مصر... يا.. يا.. يا ولاد الكلب!!
جيش الشيطان.. والطرف المندس!!
بقلم: د محمد عباس
www.mohamadabbas.net
mohamadab47@yahoo.com
نعم.. هناك جيش بقيادة الشيطان يحارب مصر..
جيش بداخلها.. وجيش بخارجها..
وجيش في بلاد أعدائها..
وجيش في بلاد شقيقاتها..
جيش للشيطان يندرج تحت لوائه – في مصر فقط - ألف قائد.. وتحت الألف قائد عشرة آلاف ناشط .. وتحت هؤلاء وأولئك مليون منتفع ونصف مليون بلطجي ونصف مليون من أطفال الشوارع.. وملايين من سكان العشوائيات والمقابر تم اختراق بعضهم.. وهؤلاء وأولئك مستعدون لحرق الوطن مقابل خمسين جنيها كل يوم.
ومع هؤلاء جميعا إعلام جبار تتحدد قيمة الإعلامي فيه بقدرته أو بقدرتها على البغاء الفكري والإعلامي حيث ينفق عليه من لا يبالي بالملايين ولا بالمليارات ما دام سيحصل بها في النهاية على وطن.. خاصة عندما يكون هذا الوطن هو مصر.
يضاف إلى هذا الجيش الشيطاني بعض المنتسبين وبعض السذج وبعض المخدوعين وبعض المكلومين الشرفاء كأسر الشهداء الذي يرفعهم على أسنة الرماح جيش الشيطان..
و جيش الشيطان ذلك هو الطرف الثالث المندس..
ذلك هو جبل الجليد الهائل الذي لاتبدو إلا قمته والجزء الأقل خطورة فيه مثل كفاية و6 أبريل في تراتب متدرج كتراتب الماسونية فلعل أعضاء 6 أبريل – وكلها خائنة- وكفاية – وجلها كذلك- في الطبقات الدنيا ولعل بعضهم لا يعرف مستنقع الدنس والخيانة الذي غرق فيه..
وقبل أن يندهش القارئ أسأله أسئلة قليلة محددة:
- هل استشهد من كفاية أو 6 أبريل شهيد واحد..؟ بل هل خدش منهم واحد؟.
- هل سجنوا ونكل بهم كما نكل بالإسلاميين مثلا؟ هل سجنوا إلا بضعة أيام أو أسابيع كانوا فيها تحت نظر العالم وتلميعه من وسائل الإعلام ومنظمات حقوق اإنسان غير المسلم في عمليات تصنيع النجوم وتلميع العملاء وتجميل العاهرات؟.
- هل لفقت لأي واحد منهم تهمة؟.. وحكم بها عليه..
- هل علق أحدهم من قدميه؟ أو حتى من يديه؟ هل كهرب؟ هل جلد بالسياط؟ هل سلطوا عليه الكلاب الوحشية تنتهك عرضه أو تلتهم أعضاءه التناسلية؟.
- هل أحصى جهاز أمن إبليس الذي لا يترك شيئا إلا أحصاه الملايين التي حصلوا عليها؟ هل رصد البلاد التي دعوا إليها والتدريبات التي دربوا عليها؟..
- هل سألت وزارة الخارجية المصرية وأجهزة الأمن والمخابرات نفسها لماذا تقابل كلينتون صعاليك وتلتقط لها الصور معهم؟ هل سأل أحد كيف يباح لعاطلين مراسلة أوباما واهتمامه بهم وتكوين علاقات بينهم وبين البيت الأبيض؟.
- هل سأل أحد نفسه عن سر الحصانة الغريبة التي تمتعوا بها ابتداء من البرادعي ومرورا بوائل غنيم وبعلاء عبد الفتاح الذي لا دين له والذي يشجع الزواج المثلي وعمار على حسن الذي أضرب عن الطعام دفاعا عنه؟..
- هل سأل أحد نفسه عن طبيعة الدور الموكول إليهم.. لماذا ؟ وأين؟ ومتى؟ وكيف؟..
- هل سأل أحد نفسه لماذا تم التقاط معظمهم من الضائعين التائهين البعيدين عن الإسلام والوطنية؟..
- هل سأل أحد نفسه عن مواقفهم من إسرائيل؟ من فلسطين؟ من أمريكا وغزة؟.
- هل جرؤ أحد على سؤالهم عن موقفهم من الإسلام والشريعة؟..
- هل سأل أحدكم نفسه عن مصدر أموال الفضائيات التي تتوالد الآن مثل الأرانب رغم ما تتكلفه من إنفاق هائل وما تدفعه من أجور هي بالنسبة لمستوى الأجور في مصر رشوة صريحة وثمن للشرف والإخلاص ومقابل لبيع الوطن.
هل حاسبت الضرائب أحدهم على دخله؟ هل سألت نيابة الأموال العامة أحدهم عن الإجراءات الملتوية والمصادر الغامضة والأجور الباهظة؟
- هل سأل أحدكم نفسه عن الصحف التي تتلقى قسما هائلا من المعونة الأمريكية بشكل منتظم ، مثل صحيفة(...) التي تقوم بدور بارز في التهييج أو صحيفة (....) التي أنشئت منذ عام 2005 وتركت كخلية نائمة اندفعت الآن بأقصى قوتها لتكون صوت الشيطان؟.
- هل عرفت المخابرات العامة والأمن الوطني أهم بنود "البروتوكول" الحاكم لتمويل هذه الصحف، وعن علاقة نجيب ساويرس بكل ذلك وعلى سبيل المثال قيامه باحتواء رئيس تحرير صحيفة(...) ، فمنحه ستين ألف جنيه شهريا مقابل برنامج في قناته "أون تي في" ، رغم أنها تعاني خسائر مزمنة ، وهناك أموال أخرى غامضة يصعب فهم مصادرها مثل الأموال الطائلة التي يدفعها بانتظام موظف كبير في فندق "سونستا" لحشد مئات الأقباط إلى ميدان التحرير والدفع نقدا مائتي جنيه في اليوم .
- هل سأل أحدكم نفسه لماذا قامت حركة 6 ابريل ان الحركة بقيادة احمد ماهر بفصل عضوية اسراء عبد الفتاح من الحركة؟ وهل كان ذلك بسبب خلاف على 90 الف جنية من بيت الحرية الامريكى وأموال أخرى من مؤسسة فريدريش ناومان بقيادة د. رونالد ميناردوسل.
- هل سأل أحدكم نفسه لماذا توقفت أعمال البلطجة حول وزارة الداخلية فجأة بعد إعلان المجلس العسكري تحديه لأمريكا؟.. توقفت البلطجة والإجرام فجأة كجهاز يدور بالكهرباء قطعت عنه الكهرباء فهل بحث أحدكم عن مفتاح الإغلاق والفتح.. في واشنطن؟..
- ...
- هل.. هل.. هل..
***
لقد اكتشفت أن عجزي عن فهم الأحداث طيلة الأسابيع الماضية إنما يعود لأنني تناولتها كقضية سياسية اجتماعية أو حتى كأمر يتعلق بالعقيدة. اكتشفت أنني أبحث في المكان الخطأ. وأنني أتطلب في الماء جذوة نار.. أو أبحث عن كتاب في مخزن أدوية!.
كان هذا التناول كله خطأ ولهذا فشلت كل محاولات الفهم.
اكتشفت أنني يجب أن أبحث عن ذلك الطرف الثالث المندس في إطار الجريمة لا السياسة، في باب الجاسوسية لا الأحزاب السياسية.. في باب المؤامرة لا التنظيم.. وشتان ما بين هذا وذاك..
وشتان ما بين تقلصات المجتمع العشوائية وبين الفوضى المنظمة للتغطية على الجريمة المدبرة
***
ولست أدري لماذا لم نأخذ تصريحات المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن الطرف الثالث المندس بالجدية الكافية.
ربما كان السبب أن بعضنا لم يصدق أن جيشنا ومخابراتنا عجزا عن فهم من هو الطرف الثالث المندس. وأنهم ظننا أنه يعرف ويكذب لأنه متورط بصورة أو بأخرى. لكن الجزء الأذكى كان يدرك أن الجيش لا يمكن أن يتورط في عمل مثل هذا.. لأسباب سوف نستعرض بعضها في الأسابيع القادمة.
***
المجلس الأعلى لم يكذب. وهناك طرف ثالث فعلا. والمؤكد أن مخابراتنا تعرف بالضبط من هو هذا الطرف الثالث لكنها لا تستطيع أن تنطق بكلمة واحدة. مباحث أمن الدولة أيضا تعرفه وكذلك قاطني طرة والفلول وممدوح حمزة وساويرس وكثيرون من قيادات الفضائيات والصحف والمخابرات الأمريكية والبريطانية والموساد كلهم يعرفون هذا الطرف الثالث بل ويعرفون أدق التفاصيل عنه لكن نصفهم لا يستطيع ونصف لا يريد أن يتكلم عنه.
***
سألت نفسي:
- من هي المجموعة التي يعرفها الجميع ولا يريد أن يتحدث عنها أحد؟
وأجبت نفسي:
- إنها مجموعة يحصل العاطل والصعلوك فيها على مرتب 13000 جنيه شهريا.. أما من يبتسم لهم الحظ فيحصلون على الملايين. مجموعة لديها حصانة أكثر من الحصانة الديبلوماسية.
مجموعة كان الجيش شاهدا عليها لكنه لم يكن شريكا فيها. ولعله تلقة تحذيرا بمصير نورويجا لو كشف سرها.
مجموعة أو مجموعات بدأت أمريكا تدريبها في مختلف دول العالم منذ 2004 وهدفها الرئيسي هو القضاء على كل الدول من حدود الصين إلى المغرب وتحطيم كل الجيوش كي تحقق السطوة والبترول لأمريكا والأمن لإسرائيل لمدة نصف قرن.
مجموعة كان مبارك يعلم بها.وكانت مباحث أمن الدولة شريكة في تأسيسها مع وزارة الخارجية الأمريكية.
كانت أمريكا تنشئ حزبها الهائل في مصر بعد أن ساورتها الشكوك في قدرة حزب مبارك على الاستمرار.
حزب هو أهم الأحزاب وأغناها وأخطرها. وكانت تعده للحفاظ على مصالحها وجذب الشارع إليها والسيطرة عليه إذا لزم الأمر وركوب أي ثورة لتوجيهها في المجرى الأمريكي بوجوه مصرية إذا ما فشلت أجهزة الدولة في منع تلك الثورة من الأساس. وكانت هذه المجموعة أو على الأحرى المجموعات قد وطنت نفسها على أنها هي الحاكم القادم لمصر. كانوا أبناء علاقة آثمة بين الخارجية الأمريكية والداخلية المصرية برعاية الصهيونية والصليبية. لم تكن مجموعة واحدة بل مجموعات منها النشطاء السياسيون ومنها العاملون في الصحافة والإعلام ومنها الرأسماليون ومنها النشطاء السياسيون ( حيث وظيفة محترمة لمن لا وظيفة له.. و 13000 جنيه لمن لا مرتب له)..
كانت أمريكا قد خدعت مبارك وأفهمته أنها تعد هذه المجموعة لتدعيم حكمه. وأسر مبارك لمن حوله أنه يفهم أمريكا وأنها تعد هذه المجموعات ضده لا معه لكنه لايريد أن يتصادم معها. ولم يكن يصدق أن ما حدث سيحدث. لذلك ترك أمريكا تتسلى.
ثم وقع المحذور وانهار مبارك. وانتظرت هذه المجموعات الخائنة أن يؤول الحكم إليها.. لكن وقع المحذور واستيقظ الشعب المغيب.
***
نقول أنه كانت هناك ثلاث ثورات:
ثورة أمريكية اشتركت فيها النخبة الخائنة العميلة التي أعدتها أمريكا كاحتياطي للنخبة الحاكمة العميلة..
وانقلاب عسكري تم تحت إشراف أمريكا لحماية الأولى فإن لم تستطع فلغرض الاستيلاء على الثالثة .. أو على الأقل ضمان عدم حدوث تغييرات جذرية في مسار مصر...
وثورة شعبية أفسدت هذا وذاك!
***
ثلاث ثورات وتمويل ضخم وعدد هائل من البلطجية وعدد هائل من الإعلاميين والصحافيين ثم مايسترو يسيطر على كل هذا ويحركة ويضبط إيقاعة ويضبطه كما يضبط المخرج في المسرح أحداث المسرحية التي تبدو أمام المتفرج تلقائية أو عشوائية بينما هي تخضع لتخطيط دقيق فلا يظهر كل صحافي أو مذيع أو مظاهرة ولا تلقى زجاجة مولوتوف إلا بإذن سابق وأمر لاحق وتخطيط دقيق، ولا تتم الجرأة على المجلس العسكري إلا بإذن، وحتى السباب البذيء النابي بإذن وتصريح وتلقين وقد كتبه المؤلف المجهول أو أمر به المايسترو. فتجد الحدث في منشية ناصر يتردد أصداؤه في أبهاء كبريات الفضائيات والصحف الخاصة لتأتي التعليمات باستضافة هذا وتلميع ذلك والتعتيم علي من يريدون.. كل في دوره حسب المؤلف والملقن.
***
نحن إذن أمام شيطان مرعب وتحالف خطير للجريمة أجاد الكاتب الكبير أحمد عز الدين بيان بعض وجوهه في مقال فائق القيمة في العدد الماضي من الأسبوع. وأمام مراكز تحكم في أمريكا وإسرائيل وألمانيا..(لعل الدكتور عمرو حمزاوي يتكرم علينا بتوضيح دور ألمانيا في الأمر.. خاصة أنه كان يحمل الجنسية الألمانية حتى وقت قريب).
نحن أمام شيطان مرعب ذي تمويل لا ينتهي وجيش لا ينتهي من البلطجية وأطفال الشوارع وعاطلي العشوائيات والمقابر وتغطية لا تنتهي من أجهزة إعلام معظمها حديث التكوين بأموال باهظة والقديم منها أنشئ بمعرفة النظام السابق ومباحث أمن الدولة. وفوق كل هؤلاء المايسترو الذي يضبط الإبقاع ويتحكم فيه.
نحن أمام شيطان فائق القوة مازال يوحي لأتباعه أنهم هم المنتصرون. لذلك تجد الصحافي أو المذيع من هؤلاء، والذي كانت ملابسه الداخلية تبتل أمام صول في أمن الدولة، يهاجم المجلس العسكري بكل وقاحة وصلف ويهتف "يسقط حكم العسكر" بكل جرأة . ذلك أن المايسترو كان قد حاول استقطاب المجلس العسكري فأبى ورفض (لكنه وقع في أسوأ خطأ يمكن أن يقع فيه.. احتفظ بالأمر سرا ولم يحتكمِ بشعبه.. رغم ما وصلهم من تهديدات أمريكية بعضها فحواه أن مصيرهم يمكن أن يكون كمصير نورويجا) فأوحي المايسترو لجيشه.. جيش الشيطان أنهم هم الغالبون وأن الحكم سيئول إليهم مهما كانت التفاصيل والأحداث ونتائج الانتخابات.
من أجل هذا يتحدثون بهذه القوة الفائقة والثقة المطلقة حتى أن واحدا منهم يدافع عن التمويل الأجنبي وأنهم يفعلون مثل الدولة التي تحصل على التمويل الأجنبي من نفس المصادر وأنهم لن يتخلوا عنه إلا إذا تخلت الدولة عنه..
***
نحن أمام جيش شيطاني مرعب يتم التخطيط له منذ أكثر من قرنين لتدمير المجتمع من الداخل.. لتدمير الأمة.. لتدمير الأسرة..
وعلى سبيل المثال فقد كان للسياسة الثقافية والاجتماعية في عهد مبارك وحده أثر هائل ترتب عليه ارتفاع نسبة الطلاق من نصف في المائة إلى أربعين في المائة.. وقد أدى هذا إلى جيش من أطفال الشوارع.. يتحول معظمهم عندما يكبر إلى جيش البلطجية ليكونوا وقودا في جيش الشيطان..
القرارات الاقتصادية الخاطئة والعمولان واستنزاف الوطن وما أدى إليه من خراب وملايين العاطلين ينتظر أي واحد منهم أي وظيفة ولو في جيش الشيطان..
تكوين نخبة نجسة تقتصر على النخاسين الذين يتاجرون في البشر والقوادين والعاهرات تسيطر على كل مفاصل البلاد لا يملكون ما يبيعونه سوى الوطن بعد أن فقدوا الشرف والأمانة وكل قيمة.
هذه النخبة المثقفة- ولاهي نخبة ولا هي مثقفة- هي التي تم تجهيزها لترث عصر مبارك.. فلما لفظهم الشعب كما يلفظ الخبث الحديد وكما يلفظ الجسد الصديد جن جنونهم واشتد سعارهم فانقلبوا على الشعب يتهمونه بالغباء وعلى الأمة يدمغونها بالتخلف وتوجوا كفرهم بكل شيء إلا ذواتهم بكفرهم بالديمقراطية التي طالما صدعونا بها.
نخبة خائنة قررت أن تبيع الأمة والدولة والوطن وأن تنفذ سياسات الغرب ومؤامراته بحذافيرها رغم أنها تعلم أن المفكر الغربي ( أرنولد هوتنغر) يقول موضحًا استراتيجية الغرب الخطيرة :
(نحن نتمسك دائما بسياسة "فرق تسد" وأن ُتصنع الدواعي والأسباب التي تدفع بهؤلاء إلى التحارب والتقاتل، بينما ننشغل نحن بتنسيق مصالحنا وسياساتنا، وسيكون بمقدورنا دوماً أن نبعث بقوات دولية لتلك المناطق بدعوى حفظ السلام والاستقرار ، ثم نبقيها هناك إلى أبد الأبدين)!!
وتعلم أن مهمتها والملايين التي تحصل عليها والجاه الذي تنعم به هو ثمن بيعهم للدين والأمة والدولة والمجتمع..
يقول ( صاموئيل هنتنغتون ) الخبير في وزارة الخارجية الأمريكية:
(إن المشكلة بالنسبة للغرب ليست الإسلاميين المتطرفين، وإنما الإسلام ككل، فالإسلام بكل طوائفه وفي مختلف دوله عبارة عن حضارة كاملة تشتمل الدين والدنيا ، وكل مظاهر الحياة اليومية، ولذا قلتُ إن الإسلام ونظام الدول الغربية لن يلتقيا ، إن المسلمين يعلنون في وجه كل غربي إن دينهم هو الأحسن وأن عاداتهم وتقاليدهم هي الأفضل، كلهم يقول ذلك المتطرف والمعتدل).
***
تلك النخبة الخائنة هي الحاضنة لجيش الشيطان والطرف الثالث المندس حتى لو لم تكن موظفة فيه.. إنها التربة التي تلقى فيها بذور الخيانة فترعاها وتنميها وتحافظ عليها وتدافع عنها حتى يشتد عودها وتقوى.
***
تلك النخبة النجسة هي حصيلة عصر مبارك وخلاصته ونتيجته وهي التي عبر عنها رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق ومنها محاضرة مسئول الأمن الداخلى الإسرائيلى الأسبق " آفى دختر " عام 2008م ، بالاضافة لتصريحات الجنرال عاموس يادلين الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية مستعرضاً نشاطاته الهدامة والتخريبية فى الواقع السودانى والمصرى خلال رئاسته لهذا الجهاز ، وفيها يقول عن إنجازاته فى مصر : " أما فى مصر الملعب الأكبر لنشاطاتنا فإن العمل قد تطور حسب الخطط المرسومة منذ عام 1979م ، فلقد أحدثنا الاختراقات السياسية والأمنية والاقتصادية والعسكرية فى أكثر من موقع ونجحنا فى تصعيد التوتر والاحتقان الطائفى والاجتماعى لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائماً ومنقسمة إلى أكثر من شطر فى سبيل تعميق حالة الاهتراء داخل المجتمع والدولة المصرية "، وهي النخبة التي أدرك الأستاذ الدكتور حامد ربيع دورها ليكتب سنة 86 فى الوفد أنه : تخريب مصر من الداخل ، وأول من وضع هذا المبدأ النظام النازى من خلال خلق ما أسماه " الطابور الخامس " ، فهى تبحث عن جميع عناصر الضعف فى الجسد الداخلى وتضخم منها الضعف فى الجسد المصرى.
***
نخبة نجسة لم ترحم الوطن وهو في مخاض ثورته الباذخة الألم والشهداء فكانوا ترسا قذرا في التخطيط الدولي يتحرك متناغما معه من خلال السيطرة على القرن الإفريقى واختراق العمق الاستراتيجى المصرى بالسيطرة شبه التامة على جنوب السودان ، ونفذ على الأرض الجزء الأكبر من مخطط إضعاف السودان والعراق وتقسيمهما ، وهيمنة اقتصادية على قطر وتواجد استعمارى عسكرى فى البحر الأحمر والخليج والمحيط الهندى، وتدمير لجيش ليبيا وتونس واليمن وسوريا والعراق واحتمال تقسيمها جميعا والتخطيط لوضع قواعد عسكرية فيها للحصول على الجائزة الكبرى: مصر..
مصر...
مصر...
مصر يا خونة..
مصر يا عبيد الشيطان..
مصر يا كلاب النار هي الهدف الآن..
مصر يا أخون من في التاريخ هي المستهدف تقسيمها عام 2015..
مصر يا كفاية..
مصر يا 6 أبريل..
مصر يا ممدوح حمزة..
مصر يا ساويرس..
مصر يا أبو حامد..
مصر يا شنودة..
مصر يا عملاء أمريكا..
مصر يا عملاء إسرائيل..
مصر يا من قبضتم ثمن خياناتكم لا مقابل وظائفكم..
مصر يا مذيعين ومذيعات وصحافيين وصحافيات..
مصر يا بلطجية التحرير ومجرمي بور سعيد ومحمد محمود ومجلس الشعب وماسبيرو..
مصر يا لواءات الداخلية الفاسدين..
مصر يا فلول الخائن المخلوع..
مصر يا ليبراليين ويساريين يا من بلغ إجرامكن أن تحطيم الوطن أفضل عتدكم من أن يحكمه الإسلام...
مصر يا محمد أبو الغار يا يوسف القعيد يا غيطاني يا إبراهيم عيسى يا منى الشاذلي يا ريم ماجد ألفريد يا خيري رمضان يا عادل حمودة يا دستور يا تحرير يا اليوم السابع يا أون تي في يا مراد وهبة يا معتز ليس معتزا ويا يسري ليس له باليسر علاقة..يا.. يا... يا...
مصر يا من دخلوا مجلس الشعب كي يفجروه من الداخل ويغرقوه في الصدامات والمناورات والتفاصيل حتى يفشل.
مصر يا رجال أعمال رضعتم حراما ولم تبلغوا فطاما ولم تشعروا بأمومة مصر وتريدون تمزيقها..
مصر يا....
مصر يا....
مصر يا ولاد الكلب!!!...
****
نعم.. هذا كله لم يكن لمجرد التهويش ، إنما النية مبيتة والخطط جاهزة ، والتنفيذ جار على قدم وساق لإضعاف وإسقاط أكبر وأهم الدول العربية والإسلامية " مصر " فى مستنقع الفرقة والتشرذم والتقسيم .
الوثائق والمقالات والخطط لا حصر لها وهي تملأ الكتب وشبكة الإنترنت ، وقد أشار إليها وعلق عليها كبار مفكرينا منهم الدكتور محمد عمارة والدكتور حامد ربيع والدكتور جمال حمدان والمفكر الفرنسى روجيه جارودى والدكتور عبد الوهاب المسيرى وغيرهم ، ومنها الوثيقة التى نشرها الكاتب الصحفى الهندى " ر. ك . كارنجيا " عام 1957م فى كتابه " خنجر إسرائيل " ، وعرفت باسم " وثيقة كارنجيا ". ومنها الوثيقة التى نشرتها المنظمة اليهودية العالمية بالقدس فى عدد 14 فبراير عام 1982م لمجلة " كيفونيم " ( اتجاهات ) ، وهى عبارة عن دراسة مستقبلية وضعها الكاتب الإسرائيلى " عوديد ينون " تحت عنوان " خطط إسرائيل الاستراتيجية " ، وفيها يتنبأ باستمرار حالة الاحتقان الطائفى فى مصر وأن استمرار بث الفرقة والنزاع بين المسلمين والمسيحيين وإثارة الاقتتال بين فئات الشعب المصرى مع تردى الأوضاع الاقتصادية سوف يدفع بمصر نحو التقسيم ، ومنها ما نشره المؤرخ الصهيونى الإنجليزى الأصل الأمريكى الجنسية برنارد لويس فى يونيو عام 2003م فى مجلة " اكسليوتف انتلجنت ريسرش بروجكت " التى تصدرها وزارة الدفاع الأمريكية ، وفيها تصور استراتيجى مدعوم بالصور والخرائط لتقسيم الشرق الأوسط إلى أكثر من ثلاثين دويلة على أساس طائفى وعرقى لشل هذه الكيانات بالخلافات والنزاعات الطائفية والمذهبية والصراع على الثروات والمياه والحدود ، لحماية الكيان الصهيونى وتأمين مستقبله لخمسين سنة قادمة ، ولحماية المصالح الأمريكية . وكان لويس قد وضع مشروعه التفكيكى الفوضوى فى عهد الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر واعتمده الكونجرس فى جلسة سرية عام 1993م كأساس للسياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط ، ويتضمن المخطط تقسيم مصر إلى أربع دويلات ؛ واحدة تحت السيادة القبطية وأخرى تحت السيادة الإسلامية ، وثالثة للنوبة ، ثم دولة تحت السيادة الفلسطينية فى سيناء بعد ضمها إلى غزة . وأعاد طرح هذا المخطط الاستراتيجى الشامل لبرنارد لويس فى الثمانينيات الكاتب رالف بيترز عام 2006م فى مقال له بعنوان " حدود الدم " منشور بمجلة القوات المسلحة الأمريكية ، يقول فيه : " ربما يكون تعديل الحدود مستحيلاً الآن ، لكن مع الوقت وبحار الدماء المتأهبة التى لا يمكن منعها ستظهر حدود جديدة وطبيعية " . وللوصول إلى الهدف الأكبر من هذه المخططات بتحقيق الحلم الصهيونى القديم " إسرائيل الكبرى من النهر إلى النهر " والإبقاء على التفوق الإسرائيلى وسط كيانات عربية هزيلة متصارعة ، تعتمد الاستراتيجية الصهيونية بمساندة أمريكا والغرب على " تخريب مصر من الداخل " الذي يسعى إليه الآن جيش الشيطان.
***
إن الأمة تكتشف الآن أن جل نخبتها المثقفة أشد سوءا من أسوأ الحكام، فجابر عصفور لا يقل سوءا عن حبيب العادلي.. وعلاء الأسواني لا يقل سوءا عن فؤاد علام، ومحمود سعد ليس أقل سوءا ولا أنظف ثوبا من صفوت الشريف، وأنهم مهما ادعوا وأبدوا من استكبار ليسوا سوى أدوات للسلطة وخدم للاستعمار، بل هم في أحيان كثيرة يكونون رقباء على إخلاص السلطة للاستعمار وعدم جنوحها للشعب وللأمة، وأن معظم من يسمون أنفسهم بالمثقفين أو النخبة على اتساع عالمنا الإسلامى، ليسوا سوى جناح للسلطة يوازن جناح الأمن البوليسى الباطش، وأن وظيفة الجناحين واحدة، التعذيب والتزوير والتزييف والقهر ومحو الهوية والتمايز،وإطفاء نور الله، نعم، جناحان تسقط بدونهما أى سلطة فى عالمنا الإسلامى، جناح يمارس سلطته على الجسد، وجناح يمارس سلطته على الروح.
***
تذكري أيتها النخبة المنحرفة..
تذكري فإننا لن ننسى أبدا:
جراحات السنان لها التئام.. ولا يلتام ما جرح اللسان..
أما أنتم فقد قمتم بالدورين معا.. أو على الأحرى بأدوار ثلاثة:
دور سالومي: العاهرة التي لم تقنع إلا بأن تقدم لها رأس نبي..
ودور المخبر السري الذي يرشد المباحث إلى المجاهدين.
أما الدور الثالث فهو دور الطابور الخامس للأعداء..
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق