الاستهزاء بالقرآن كفر يا رسام الأهرام
طالعتنا صحيفة الأهرام أمس الجمعة بكاريكاتير يسخر من القرآن الكريم، وإن كان الظاهر منه سخرية من (حزب الزور).
ووفقا للكاريكاتير، يحدث صاحب لحية آخر قائلا له: يا مولانا.. إقرأ على الكافر ده عدية ياسين بالمقلوب يمكن يغور (يرحل)، وفي الخلفية مربع فيه عبارة: (وزير الثقافة حلمي النمنم: مصر دولة علمانية).
والحق أن مثل هذا الكاريكاتير يحتاج إلى وقفات:
ليس هناك ما يسمى بـ (عدية يس)، بل كل ما جاء في فضل سورة (يس) لا يصح، والمحققون من المحدثين يحكمون على كل ما ورد في فضل (يس) إما بالضعف أو الوضع.
أن الأهرام ليس ملكا لشخص وإنما ملك الدولة، ومن ثم فإن موظفيه يقبضون من عرق الشعب، فهل يحق أن يستهزأ بمقدساتنا بأموال الشعب، الذي في مجمله يدين بالإسلام؟
هذا الاستهزاء ليس وليد اليوم بل هو حلقة في سلسلة طويلة، وأمر يدبر له بليل من قبل أجهزة مخابرات السيسي، يقصد من ورائها هدم الثوابت والنيل من المقدسات، وفي المقامة منها القرآن والسنة والشريعة والصحابة والأئمة، يقود هذه الحملة مرتزقة من دعاة الثقافة والمتطفلين على العلم.
وهذا ما أطيل الحديث عنه وهو (حكم الاستهزاء بالقرآن):
أ- إن القرآن الكريم كلام الله عز وجل، والكلام صفة من صفات الله تعالى، ثبتت بالدليل القرآني؛ قال تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}(النساء: 164)، وللقرآن من القدسية ما لا يخفى على أحد؛ ذلك أنه {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}(فصلت: 42)، وقال سبحانه:{إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ}(الطارق: 13، 14).
ب- الاستهزاء بكلام الله تعالى ومحاولة إقحامه في مهاترات سياسية تقلل من قدسيته ومهابته كفرٌ بواح، قصد صاحبه أم لم يقصد، قال تعالى: { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَءَايَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}(التوبة: 64، 65).
والحق أن مثل هذا الكاريكاتير يحتاج إلى وقفات:
ليس هناك ما يسمى بـ (عدية يس)، بل كل ما جاء في فضل سورة (يس) لا يصح، والمحققون من المحدثين يحكمون على كل ما ورد في فضل (يس) إما بالضعف أو الوضع.
أن الأهرام ليس ملكا لشخص وإنما ملك الدولة، ومن ثم فإن موظفيه يقبضون من عرق الشعب، فهل يحق أن يستهزأ بمقدساتنا بأموال الشعب، الذي في مجمله يدين بالإسلام؟
هذا الاستهزاء ليس وليد اليوم بل هو حلقة في سلسلة طويلة، وأمر يدبر له بليل من قبل أجهزة مخابرات السيسي، يقصد من ورائها هدم الثوابت والنيل من المقدسات، وفي المقامة منها القرآن والسنة والشريعة والصحابة والأئمة، يقود هذه الحملة مرتزقة من دعاة الثقافة والمتطفلين على العلم.
وهذا ما أطيل الحديث عنه وهو (حكم الاستهزاء بالقرآن):
أ- إن القرآن الكريم كلام الله عز وجل، والكلام صفة من صفات الله تعالى، ثبتت بالدليل القرآني؛ قال تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}(النساء: 164)، وللقرآن من القدسية ما لا يخفى على أحد؛ ذلك أنه {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}(فصلت: 42)، وقال سبحانه:{إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ}(الطارق: 13، 14).
ب- الاستهزاء بكلام الله تعالى ومحاولة إقحامه في مهاترات سياسية تقلل من قدسيته ومهابته كفرٌ بواح، قصد صاحبه أم لم يقصد، قال تعالى: { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَءَايَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}(التوبة: 64، 65).
وهذا الآية نزلت في الاستهزاء بالصحابة لا بكلام الله تعالى، روى الطبري عن محمد بن كعب وغيره قالوا: قال رجل من المنافقين: ماأرى قُرَّاءنا هؤلاء إلا أرغبنا بطونًا،وأكذبنا ألسنة، وأجبننا عند اللقاء! فرُفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل وركب ناقته، فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما كنا نخوض ونلعب! فقال: (أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون) ،إلى قوله: (مجرمين) جامع البيان (14/ 335).
ت- توعد الله سبحانه من استهزأ بآياته بالعذاب المهين فقال:{ وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}(الجاثية: 9)،وقال سبحانه:
ت- توعد الله سبحانه من استهزأ بآياته بالعذاب المهين فقال:{ وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ}(الجاثية: 9)،وقال سبحانه:
{ وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ ءَايَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ}(الجاثية: 34، 35)، يقول القاضي عياض: واعلم أن من استخف بالقرآن، أو المصحف، أو بشيء منه، أوسبهما، أو جحده، أو حرفا منه، أو آية أو كذبه،أو بشيء منه.. أو بشيء مما صرح به فيه من حكم، أو خبر، أو أثبت مانفاه، أونفى ما أثبته.. على علم منه بذلك، أو شك في شيء من ذلك، فهو كافر عند أهل العلم بإجماع.
(الشفا بتعريف حقوق المصطفى (2/ 646)،
وقال ابن فرحون المالكي: ومن استخف بالقرآن أو بشيء منه أو جحده أو حرفا منه أو كذب شيئا منه، أو أثبت ما نفاه أو نفى ما أثبته على علم منه بذلك، أوشك في شيء من ذلك فهو كافر عند أهل العلم بإجماع. (تبصرة الحكام في أصول الأقضية ومناهج الأحكام (2/ 283)).
ث- وأخيرا فإنه لا يجوز الرضى بهذا الصنيع أو السكوت عليه حتى لا يكون المرء شريكا في هذا الإثم العظيم، وقد قال ربنا سبحانه أيضا: { وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}(الأنعام: 68)، وقال أيضا:
{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ ءَايَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا}(النساء: 140)،
ث- وأخيرا فإنه لا يجوز الرضى بهذا الصنيع أو السكوت عليه حتى لا يكون المرء شريكا في هذا الإثم العظيم، وقد قال ربنا سبحانه أيضا: { وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}(الأنعام: 68)، وقال أيضا:
{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ ءَايَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا}(النساء: 140)،
قال ابن كثير: أي إنكم إذا ارتكبتم النهي بعد وصوله إليكم ورضيتم بالجلوس معهم في المكان الذي يكفر فيه بآيات الله ويستهزأ وينتقص بها وأقررتموهم على ذلك، فقد شاركتموهم في الذي هم فيه، فلهذا قال تعالى: إنكم إذا مثلهم في المأثم.
تفسيرابن كثير (2/ 385).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق