قلبي خفوقا شديدا واضطربتُ، لكني تماسكت وتجلّدت..

فلما توسط بي الغرفة أحكم إغلاق الباب، وراح يبحث عن السراج، وبقيت واقفا في الظلام لحظات كانت أطول عليّ من أعوام، ثم أشعل سراجا صغيرا كان هناك، فتلفتّ حولي فرأيت الغرفة خالية ليس فيها شيء مما كنت أتوقع رؤيته من العجائب، ما كان فيها إلا بساط وكتاب موضوع على رف، وسيف معلق بالجدار. فأجلسنى على البساط، ولبث صامتا ينظر إليّ نظرات غريبة اجتمعت عليَّ هي ورهبة المكان وسكون الليل، فشعرت كأني انفصلت عن الدنيا التي تركتها وراء هذا الباب، وانتقلت إلى دنيا أخرى لا أستطيع وصف ما أحسست به منها.

ثم أخذ أبي يديَّ بيديه بحنوّ وعطف، وقال لي بصوت خافت: يا بني، إنك الآن في العاشرة من عمرك، وقد صرت رجلا. وإني سأطلعك على السر الذي طالما كتمته عنك.. فهل تستطيع أن تحتفظ به في صدرك، وتحبسه عن أمك وأهلك وأصحابك والناس أجمعين..؟؟ إن إشارة منك واحدة إلى هذا السر تعرّض أباك إلى عذاب الجلادين من رجال ديوان التفتيش . فلما سمعت اسم ديوان التفتيش ارتجفتُ من مَفْرِق رأسي إلى أَخْمَص قدمي.. لقد كنت صغيرا حقا، ولكني أعرف ما هو ديوان التفتيش، ورأيت ضحاياه كل يوم، وأنا غادٍ إلى المدرسة ورائحٌ منها:
فمن رجال يُصْلَبون أو يُحْرَقون، ومن نساء يعلَّقْن من شعورهن حتى يمتن أو تُبْقَر بطونهن، فسكتُّ ولم أجب.. فقال لي أبي: مالك لاتجيب..؟ أتستطيع أن تكتم ماسأقوله لك..؟؟ قلت: نعم .. قال: تكتمه حتى عن أمك وأقرب الناس إليك..؟؟ -قلت: نعم .. يا أبى..
قال: اقترب مني.. وأرهفْ سمعك جيدا، فإني لا أقدر أن أرفع صوتي.. أخشى أن تكون للحيطان آذان فَتَشِيَ بى لدى ديوان التفتيش، فيحرقوني حيا.. فاقتربت منه وقلت له: إني مُصْغٍ يا أبت.. فأشار إلى الكتاب الذي كان على الرف وقال: أتعرف هذا الكتاب يا بنيّ..؟؟

قلت: لا.. قال: هذا كتاب الله. قلت: الكتاب المقدس الذي جاء به يسوع بن الله..!؟
فاضطرب وقال: كلا، هذا هو القرآن الذي أنزله الله، الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، أنزله على أفضل مخلوقاته، وسيد أنبيائه، سيدنا محمد بن عبد الله.. النبي العربي صلى الله عليه وسلم.. ففتحت عينيَّ من الدهشة، ولم أكد أفهم شيئا...!

قال: هذا كتاب الإسلام.. الإسلام الذي بعث الله به محمدا إلى الناس كافة، فظهر هناك وراء البحار والبوادي في الصحراء البعيدة القاحلة.. في مكة.. في قوم بهم غلظة البداوة.. متخلفين مشركين جاهلين، فهداهم به إلى التوحيد، وأعطاهم به الاتحاد والقوة.. والعلم والحضارة، فخرجوا يفتحون به المشرق والمغرب، حتى وصلوا إلى هذه الجزيرة، إلى إسبانيا، فعدلوا بين الناس، وأحسنوا إليهم، وأمّنوهم على أرواحهم وأموالهم، ولبثوا فيها ثمانمائة سنة.. ثمانمائة سنة يابُني.. جعلوها أرقى وأجمل بلاد الدنيا.. نعم يا بني نحن العرب المسلمين.

فلم أملك لساني من الدهشة والعجب والخوف، وصحت به: ماذا..؟ نحن..؟ العرب المسلمين..؟ قال: نعم يا بني.. هذا هو السر الذي سأفضي به إليك.. نعم نحن.. نحن أصحاب هذه البلاد.. نحن بنينا هذه القصور التي كانت لنا فصارت لعدونا.. نحن رفعنا هذه المآذن التي كان يرتفع فيها صوت المؤذن.. فصار يُقرع فيها الناقوس.. نحن أنشأنا هذه المساجد التي كان يقوم فيها المسلمون صفوفَا بين يدي الله، وأمامهم الأئمة يتلون في المحاريب كلام الله، فصارت كنائس يقوم فيها القسُسُ والرهبان يرتلون فيها الإنجيل.

نعم يا بني، نحن العرب المسلمون، لنا في كل بقعة من بقاع إسبانيا أثر، وتحت كل شبر منها رفاتِ جَدٍّ من أجدادنا، أو شهيد من شهدائنا.. نعم نحن بنينا هذه المدن.. نحن أنشأنا هذه الجسور. نحن مهّدنا هذه الطرق.. نحن شققنا هذه الترع.. نحن زرعنا هذه الأشجار.

ولكن منذ أربعين سنة.. أسامع أنت..؟؟ منذ أربعين سنة.. خُدِع الملك البائس أبو عبد الله الصغير، آخر ملوكنا في هذه الديار، بوعود الإسبان وعهودهم، فسلمهم مفاتيح غرناطة، وأباح لهم حِمَى أمّته ومدافن أجداده، وأخذ طريقه إلى برّ المغرب ليموت هناك وحيدا فريدا شريدا طريدا..

كانوا قد تعهدوا لنا بالحرية والعدل والاستقلال، فلما ملكوا خانوا عهودهم كلها، فأنشأوا ديوان التفتيش، فأُدْخِلْنا في النصرانية قسرا، وأُجْبِرْنا على ترك لغتنا إجبارا، وأخذوا منا أولادنا لينشّئوهم على النصرانية.. فذلك سر ما ترى من استخفائنا بالعبادة، وحزننا على ما نرى من أمتهان ديننا، وتكفير أولادنا...!

أربعون سنة يا بني، ونحن صابرون على هذا العذاب الذي لا تحتمله جلاميد الصخر، ننتظر فرج الله، لا نيأس لأن اليأس محرم في ديننا، دين القوة والصبر والجهاد.. هذا هو السر يا بني فاكتمه، واعلم أن حياة أبيك معلقة بشفتيك، ولست والله أخشى الموت أو أكره لقاء الله.. ولكني أحب أن أبقى حيا حتى أعلّمك لغتك ودينك وأنقذك من ظلام الكفر إلى نور الإيمان، فقم الآن إلى فراشك يا بني.

صرت من بعد ذلك كلما رأيت شرفات الحمراء أو مآذن غرناطة تعروني هزة عنيفة، وأحس بالشوق والحزن، والبغض والحب، يغمر فؤادي. وكثيرا ما ذهلت عن نفسي ساعات طويلة، فإذا تنبهت أطوف بالحمراء وأخاطبها وأعاتبها وأقول لها: أيتها الحمراء، أيتها الحبيبة الهاجرة، أنسيت بُناتَك وأصحابك الذين غذَّوْكِ بأرواحهم ومُهَجِهم، وسقَوْكِ دماءهم ودموعهم، فتجاهلتِ عهدهم وأنكرتِ وُدّهم..؟؟

أنسيتِ الملوك الصِّيد الذين كانوا يجولون في أبهائك، ويتكئون على أساطينك، ويفيضون عليك ما شئت من المجد والجلال، والأبهة والجمال، أولئك الأعزّة الكرام الذين إذا قالوا أصْغت الدنيا، وإن أمروا لبّى الدهر..؟؟ أألفْتِ النواقيس بعد الأذان..؟؟ أرضيت بعد الأئمة بالرهبان؟

ثم أخاف أن يسمعني بعض جواسيس الديوان، فأسرع الكرّة إلى الدار لأحفظ درس العربية، الذي كان يلقيه عليّ أبي، وكأني أراه الآن يأمرني أن أكتب له الحرف الأعجمي، فيكتب لي بجانبه الحرف العربي، ويقول لي: هذه حروفنا.. ويعلمني النطق بها ورسمها، ثم يلقي عليّ درس الدين، ويعلمني الوضوء والصلاة لأقوم وراءه نصلي خفية في هذه الغرفة الرهيبة.. وكان الخوف من أن أزلّ فأفشي السر لا يفارقه أبدا.. وكان يمتحننى فيدسّ أمي إليّ فتسألني: ماذا يعلمك أبوك؟
فأقول: لاشيء.. فتقول: إذا كانْ عندك نبأ مما يعلمك، فلا تكتمه عني.
فأقول: إنه لا يعلمني شيئا.
حتى أتقنتُ العربية، وفهمت القرآن، وعرفت قواعد الدين، فعرّفني بأخٍ له في الله، نجتمع نحن الثلاثة على عبادتنا وقرآننا.

واشتدت بعد ذلك قسوة ديوان التفتيش، وزاد في تنكيله بالبقية الباقية من العرب، فلم يكن يمضي يوم لا نرى فيه عشرين أو ثلاثين مصلوبا، أو مُحرقا بالنار حيا، ولا يمضي يوم لا نسمع فيه بالمئات يعذبون أشد العذاب وأفظعه، فتقلع أظافرهم، وهم يرون ذلك بأعينهم، ويُسْقَوْن الماء حتى تنقطع أنفاسهم، وتُكوى أرجهلم وجنوبهم بالنار، وتقطع أصابعهم وتشوى وتوضع في أفواههم، ويجلدون حتى يتناثر لحمهم.. واستمر ذلك مدة طويلة، فقال لي أبي ذات يوم: إني أحس يا بني كأن أجلي قد دنا، وإني لأهوى الشهادة على أيدي هؤلاء، لعل الله يرزقني الجنة فأفوز بها فوزا عظيما، ولم يبق لي مأرب في الدنيا بعد أن أخرجتك من ظلمة الكفر، وحمّلتك الأمانة الكبرى، التي كدت أهوي تحت أثقالها.. فإذا أصابني أمر فأطِعْ عمك هذا ولا تخالفه في شيء..

ومرّت على ذلك أيام، وكانت ليلة سوداء، عندما جاء عمي هذا يدعوني ويأمرني أن أذهب معه، فقد يسّر الله لنا سبيل الفرار إلى المغرب بلد المسلمين فأقول له: وأبي وأمي..؟ فيعنُفُ عليّ ويشدُّني من يدي ويقول لي: ألم يأمرك أبوك بطاعتي..؟ فأمضي معه صاغرا كارها، حتى إذا ابتعدنا عن المدينة وشمِلَنا الظلام، قال لي: اصبر يا بُنيّ، فقد كتب الله لوالديك المؤمنيْن الشهادة على يد ديوان التفتيش."...!

يخلص الغلام إلى بر المغرب ويكون منه العالم المصنف "سيدي محمد بن عبد الرفيع الأندلسي"، وينفع الله به وبتصانيفه...

انتهت قصة محمد الصغير كما أوردها الشيخ على الطنطاوى فى كتابه... لا ليستدرّ بها الدموع إنما ليحذر المسلمين اليوم من مصير تدبّره لهم عصابات السوء وقطاع الطرق المتشحين بلباس الكهنوت..

لقد شاء الله أن أستمع فى حياتى الطويلة إلى قصص مشابهة بنفسى فى الفلبين، واستمعت فى بلاد أوربا قصصا على لسان ضحايا من البوسنة والهرسك وكوسوفا وصربيا، ومن الاتحاد السوفياتى.. وسمعت كثيرا من رجال ونساء يخفون إيمانهم بالاسلام، خشية التنكيل بهم وبأسرهم فى أستراليا وألمانيا و هنا فى مصر..لو بدأت فى سردها لما انتهيت فى مائة مقالة..
وما كنت أتصور أن يحدث هذا فى مصر ولكنه للأسف يحدث..! أواصل الحديث بإذن الله فى حلقة قادمة.


أقرأ ايضا
مأساة المسلمين فى مصر(1)
مأساة المسلمين في مصر (2)
مأساة المسلمين في مصر(3)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق