الاثنين، 25 مايو 2015

أيها الاصطفافيون.. تعالوا إلى كلمة سواء

أيها الاصطفافيون.. تعالوا إلى كلمة سواء
آيات عرابي

البعض أصبح يردد كلمة «اصطفاف» أكثر مما يتنفس والمصطلح نفسه يكتسب يومياً مساحات جديدة من الابتذال وسوء السمعة. توفرها نوايا البعض التي باتت تطل برأسها من وقت لآخر. فبعضهم يهمس على استحياء بضرورة تخلي الثوار عن هدف عودة الرئيس مرسي. ويكاد يصرخ بذلك لولا ذعره من الرأي العام. 
والبعض الآخر تجمد عقله في منطقة 25 يناير والدخان الإعلامي الذي أحاط بها ومازال مصراً على أن من شارك في الانقلاب وتورط في الدماء وباركها يمكن استعادته للصف.

هؤلاء الاصطفافيون لا يفعلون شيئاً سوى ترديد المصطلح ثلاث مرات بعد الغداء وثلاث بعد العشاء. بل إن بعضهم يعتبر الاحتفاء بتغريدة البرادعي «اصطفاف». 

معظم هؤلاء لا يقدم رؤية حقيقة وربما لا يفهم هو نفسه ما الذي تعنيه كلمة اصطفاف والبعض الآخر يرى أنه من «الشياكة الثورية» أن يخطب ود فصائل علمانية غمست يدها في الدماء وباركتها. ويتحفك بتبريرات رومانسية تصل إلى حد منح شخص مرتكب للخيانة العظمى ومسؤول سياسياً عن الدماء مثل البرادعي. صك الثورية.

والحقيقة هو أننا يجب أن نفرق بين أمرين.

الأول هو دعوة التائبين ممن شاركوا في 30 يونيو إلى الصف الثوري والثاني هو اختزال الاصطفاف في رموز علمانية ملوثة بالدماء.

عندما عبد بنو إسرائيل العجل أمرهم الله بقتل أنفسهم ليقبل توبتهم. أما بعد بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام. فقد خفف الله على الناس. فتكفي فقط التوبة (لمن لم تتلوث يده بالدماء).
وأتصور أن الصف الثوري يرحب بكل التائبين الذين يريدون غسل أيديهم من 30 يونيو. بشرط ألا يكونوا قد شاركوا في الدماء. أما أن يدعو بعضهم البرادعي والذي اعترف بأنه كان يتجول في أوروبا لإقناع حكوماتها بضرورة الإطاحة بأول رئيس منتخب في تاريخ مصر والذي عينه العسكر نائباً لشكري مندور. والذي كان من بين المسؤولين عن مجازر المنصة والحرس الجمهوري والقائد إبراهيم واستقال بعد رابعة.

فهذا ما لا يقبله حتى قانون. فالرجل معترف بارتكاب جريمة الخيانة العظمى. وإن كان هذا الفريق من «الاصطفافيين» يرى ضرورة التسامح مع البرادعي مثلاً. فلماذا لا يدعو صبحي غندور هو الآخر للاصطفاف؟ بل لماذا لا يدعو قزم الانقلاب؟

فرق كبير بين من شارك في خدعة 30 يونيو وأدرك ما وقع فيه. فتاب وبين مجرم ارتكب جريمة الخيانة العظمى وشارك في الدم. الأول تائب يستوعبه الصف الثوري ويرحب به والثاني مجرم.

أما البعض الآخر. فلا يدرك أن أوراق اللعبة قد تبعثرت. فلا (6 أبريل) بقيت على حالها. ولا من اعتبرهم البعض رموز يناير. قادرون الآن على التأثير.

بعض «الاصطفافيين» لا يدرك أن الانقلاب صنع واقعاً جديداً انشطرت فيه حركات مثل (6 أبريل) وتبعثرت. فانضم كثيرون منها للحراك الثوري الذي يرفع شعار عودة مكتسبات الثورة وعلى رأسها عودة الرئيس مرسي. والبعض الآخر (وهم قلة) على نفس ضلالهم القديم. ساوون بين الرئيس مرسي وبين المخلوع.

وشرذمة أخرى لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة تعمل رسمياً كبوق للعسكر.

وهؤلاء «الاصطفافيون» يختزلون «اصطفافهم» المزعوم في دعوة رموز فقدت تأثيرها واحترقت.

هذه العبثية وتشوش الرؤية في طرح بعض «الاصطفافيين» هو ما يشوشر على أي جهد حقيقي يبذلُ في هذا الاتجاه.

ويمكن القول: إن هذه «العكاشية الاصطفافية» هي ما أخَّرَ الاصطفاف الحقيقي المأمول. والحقيقة أن المصطلح أصبح في حاجة شديدة لثوابت ومحددات.

فلماذا لا نعمل جميعاً على وثيقة شعبية أو ميثاق شرف «اصطفافي» يحدد السقف الذي لا يجب تجاوزه. وتكون من محدداته عودة مكتسبات الثورة كاملة وعلى رأسها الرئيس مرسي والدستور المستفتى عليه ثم تعرض على الشعب لجمع التوقيعات عليها وتصبح إفاقة ثورية جديدة؟

أيها الاصطفافيون. تعالوا إلى كلمة سواء وتفاهم حقيقي له ثوابت.


• ayat_oraby@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق