من ينقذ الجيش المصري من "أم المهازل"؟
وائل قنديل
قبل ذلك، كانت مدونة عربية محبة للانقلاب تتولى إذاعة البيانات العسكرية، الخاصة بعمليات الطائرات المصرية في الأراضي الليبية.
فيما بعد، انفتح مزاد مضحك بين مذيعين عن عدد الدواعش الذين قتلتهم قوات الكوماندوز المصرية في ليبيا، وكذلك الذين أسرتهم وعادت بهم، خمسون ثم مائة ثم مائة وخمسون، الأمر الذي حدا مذيعاً آخر منهم على أن يسخر على الهواء مباشرة من هذه الهلوسة.
قبل ذلك بكثير، كانت راقصة شعبية تغني في خلاعة "احنا عبيد البيادة"، ثم حدث أن ألقي القبض عليها، فخرجت تغني "الشبشب ضاع".
كل هذا الابتذال للعسكرية المصرية، والإهانات اليومية للجيش المصري، لم يجد من يوقفه، ويلجم هؤلاء المهرجين والراقصات الذين نصبوا أنفسهم متحدثين باسم جيش مصر العظيم، على نحو شديد الإسفاف والسفه، على الرغم من أنه، قبل أشهر فقط، كان مجلس الدولة في مصر يقر قانوناً يغلظ العقوبات على من يتناولون أخبار المؤسسة العسكرية، من دون الرجوع إليها.
هذه الفوضى في التعامل مع الجيش المصري اندلعت في مرحلة التحضير لانقلاب السيسي، وكان مؤسفاً أن يدعى فنانون وفنانات وإعلاميون وإعلاميات لحضور مشروع "تفتيش حرب" للجيش، وكأنهم في رحلة إلى "القناطر الخيرية" أو حديقة الأسماك.وكان ذلك بالتزامن مع إعطاء إشارة البدء في جمع توكيلات لتفويض وزير الدفاع، في ذلك الوقت، بالانقلاب على الرئيس المنتخب.
فيما بعد، انفتح مزاد مضحك بين مذيعين عن عدد الدواعش الذين قتلتهم قوات الكوماندوز المصرية في ليبيا، وكذلك الذين أسرتهم وعادت بهم، خمسون ثم مائة ثم مائة وخمسون، الأمر الذي حدا مذيعاً آخر منهم على أن يسخر على الهواء مباشرة من هذه الهلوسة.
قبل ذلك بكثير، كانت راقصة شعبية تغني في خلاعة "احنا عبيد البيادة"، ثم حدث أن ألقي القبض عليها، فخرجت تغني "الشبشب ضاع".
كل هذا الابتذال للعسكرية المصرية، والإهانات اليومية للجيش المصري، لم يجد من يوقفه، ويلجم هؤلاء المهرجين والراقصات الذين نصبوا أنفسهم متحدثين باسم جيش مصر العظيم، على نحو شديد الإسفاف والسفه، على الرغم من أنه، قبل أشهر فقط، كان مجلس الدولة في مصر يقر قانوناً يغلظ العقوبات على من يتناولون أخبار المؤسسة العسكرية، من دون الرجوع إليها.
هذه الفوضى في التعامل مع الجيش المصري اندلعت في مرحلة التحضير لانقلاب السيسي، وكان مؤسفاً أن يدعى فنانون وفنانات وإعلاميون وإعلاميات لحضور مشروع "تفتيش حرب" للجيش، وكأنهم في رحلة إلى "القناطر الخيرية" أو حديقة الأسماك.وكان ذلك بالتزامن مع إعطاء إشارة البدء في جمع توكيلات لتفويض وزير الدفاع، في ذلك الوقت، بالانقلاب على الرئيس المنتخب.
في ذلك الوقت، قلت "فجأة انفتحت السيرة في شؤون الجيش المصري، على نحو غير مسبوق، إذ لم تكن المؤسسة العسكرية المصرية مستباحة في شؤونها الداخلية، مثل ما يحدث هذه الأيام.. لقد صارت شؤون الجيش مادة سهلة لبرامج التوك شو والصحافة الخاصة، حتى إن بعضهم أسهب في الحديث عن إمكانات سلاح الجو واحتياجاته من المال والعتاد، على الهواء مباشرة، وكأنه يتحدث عن معسكر منتخب الناشئين".
غير أن ما يلفت النظر أكثر أن المؤسسة العسكرية تبدو راضية ومرتاحة لهذا الاقتراب الحثيث من أمورها وأسرارها، خصوصاً أن هذه الحملة المفاجئة تنتهي، دائماً، إلى أنه لا ينبغي الاقتراب أبداً من اقتصاد العسكر، والحجة الجاهزة أن للمؤسسة العسكرية احتياجات مالية ضخمة، سيكون توفيرها صعباً، لو أنها تخلت عن نظرية "عرقنا الذي سنقاتل من أجله إذا اقترب منه أحد".
ومن باب التكرار الإشارة إلى أنه، في ظروف أخرى، كان خبر عادي عن القوات المسلحة كفيلاً بإطاحة صحفيين ورؤساء تحرير، ومدعاة لخشونة شديدة مع الصحيفة، وأذكر أنه في تسعينيات القرن الماضى، كان الفريق أول محمد فوزي، رحمه الله، قد أصدر مذكراته في كتاب، تم توزيعه على نطاق واسع، وبعد سنوات من طرحه في الأسواق، استعنت بفصل منه للنشر في صحيفة "العربي"، بمناسبة الحديث عن حرب الاستنزاف، وكانت المفاجأة أن المؤسسة العسكرية غضبت أشد الغضب، وساءلت الجريدة، لأنها تنشر مادة عسكرية محظوراً نشرها، إلا بموافقة كتابية من الشؤون المعنوية على كل سطر فيها.
إن أسوأ ما فعله هذا الانقلاب أنه هبط بالجيش، وهوى بالعسكرية المصرية إلى مستنقعات "التوك شوز" وحضيض الاستوديوهات المبتذلة، فصار الحديث عن أدق الأمور الاستراتيجية أسهل كثيراً من الكلام في شؤون المطبخ وآخر صيحات الأزياء وتربية أسماك الزينة.
ارحموا جيش مصر من إسفاف معاتيه الفضائيات.
غير أن ما يلفت النظر أكثر أن المؤسسة العسكرية تبدو راضية ومرتاحة لهذا الاقتراب الحثيث من أمورها وأسرارها، خصوصاً أن هذه الحملة المفاجئة تنتهي، دائماً، إلى أنه لا ينبغي الاقتراب أبداً من اقتصاد العسكر، والحجة الجاهزة أن للمؤسسة العسكرية احتياجات مالية ضخمة، سيكون توفيرها صعباً، لو أنها تخلت عن نظرية "عرقنا الذي سنقاتل من أجله إذا اقترب منه أحد".
ومن باب التكرار الإشارة إلى أنه، في ظروف أخرى، كان خبر عادي عن القوات المسلحة كفيلاً بإطاحة صحفيين ورؤساء تحرير، ومدعاة لخشونة شديدة مع الصحيفة، وأذكر أنه في تسعينيات القرن الماضى، كان الفريق أول محمد فوزي، رحمه الله، قد أصدر مذكراته في كتاب، تم توزيعه على نطاق واسع، وبعد سنوات من طرحه في الأسواق، استعنت بفصل منه للنشر في صحيفة "العربي"، بمناسبة الحديث عن حرب الاستنزاف، وكانت المفاجأة أن المؤسسة العسكرية غضبت أشد الغضب، وساءلت الجريدة، لأنها تنشر مادة عسكرية محظوراً نشرها، إلا بموافقة كتابية من الشؤون المعنوية على كل سطر فيها.
إن أسوأ ما فعله هذا الانقلاب أنه هبط بالجيش، وهوى بالعسكرية المصرية إلى مستنقعات "التوك شوز" وحضيض الاستوديوهات المبتذلة، فصار الحديث عن أدق الأمور الاستراتيجية أسهل كثيراً من الكلام في شؤون المطبخ وآخر صيحات الأزياء وتربية أسماك الزينة.
ارحموا جيش مصر من إسفاف معاتيه الفضائيات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق