الاثنين، 11 مايو 2015

نكبة فلسطين .. الذكرى الـ67

نكبة فلسطين .. الذكرى الـ67

الفلسطيني واللجوء

لاجئو مخيم اليرموك الأكثر تضررا من الأزمة السورية(رويترز-أرشيف)

يستحق الشعب الفلسطيني لقب "أكبر شعب لاجئ" في العالم، فهو لم يهجّر فقط من بلاده إلى بلد أكثر أمنا يعيش فيه بسلام، ولكنه هُجّر حتى من مكان لجوئه، حتى تحول اللجوء إلى خبزه اليومي.
بداية المرارة التي يتجرعها الفلسطينيون منذ 67 عاما كانت مع نكبة عام 1948، ويستذكر الشعب الفلسطيني ما تعرض له من إرهاب دولة منظم مارسه الاحتلال الإسرائيلي، وما ارتكبته عصاباته المسلحة من جرائم حرب بشعة، وما نفذته من عمليات تطهير عرقي بهدف إرهاب المواطنين الفلسطينيين، وإرغامهم على مغادرة أراضيهم، واغتصاب أرضهم وممتلكاتهم بأبشع أشكال الاحتلال العسكري والاستيطاني في التاريخ المعاصر، مما أسفر عن تشريد الغالبية الساحقة من أبناء الشعب الفلسطيني في أصقاع الأرض، عانوا فيها أشد أنواع العذاب النفسي والجسدي.
جدول الهجرات
طفل من مخيم نهر البارد بعدد إعمار قسم منه (رويترز)
ولم تكن نكبة الشعب الفلسطيني والتهجير الذي عاناه محطة وحيدة في رحلة هجرته التي لاحقته إلى الدول التي لجأ إليها، ففي :
- منتصف الخمسينيات: العراق والسعودية وليبيا، رحّلت عمالا فلسطينيين أضربوا عن العمل.
- عام 1991: تعرض الفلسطينيون لأكبر موجة من الترحيل منذ عام 1984، حيث رحلت الكويت نحو مائتي ألف فلسطيني بعد وقوف الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات مع الرئيس الراحل صدام حسين في غزوه للكويت، وفرّ مائتا ألف أخرين خلال الغزو، ورفضت السلطات الكويتية عودتهم للبلاد بعد انتهاء الحرب.
- عام 1993: وفي رد فعل على اتفاق أوسلو الذي وقع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، رحّلت ليبيا عشرات آلاف الفلسطينيين الذين كان يقيمون منذ فترة طويلة في البلاد.
- عام 2003: فرَّ أكثر من 21 ألف فلسطيني من العراق إثر الغزو الأميركي له، بعد عملية ملاحقة واضطهاد ممنهج تعرض لها الفلسطينيون فيه.
- عام 2007: نزح نحو 32 ألف فلسطيني من مخيم نهر البارد شمال لبنان بعدما شن الجيش اللبناني هجوما ضد "تنظيم فتح الإسلام"، مما أدى لسقوط مئات القتلى والجرحى وتدمير المخيم.
اختلف الحال في سوريا، التي كانت من أولى الدول التي لجأ إليها الفلسطينيون إبان النكبة، وقدر عدد اللاجئين إليها في ذلك الوقت بتسعين ألف شخص جاء معظمهم من الشمال الفلسطيني، ووصل عددهم في عام 2008 إلى 520 ألفا بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
هجرة جديدة

فلسطينية تتسلم مساعدات من أحد مراكز الأونروا بغزة (رويترز)
ومع بداية الأزمة السورية، لم تتمكن الفصائل والحكومة السورية من تحييد المخيمات، وتعرضت لما تتعرض له مناطق الصراع السورية. الأمر الذي دعا بعض الفلسطينيين إلى هجرة جديدة ورحلة نزوح أخرى هربا من الموت، فيما اختار آخرون البقاء في المخيمات تحت القصف.
وكان أكثر المخيمات تضررا هو مخيم اليرموك في دمشق الذي تقلص عدد سكانه من أكثر من مليون إلى نحو 18 ألفا محاصرين منذ منتصف عام 2013 في ظروف إنسانية بالغة الصعوبة، حيث قضى أكثر من 167 شخصا بسبب الجوع والجفاف وانعدام الغذاء.
وأوضح زكريا  الآغا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والمسؤول عن ملف اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، أن نحو ثلاثين ألف لاجئ فلسطيني سمحت لهم الحكومة اللبنانية بالدخول إلى أراضيها، بينما رفضت الأردن استقبال عدد منهم في حين توزع مئات اللاجئين بين غزة ومصر ومناطق سورية أكثر أمنا.
وكان لا بد من أن يبحث هؤلاء المهجّرون على مواطن لجوء جديدة وغير متوقعة تقبلهم وتدمجهم في مجتمعاتها ولا ترحلهم أو تطردهم من بلادها، فكانت دول كالدانمارك وهولندا والسويد وألمانيا ملاذ هؤلاء بعد حرب الخليج الأولى، بينما قصد آخرون بعد حرب الخليج الثانية بلادا أبعد مسافة وثقافة ولغة، كالهند والبرازيل وتشيلي وماليزيا وتايلند والأرجنتين والأورغواي وكولومبيا.
المتمسكون بحق العودة


مشاركون في اللقاء الأخير لمؤتمر فلسطيني أوروبا الذي عقد في برلين(الجزيرة نت)


عادت مفردة "حق العودة" إلى الاستخدام بالتزامن مع التئام مؤتمر السلام في مدريد عام 1991. ومع اتجاه الوفود المشاركة في المفاوضات للبحث عن حل للصراع العربي الإسرائيلي، أعيد تسليط الضوء على قرار الأمم المتحدة رقم 194 الصادر عام 1949، والذي ينص على إعادة اللاجئين إلى المناطق التي طردوا منها في فلسطين خلال الحرب العربية الإسرائيلية الأولى أو تعويضهم.

لكن القرار اكتسب أهمية مضاعفة عام 1993 بعد ظهور ثمرة المفاوضات السرية التي أجرتها الحكومة الإسرائيلية عام 1993 في أوسلو. فقد تبين أن اتفاق إعلان المبادئ الذي تناول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي خلت من أي تدبير يتعلق باللاجئين، كما أن القيادة السياسية للفلسطينيين وافقت على جعل حق العودة قابلا للتفاوض، وربطته بما يسمى مفاوضات الوضع النهائي التي لم تبدأ رغم مرور عقدين على توقيع اتفاق أوسلو.

ولهذا حاولت بعض المنظمات والجمعيات ملء الفراغ والتذكير دائما بأن هناك ملايين الفلسطينيين المشتتين حول العالم الذين ينتظرون بفارغ الصبر العودة لأرضهم.

تاليا تعريف بهذه المنظمات وبأهدافها:
الائتلاف الفلسطيني لحق العودة: يتألف من عدة مراكز ومنظمات هي:

المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين/فلسطين-بيت لحم.
لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين/ فلسطين.
اتحاد مراكز الشباب الاجتماعية-مخيمات اللاجئين/فلسطين.
اللجان الشعبية-مخيمات اللاجئين/فلسطين.
اتحاد مراكز النشاط النسوي-في مخيمات الضفة الغربية.
المكتب التنفيذي للاجئين في الضفة الغربية.
جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين/فلسطين 1948.
مجموعة عائدون/لبنان.
مجموعة عائدون/سوريا.
هيئة تنسيق الجمعيات الأهلية العاملة في التجمعات الفلسطينية في لبنان.
الكونفدرالية الأوروبية للجان الدفاع عن حق العودة، (فرنسا، النرويج، السويد، هولندا، بولندا، ألمانيا، اليونان، سويسرا).
تحالف حق العودة/أميركا الشمالية.

"حاولت بعض المنظمات والجمعيات ملء الفراغ والتذكير دائما بأن هناك ملايين الفلسطينيين المشتتين حول العالم الذين ينتظرون بفارغ الصبر العودة لأرضهم"
أهدافه :


- حق العودة للاجئين والمهجرين الفلسطينيين إلى ديارهم الأصلية على أساس مبادئ الحق والعدل المطلقين ومبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وفي مقدمتها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 الصادر في 11 ديسمبر/كانون الأول 1948.

- تأمين الحماية للعائدين واستعادة الممتلكات والتعويض.

منظمة "ثابت لحق العودة"هي منظمة ثقافية إعلامية مستقلة غير حكومية مركزها بيروت، تتبنى نفس أدبيات الائتلاف الفلسطيني لحق العودة.
من أهدافها:
- محاربة كافة أشكال التوطين والتهجير للاجئين الفلسطينيين، والسعي لتوفير الحقوق المدنية والاجتماعية للاجئين في لبنان.
مركز العودة الفلسطينيهو مؤسسة فلسطينية تعنى بتفعيل قضية فلسطينيي الشتات والمطالبة بحقهم في الرجوع إلى ديارهم، وهو يشكل مصدرا إعلاميا أكاديميا يسعى إلى أن يكون رديفا للمعلومات والنشاط السياسي للقضية الفلسطينية، خصوصا مسألة العودة. ويتخذ المركز لندن مقرا له.
أهدافه:


- إبراز قضية حق العودة الفلسطيني باعتبارها قضية سياسية وإنسانية. العمل على الحفاظ على هوية الشعب الفلسطيني العربية الإسلامية، والحيلولة دون ذوبانه في المجتمعات التي يعيش فيها. والتعريف الرأي العام في أوروبا -وخاصة في بريطانيا- بالأبعاد الحقيقية للقضية الفلسطينية، وتسليط الضوء على الحقوق الفلسطينية الضائعة.

مؤتمر "فلسطينيي أوروبا" للتمسك بحق العودة: مؤتمرات سنوية يعقدها مركز العودة الفلسطيني منذ عام 2003 في مختلف عواصم ومدن القارة الأوروبية، ووصل عدد نسخ المؤتمر إلى 13، كان آخرها العام الحالي في العاصمة الألمانية برلين.

ويشدد المؤتمر في جميع نسخه على أن الفلسطينيين في أنحاء القارة الأوروبية، جزء من الشعب الفلسطيني بعمقه التاريخيّ وإرثه الحضاريّ وهويّته العربية والإسلامية.

ويرى القائمون على المؤتمر "أن فلسطيني أوروبا -شأنهم شأن أبناء شعبهم جميعاً- يؤكدون حقهم في العودة إلى أرضهم وديارهم التي هجّروا منها، مصرين على رفضهم لكل المحاولات الرامية إلى المساس بهذا الحق، أو تجاوزه أو المساومة عليه"، مشددين على أنهم لن يتنازلوا عن حق العودة ولم يخوِّلوا أحداً بالتنازل عنه.

النكبة وحاضر الفلسطينيين

شكلت نكبة عام 1948 مفترق طرق، حددت مصائر الفلسطينيين استنادا إلى الجغرافيا التي وجدوا فيها أو انتقلوا إليها قسرا.

الآن وبعد 67 عاما من لجوء معظمهم داخل أرض فلسطين التاريخية أو خارجها، تمثل النكبة حدثا استثنائيا يحيونه بشتى الطرق.



تاليا تقارير تتابع أنشطة عن النكبة في أراضي 1948 وفي غزة والضفة وبعض دول الشتات.

"حاضرون غائبون"
أم عادل مع وفد أجنبي متضامن مع مهجري قرية السجرة(الجزيرة نت)

وديع عواودة-حيفا

تسببت نكبة 1948 في تحويل مئات آلاف الفلسطينيين إلى لاجئين وعشرات الآلاف إلى مهجرين في وطنهم ممن يرون بلداتهم وأراضيهم، وأحيانا منازلهم، وهم يحرمون منها.
وتواصل إسرائيل اعتبارهم "حاضرين غائبين" بذريعة أنهم "تركوا ديارهم" فباتت ملكا للدولة، لكنهم مصممون على مواصلة النضال حتى استعادة حقوق نهبت وسلبت منهم عنوة.
ويؤكد أحمد الشيخ محمد المهجّر من قرية شعب، وهو مقيم اليوم في قرية مجد الكروم قضاء عكا، أن نحو ثلث فلسطينيي الداخل مهجرون في وطنهم ويقيمون بنحو 60 بلدة.
وأوضح أن السلطات الإسرائيلية غطت القرى المهدمة بالأحراش كي تخفي معالمها مثلما أنشأت مستوطنات على أراضيها تحمل أسماءها المحرفّة بالعبرية.
ويشير لتشكيل هؤلاء لجنة الدفاع عن المهجرين في إسرائيل بعد توقيعها اتفاق أوسلو عام 1993، بهدف السعي للعودة ولو طال الغياب.

الحنين للسجرة

واحدة من هؤلاء هي الحاجة نجية هياجنة أم عادل (79 عاما) مقيمة داخل الوطن في قرية كفركنا، لكنها ما زالت مسكونة بهواجس السجرة، قريتها المدمرة قضاء الناصرة، بعد طردها وعائلتها عام 1948.

وتسعى أم عادل، جارة الراحلين الرسام ناجي العلي ومنشد الثورة أبو عرب، لإطفاء الحنين للسجرة وحياتها الريفية الوادعة والهانئة بزيارتها دوما بحثا عن طفولتها الجميلة يوم كانت تلهو بالكروم والبساتين وحقول الذرة مع صديقاتها ريمة وفاطمة وشريفة.
أم عادل مع إبن بلدها المغني الشعبي الراحل أبو عرب (الجزيرة)


وتزداد غربتها في الوطن وجعا حينما تستذكر حقيقة امتلاك والدها 200 دونم من الحقول والكروم في السجرة، في وقت لا يجد أبناؤها في كفركنا اليوم شبرا من الأرض لبناء منزل عليها حيث تسوّق السلطات الإسرائيلية أرض البناء بأسعار باهظة.

ذوو القربى
كما تشير لمرارة ذوي القربى أيضا، وتستذكر كيف كانت تتعرض لتعليقات عنصرية من بعض صبايا بلدة كفركنا وهن يطلبن منها انتظارهن ريثما يملأن أولا جرارهن من ماء العين وتقول بعضهن بسخرية "غريب ويشرب حليبا".

وتؤكد أن الأرض ستبقى تتفجر غضبا ولن تعرف الهدوء دون أن تعاد الحقوق والسجرة لأصحابها، ولن نرضى بكل مال الدنيا عن إخراجهم من منازلهم تحت القصف عراة حفاة سوى عودتهم لديارهم.
وتختم بالقول "نحن نؤمن أن لا حق يضيع ووراءه مطالب".
تطهير عرقي 
لم يكن ناجح أبو القيعان (46 عاما) قد ولد عندما حلت النكبة بشعبه، لكنه ذاق طعم الاقتلاع واللجوء مرات عدة.
وكانت إسرائيل -التي احتلت النقب عام 1949- قد احتلت قرية جبالة وهجّرت أهلها إلى غزة أو الأردن أو لبنان، في حين طرد آخرون، منهم عشيرة أبو القيعان، لمنطقة أخرى تبعد عشرات الكيلومترات وتدعى "اللقية".
 أهالي السجرة مع ضيوف على أراضيها (الجزيرة)
ويوضح ناجح أن والده الراحل عيسى أبو القيعان فقد خلال تهجير النكبة شقيقيه حسن وسالم، وحينما اكتشف أنهما في الأردن عام 1979 سارع لزيارتهما فأخبره أبناؤهما أنهما قد رحلا.
نفي واعتقال
ولم تنته تغريبة عشيرة أبو القيعان عند ذلك، فقد فرضت إسرائيل عليها الرحيل من اللقية إلى منطقة العراقيب عام 1956، وبعد عام نقلتها مجددا إلى مسقط الرأس في جبالة.
ويتابع ناجح "يبدو أن السلطات الإسرائيلية أعادت حساباتها أو ندمت فأمرت العشيرة بالرحيل إلى قرية أم الحيران، واعتقلت أو نفت للجليل كل من عارضها، وفي تلك الأيام ذاق أهلي الأمرين بسبب حكم عسكري صارم".
واتهموا لاحقا بأنهم استولوا على أراضي أم الحيران التي نقلتهم السلطات الإسرائيلية إليها، وبادرت لهدم بيوتهم مرات عدة بذريعة البناء غير المرخص.

حبل المشنقة

وقبل أيام رفضت محكمة العدل العليا التماسا قدموه عام 2002، وحكمت بترحيلهم وهدم منازلهم تمهيدا لبناء مستوطنة تقوم على أنقاض قريتهم وتسمى على ما يشبه اسمها.

ويؤكد ناجح -وهو أب لستة عشر ابنا- أن أهالي أم الحيران يرفضون القرار العنصري ومصممون على مواجهة مخططات التطهير العرقي "حتى آخر نفس جيلا بعد جيل".
ويتابع "العيش في بيت مهدد بالهدم يعني وضع حد السيف على رقبتك أو إيقافك على حبل المشنقة ولا تعرف بأي لحظة يسحبون الطاولة من تحت قدميك، لكننا سنواجه جرافاتهم بقوة حقنا".

يستأجر أرضه من عدوه


عوض الرجوب-الخليل

ما تجود به ذاكرته من قصائد كان يرددها مع والديه أيام الحصاد قبل 1948، يجلس الحاج أحمد حسن الدرابيع (أبو كمال) على صخرة في أرضه المزروعة بالقمح ويغني حنينا للماضي، وأملا في غد أفضل، في ظل واقع يراه معكوسا حين تحول فيه الدخيل إلى صاحب مالك والمالك إلى مستأجر.

فبعد اقتلاع مئات آلاف الفلسطينيين من أرضهم وبلداتهم وقراهم من عام 1948، وجد بعضهم في البقاء على أبواب الوطن قريبا من أملاكهم على الجانب الآخر من خط الهدنة، ملاذا مؤقتا على أمل العودة إلى ديارهم، لكن قوات الاحتلال لاحقتهم في مهجرهم.

لكن باحتلال الضفة الغربية عام 1967 تبدد الأمل، ووجد آلاف الفلسطينيين أنفسهم مجبرين على دفع مبالغ مالية لما يسمى "حارس أملاك الغائبين" في حكومة الاحتلال مقابل فلاحة أراضيهم، ومن هؤلاء من يدفع أجرة فلاحة أملاكه أو أملاك موكل بها كالحاج السبعيني الدرابيع.

"لم تفلح مساعي هذا الفلسطيني، أسوة بآلاف آخرين، لاستعادة أرضه وإزالتها من قوائم أملاك الغائبين رغم إحضار كل الوثائق المطلوبة، مشيرا إلى أن طمع الاحتلال تمدد ليطال مئات الدونمات منها حيث تلقى فيها مخلفات كسارة للاحتلال."
مالك مستأجر


يقول أبو كمال إنه ظل منذ تسجيل مئات الدونمات من أراضي أخواله وأقربائه في منطقة السبطة من قرى بلدة الزعق، أقصى جنوب غرب الخليل، في أملاك الغائبين، يدفع مبالغ مالية تعادل 250 دولارا بدل استخدامه لها وزراعتها، وذلك لمن يسمى حارس أملاك الغائبين.


وبسبب تقدم سنه والطريق الشاقة وبعد المسافة بين مسكنه الحالي وأرضه المحاذية للجدار العازل غربا، يتفق الدرابيع مع أحد جيران الأرض لزراعتها بينما يغطي هو ثمن "استئجارها" لدوائر الاحتلال الذي يمنع أكثر من الزراعة البعلية واستخراج المياه أو البناء.
ولم تفلح مساعي هذا الفلسطيني، أسوة بآلاف آخرين، لاستعادة أرضه وإزالتها من قوائم أملاك الغائبين رغم إحضار كل الوثائق المطلوبة، مشيرا إلى أن طمع الاحتلال تمدد ليطال مئات الدونمات منها حيث تلقى فيها مخلفات كسارة للاحتلال.
ويقول إن الكسارة المقامة على جبال السبطة خرّبت آلاف الدونمات الزراعية من الأراضي والوديان من خلال مخلفاتها كالغبار والأتربة والصخور وحركة الآليات، مشيرا إلى أن اعتراضاته على وجودها لم تجد آذانا صاغية من جانب المحتل.
"ما زالت ذكريات النكبة تنتاب اللاجئ الفلسطيني. ورغم صغر سنه في حينه (سبع سنوات) يقول إنه ما زال يذكر مشاهد من النكبة والخروج، مؤكدا أنه شاهد ثلاث سيارات جيب عسكرية اقتحمت القرية وبدأت إطلاق النار على كل من يقابلها."

ووفق خبير الأراضي والاستيطان عبد الهادي حنتش، فإن دفع الأجرة لمن يسمى حارس تحفظ لصاحبها الحق في أرضه حين عودته، لكنه شدد على ضرورة الاستمرار في فلاحتها وزراعتها حفاظا عليها من قرارات المصادرة "لأن ذلك يبعد عنها صفة أملاك الدولة".
ويرى الخبير الفلسطيني في شراء السكان الفلسطينيين بالضفة أو غزة للأراضي من أصحابها الذين لا يستطيعون العودة وسيلة ضرورية لاستملاكها والتالي حمايتها من الاحتلال، لمواجهة محاولات الاستيلاء عليها تحت حجج وذرائع مختلفة.

قتل ودمار
ومع مضي السنين، ما زالت ذكريات النكبة تنتاب اللاجئ الفلسطيني. ورغم صغر سنه في حينه (سبع سنوات) يقول إنه ما زال يذكر مشاهد من النكبة والخروج، مؤكدا أنه شاهد ثلاث سيارات جيب عسكرية اقتحمت القرية وبدأت إطلاق النار على كل من يقابلها.
وأضاف: مروا من طريق وسط البلد وكان من الناس من يحصدون ويحرثون فأطلقوا النار على الجميع بما في ذلك الدواب كالبقر والجمال والأغنام والحمير.. لقد شاهدتها مقتولة.. لم يتركوا أحدا في البلدة، ثم ساروا نحو بلدة البرج (أراضي 67) وفي الطريق دمروا مطحنة للقمح، وهناك تصدت لهم الحراسة الأردنية فعادوا أدراجهم.
الجيل الثالث ينشط بتركيا


خليل مبروك-إسطنبول

هي قصة جيل النكبة الثالث الذي حملته رياح الغربة إلى تركيا، فحمل الوطن بألوانه الأربعة في كل محفل، مشاركا في الفعاليات والأنشطة المختلفة ليمثل فلسطين ويروي قصة نكبتها رغم أنه لا يحمل هويتها.
لا يملك أغلب أحفاد اللاجئين في تركيا أي جنسية، ويتنقلون بين بلدان العالم مرورا عابرا بوثائق سفر عربية مؤقتة حصلوا عليها باعتبارهم أبناء لاجئين من النكبة، إلا أن نشاطهم لا يعرف الحدود في تمثيل وطن لم يطؤوا ترابه وسماء لم يشموا هواءها.

فقد لفت العلم الفلسطيني العملاق الذي رفعه أبناء اللاجئين في ماراثون إسطنبول الدولي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، انتباه المشاركين من كافة الجنسيات الذين وقفوا يؤدون التحية لحامليه معبرين عن تعاطفهم مع القضية الفلسطينية.

دوافع النشاط

ويتذكر مهند عوض خضر يوم الماراثون جيدا مشيدا بأداء رفاقه الذين كانوا يرفعون العلم، كما يتحدث عن مشاركات كبيرة له في فعاليات وأنشطة كان فيها حريصا على تمثيل فلسطين.
ويقول مهند الذي هاجرت عائلة جده مصطفى خضر من قرية إجزم بقضاء حيفا إلى العراق بعد نكبة 1948، للجزيرة نت، إن الشباب الفلسطيني من أبناء اللاجئين يتوارثون حب فلسطين أبا عن جد، معتبرا ذلك أهم دوافعهم للانخراط في الفعاليات والأنشطة التي يمثلون بلادهم فيها.
شارك مهند في عشرات الفعاليات التي شهدتها تركيا ومن بينها وقفات تضامنية مع مخيم اليرموك ووقفات سابقة في ذكرى النكبة وبعض الأنشطة الجماهيرية الرافضة للاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين.
الشاب مهند عوض في مسيرة داعمة لفلسطين بإسطنبول  (الجزيرة)

أما الصحفي علاء البرغوثي الذي ولد في مخيم اليرموك بسوريا فاعتادت الجزيرة نت على لقائه ممثلا للشباب الفلسطيني في كثير من الأنشطة التي تشهدها تركيا.

يعرف علاء بنفسه بأنه ابن مدينة صفد شمال فلسطين، ويقول إن جده هاجر منها بعد مجازر العصابات الصهيونية عام 1948 ليستقر في دمشق حيث ولد أبوه، ويزيد على ذلك: "نعم أنا لم أولد في فلسطين وكذلك والدي، إلا أنني زرت صفد عشرات المرات من خلال أحاديث جدي وكبار العائلة".

يصف علاء معالم صفد بحب ويسميها وكأنه عاشق يتوق لزيارة المسجد الأحمر وبرج الساعة والسرايا التركي وحارة الأكراد، قائلا: "جميعها رسمت في مخيلتي دون أن أزورها".

وبعد بدء الثورة السورية وما شهدته المخيمات الفلسطينية من قصف وحصار ودمار، اضطر علاء إلى المغادرة واللجوء مرة أخرى إلى مصر، حيث بدأ بدراسة الماجستير في الإعلام قبل أن يضطر إلى مغادرتها متوجها إلى تركيا.

الشاب مهند عوض في فعالية فنية دعما لفلسطين بإسطنبول  (الجزيرة)
مجالات متعددة

نشط علاء في العمل الطلابي والإعلامي في سوريا حيث درس الإعلام في جامعة دمشق، ثم عمل في النشاط الإغاثي أثناء الثورة السورية، وبعدها في العمل الحقوقي والإعلامي في مصر وتركيا.

يصف علاء هذا النشاط بقوله: "كل مرة كانت هناك ظروف ومأساة تفرض نفسها، كانت القدس وأوضاع فلسطين على رأس أولوياتنا كلاجئين في سوريا، ولكن سرعان ما أصبحنا كلاجئين أولوية بسبب ما تعرض له الفلسطينيون هناك من حرب ودمار ومأساة".

يركز علاء نشاطه على نشر معاناة الفلسطينيين في المخيمات السورية في المحافل الإعلامية والحقوقية من خلال مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، قائلا إن نشاطه في هذا المجال هو رسالة يؤمن بها تجاه قضيته.

ولا تقف حدود حمل العلم الفلسطيني لتمثيل البلاد عند حدود أبنائها اللاجئين الشباب، إذ عكس حضور الأطفال الكبير في فعاليات مسابقة "نرسم ونكتب لنعود" الثانية تجذر هذا العلم في مستقبل شعب يعيش أكثر من ثلثي أبنائه في المنفى.
لجوء حمدة البايض

عوض الرجوب-الخليل
قبل 67 عاما، هُجّرت الحاجة حمدة أحمد البايض من بلدتها الفالوجة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، لكنها اليوم تتمسك بحق العودة الذي تقول إنه لا يتحقق إلا بالحرب، وتبدي استعدادها لحمل السلاح دفاعا عن فلسطين.

في الطابق الثاني من منزلها في مخيم الفوار جنوب الخليل بالضفة الغربية، حيث يسكن ابنها الناشط في قضايا حقوق الإنسان أمين البايض، تحدثت للجزيرة نت من قلب يعتصره الألم، عن حلاوة الوطن ومرارة اللجوء والمهجر.
عادت الحاجة حمدة إلى الفالوجة وخيراتها "فقد كانت أرضنا خصبة وكنا نعيش في نعمة ونأكل مما نزرع: لبن وقمح وعدس، وخيرات البلاد كثيرة.. لقد كانت الفالوجة مركزا تجاريا منظما يأتيها الناس يومي الأربعاء والخميس من كافة المدن".

"تستحضر أم أمين اجتماع زوجها المرحوم الحاج أحمد البايض مع وجهاء عشائر الفالوجة لدراسة آلية التصدي للاعتداءات المتكررة ليهود إحدى المستوطنات القريبة."
قبلةللدارسين

وقالت أيضا إن تلك البلدة كانت قبلة للطلاب والدراسين "فمدارسها كانت تمتد على مساحة واسعة.. منها الأساسية والثانوية، ويدرس فيها طلاب من عشرات القرى والبلدات".
أما عن النكبة وذكرياتها، فتستحضر أم أمين اجتماع زوجها المرحوم الحاج أحمد البايض مع وجهاء عشائر الفالوجة لدراسة آلية التصدي للاعتداءات المتكررة ليهود إحدى المستوطنات القريبة.
وتضيف: "قرروا جمع التبرعات من البلدة كل حسب طاقته، ثم توجهوا إلى مصر واشتروا حمولة سيارة من السلاح وعادوا بها إلى البلدة، ثم اختاروا للقتال ثلاثة أو أربعة أفراد من كل عشيرة، ثم بدأت العمليات وسقط الشهداء، لكن فارق القوة جعل الغلبة لليهود".
وتشير الحاجة حمدة البايض إلى طلب الأهالي المساعدة من الجيش المصري، لكن الأخير أخفق في حماية السكان وظل محاصرا في الفالوجة، يأكل مما يأكل منه أهلها دون إمداد لستة أشهر، حيث تم الاتفاق على مغادرته إلى غزة ومغادرة من يرغب من السكان إلى حيث شاؤوا.

تعود أم أمين إلى لحظة مغادرة الفالوجة، فتقول إنها وزوجها نجيا فأعجوبة من المنزل بعد قصف الطيران لمحيطه، موضحة أنها غادرت البيت مسرعة، والتحقت بقافلة من اللاجئين كانت متجهة إلى بلدة الدوايمة، بينما ظل زوجها وآخرون يجمع أمتعتهم للحاق بهم.
وصلت الحاجة أم أمين إلى الدوايمة مشيا على الأقدام، وافترشت الأرض وتلحفت ظلال الشجر أسوة بآلاف اللاجئين الفلسطينيين، لكن سرعان ما حط التعب رحاله على جنينها الذي كانت حاملا به في الشهر الثالث، فأسقطته.


ثلاثة أيام
لم يطل المقام بالحاجة حمدة وعدد من قريباتها في الدوايمة أكثر من ثلاثة أيام حتى هاجمت العصابات الصهيونية البلدة وقتلت كل من صادفته في المساجد والبيوت والأسواق، فكان قرار المغادرة نحو الخليل.

وبينما هي وقريباتها في الطريق أرادت "سلفتها" (زوجة شقيق زوجها) إبقاء طفل لها في الطريق من شدة التعب، "لكني تغلبت على تعب الإجهاض وتبادلت أنا وحماتي حمل الطفل".
تلقي اللاجئة الفلسطينية على الإنجليز بالمسؤولية عن نكبة الفلسطينيين وهجرتهم، مضيفة أنهم نفذوا حملة تطهير وتجريد للفلسطينيين من كل شيء له علاقة بالسلاح "في ثلاثين سنة نظفوا البلاد من السلاح.. حتى السكاكين كانوا يحبسون الشباب عليها".

الحرب حلا
وبعد مضي عقود على الرحيل، تؤمن أم أمين أن العودة حتمية لكنها لا تكون إلا بالحرب. ورغم تفاؤلها بتحسن وضع العرب حاليا من حيث القوة مقارنة مع زمن النكبة، فإنها تبدو مستاءة لما آلت إليه أوضاعهم وانشغالهم بالحروب البينية.
مع تقدم سنها تبدي الحاجة حمدة رباطة جأش وتقول إنها قوية ومستعدة لحمل السلاح والقتال ومجابهة العدو، مطالبة بتسليح الشعب الفلسطيني والتخلي عن خيار المفاوضات "فلن يعطونا اليهود بالمفاوضات شيئا أخذوه بالقوة".

"أمموا" ذاكرة الكبار

علي قاسم نوف يشرح لحفيده جزء مما وثق بكتابه(الجزيرة نت)


جهاد أبو العيس-بيروت

لم يقتنع فلسطينيو النكبة بتناقل قصص ومرويات ما قبل الهجرة عن مدنهم وقراهم التي هجّروا منها بالسرد القصصي الخاضع لنهش النسيان، بل عمد كثير منهم لجمع التفاصيل والأحداث الدقيقة، ودوّنوها على شكل كتب حاكت التفاصيل ونقلت القصة بمختلف أبعادها، لتبقى ذخرا محفوظا تتناقله الأجيال.
علي قاسم نوف أحد الذين رفضوا الاتكال على الحكاية المروية وتفاصيل الجد والجدة، فعمد -بجهد شخصي وبالبحث والتنقيب عن أدق التفاصيل- لتأليف كتابه "لوبية درّة من درر الجليل"، وهو اسم قريته التي هجّر منها، ودوّن فيه كل الحكايا والقصص وتفاصيل المعيشة "كي تبقى نقشا محفورا لا تضيعه الذاكرة".
قال نوف -المولود عام 1941- مستهلا حديثه للجزيرة نت، "كان لا بد من جمع الإرث الفلسطيني وتوثيقه حتى يظل حيا على مر السنين والأيام"، مضيفا أن كتابه الذي صدر عام 2013 في 381 صفحة في لبنان، كان "محاولة لترسيخ المعلومات في أذهان الخلَف ومن يأتي بعدهم، خوفا من ضياعها أو طمسها أو تشويهها".

كتابا لوبية والناعمة غيض من فيض كتب حاكت قرى النكبة( الجزيرة نت) 



ورغم صعوبة جمع تفاصيل قرية تشتت شملها، فإن "أبو وسيم" القاطن اليوم مع غالبية من أهل قريته في مخيم البرج الشمالي جنوبي لبنان، عزم على إصدار كتابه الذي لاقى دعما ومساندة من مجموعة من الأصدقاء الذين رأوا في هذا العمل شكلا من أشكال المحافظة على الهوية والتراث وحفظ الثقافة وجمع التاريخ.

علي نوف الذي لم يبخل على كتابه بالجد والبحث، كان حريصا على تضمين سطوره مقابلات مباشرة مع مجموعة من اللاجئين ممن عايشوا لحظات النكبة وتفاصيلها المؤلمة، وتحدثوا بلسانهم وذاكرتهم بوصفهم "شهود عيان على النكبة".

الاهتمام بالتفاصيل
وكان لافتا اهتمامه بالتفاصيل الصغيرة، كسرد بعض المفردات الخاصة بأهل لوبية ومعانيها، و"الحزازير" وقصص السهر والمأكولات الشائعة لدى أهل القرية، دون نسيان ملابس الرجال وأثواب النساء، ومعها الأمثال الشعبية التي كانت محكية آنذاك.

ويجد الباحث عن تفاصيل الحياة اليومية والاجتماعية في قرية لوبية، متسعا رحبا للتعرف عن قرب على عادات وتقاليد وأفراح وأتراح تلك القرية التي هدمت وأصبحت اليوم ذكرى من ذكريات الزمن الجميل.

أما كمال جمعة مشيرفة، مؤلف كتاب "الناعمة-قضاء صفد"، والذي ولد قبل النكبة بثلاثة أشهر، فيشير -متحدثا للجزيرة نت- إلى أنه انبرى في حياكة كتابه معتمدا على ما سمعه من كبار السن في قريته، وعلى ما رصده عن والده الذي كان من أوائل المتعلمين الذين عملوا خارج القرية في سلك الوظيفة الرسمية.

هدية للأجيال
وعن غاية كتابه، يقول "هو هدية للأجيال التي لم تكتحل عيونها برؤية الوطن السليب، ولم يعايشوا القرية وأحداثها وخيراتها. لمن عاش ويعيش منهم اليوم وغدا لاجئا مشردا مقهورا تتقاذفه نوائب الزمان من غربة لأخرى".

ويستعرض مشيرفة -الذي فقد أسرته شهداء بقصف إسرائيلي أثناء اجتياح لبنان عام 1982- في كتابه الصادر في لبنان عام 2012، تاريخ وجغرافيا القرية واقتصادها وعائلاتها وعلاقتها بمدينة صفد.

وينقل شهادات حية عن رجالات القرية مثل الحاج عيسى المصري وجمعة مشيرفة وطه مرعي وفارس القاسم ومحمد رشيد، متبعا كتابه بملحق للخرائط والصور والوثائق النادرة.

ويسجّل كمال جمعة إصراره الكبير على أن مجموع اللاجئين "سيعودون وإن طال الزمن، وما جهد تأليف الكتب وتأصيل التاريخ عبرها إلا يقين منا بأن الأجيال ستعي هذا الموروث وتعمل على استعادته مهما طال الزمن".

ألبوم الصور


من الجزيرة


برامج

تقارير فيديو


تغطيات

مقالات

تقارير














ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق