الأحد، 14 أبريل 2024

“ربح البيع أبا العبد”

“ربح البيع أبا العبد”

د. عز الدين الكومي

بعد أن تلقَّى إسماعيل هنية “أبو العبد” نبأ استشهاد أولاده الثلاثة وعدد من أحفاده أثناء زيارته وتفقده للجرحى الفلسطينين في مستشفيات قطر .. فقد صرح بعدة تصريحات لا تصدر إلا عن رجلٍ بطلٍ يذكرنا بالرعيل الأول من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم .
فها هو يقول وبكل ثبات وصبر وعزيمة :
  • “أشكر الله على هذا الشرف الذي أكرمنا به باستشهاد أبنائي ال 3 وبعض الأحفاد ، فبهذه الآلام والدماء نصنع الآمال والمستقبل والحرية لشعبنا ولقضيتنا ولأمتنا .
  • كل أبناء شعبنا وكل عائلات سكان غزة دفعوا ثمنًا باهظًا من دماء أبنائهم ، وأنا واحد منهم ، وما يقرب من 60 من أفراد عائلتي ارتقوا شهداء شأنهم شأن كل أبناء الشعب الفلسطيني ، ولا فرق بينهم .
  • ظن الاحتلال الإسرائيلي أنه باستهداف أبناء القادة سيكسر عزيمة شعبنا ، ونقول له : إن هذه الدماء لن تزيدنا إلا ثباتًا على مبادئنا وتمسكًا بأرضنا ،
  • لن ينجح العدو في أهدافه ولن تسقط القلاع .
  • ما فشل العدو في انتزاعه بالقتل والتدمير والإبادة .. لن يأخذه في المفاوضات .
  • العدو واهمٌ إذا ظن أنه بقتله أبنائي سنغير مواقفنا .
  • دماء أبنائي ليست أغلي من دماء أبناء شعبنا الشهداء في غزة فكلهم أبنائي” .
    وبالتأكيد فإن هناك خنساوات في بيت “إسماعيل هنية” فعلن مثل مافعلت جدتهم الخنساء الأولي رضي الله عنها .
    وموقف “هنية” القائد لا يختلف عن موقف المواطن الغزاوي فأهل غزة العزة كلهم أبطال .
    فقد انتشر فيديو منذ شهور لأحد أهالي الشهداء وهو يوزع الحلوي ويقول : “أولادنا مهر لفلسطين ، حتي لو لم يكن لدينا سلاح سوف نحارب لآخر نقطة في دمنا ، وكل أولادي وزوجتي استشهدوا ماعدا ولد واحد وأنا وهو فداء لفلسطين” .
    كما أن العبارة التى نطق بها “هنية” المكلوم باستشهاد أبنائه وأحفاده “الله يسهّل عليهم” لاتختلف عما قاله “وائل الدحدوح” “معلش” ، وما قاله أبو ضياء “روح الروح” .. إلخ .
    فكلها كلمات صادقة خرجت من مشكاة واحدة هى مشكاة الإيمان والمقاومة والصبر والصمود !! .
    وما أجملَ وأصدقَ ما قاله الشيخ القرضاوي رحمه الله تعالى :
    “لابد من صنع الرجال * ومثله صنع السلاح
    وصناعة الأبطال علم * في التراث له اتضاح
    لا يصنع الأبطال إلا * في مساجدنا الفساح
    في روضة القرآن في ظل الأحاديث الصحاح
    شعب بغير عقيدة * ورق تَذَرِّيه الرياح
    من خان حي على الصلاة * يخون حي على الكفاح” .

    وقد حاول جيش الاحتلال تبرير جريمته النكراء بتصريحات كاذبة كعادته ؛ فزعم أن أبناء هنية كانوا بطريقهم لتنفيذ هجوم ضد جيش الاحتلال !!! ، وقد فندت صحيفة “هآرتس” العبرية أكاذيب جيش الاحتلال بقولها : “ادعاءات الجيش بأن أبناء هنية كانوا بطريقهم لتنفيذ هجوم لا يقبله حتى معارضو “حمـ.ـاس” لأن أطفالهم كانوا معهم” .
    هذه الجريمة النكراء تعكس حالة الإفلاس واليأس التي يعاني منها جيش الاحتلال في مواجهة المقاومة الفلسطينية على الأرض ، فحاول تسويق جريمة الاغتيال على اعتبارها إنجازًا عسكريًا ، رغم علم الجميع بفشله خلال الستة أشهر الماضية في تحقيق أي إنجاز حقيقي على الأرض .
    ويبدو من ظاهر الأمر أن قادة الكيان الصهيوني يعلمون دور القيادة السياسية في إدارة المفاوضات وحالة التوافق بين القيادة الميدانية والقيادة السياسية ؛ فأراد الضغط على القيادة السياسية باغتيال أبنائها للضغط على مسار المفاوضات !! ولكنه بعد رد فعل “هنية” تأكد له أنه كان واهمًا في اعتقاده ذاك .
    وبالرغم من محاولات التشويه لقيادة حماس التي قادتها قناتا “العبرية والحدث” السعوديتان وأخواتهما والذباب الإلكتروني القذر الذي لا يسقط إلا على القاذروات .. فقد عكست جريمة اغتيال أبناء هنية وأحفاده حالة السعار التي انتابت هؤلاء فغاظتهم حالة الاندماج بين شعب غزة وقيادته السياسية ، وأنهم جميعًا سواءً في تقديم التضحيات بكل غالٍ ونفيس في صبرٍ وثبات .
    فقام هذا الذباب الإلكتروني بنشر تغريدات مدفوعة الأجر ؛ ولكن لم أكن أتخيل أن تصل بهم الحقارة إلي هذا المستوي الأخلاقي المنحط ؛ فقد كتب “أنور مالك” على حسابه في منصة X ” تويتر” يقول : “إن تمّ استهداف البعض من أبناء إسماعيل هنية في غزة رحمهم الله من طرف الاحتلال الغاشم – لاحظ كلمة البعض – بغض النظر عن الروايات والمعلومات .. فهذا لا يغطي أبدا على أبنائه الآخرين الذين يكنزون الذهب والفضة وينعمون مع أبيهم وقادة حماس في قصر عاجي بقطر” .
    ويعود هذا المأفون ليلمز معركة “طوفان الأقصى” التي مرغت أنف الاحتلال فى غزة قائلاً : “النهاية هم ضحايا يضافون لقائمة تجاوزت المائة ألف من الشهداء والجرحى فضلا عن مئات الآلاف من النازحين والمهجرين والدمار الشامل الذي حلّ بالقطاع ، وكله بسبب مغامرة السابع من أكتوبر بتدبير من حماس لأجل مصالح إيران وانتقاما للإرهابي قاسم سليماني والتي استغلها اليمين المتطرف بقيادة نتنياهو لتحقيق مآربه في اجتياح غزة” .
    ثم يستمر هذا المتصهين في طعنه في “ثباتِ وصبرِ هنية” قائلاً : “من حق إسماعيل هنية أن ينتشي بالجريمة ويسيّس الحزن ، ويعبر عن مواقفه الشخصية كما يحلو له في مأتم بعض أولاده وأحفاده ، ويستغل الموقف هو والإعلام المتحمس لحماس لاستعادة البريق لنفسه وأجندته بعد سواد وجهه من عمائم الملالي السوداء ، لكنه ليس من حقه أبدا أن يفعل ذلك مع دماء أهل غزة الذين لا ناقة لهم ولا جمل في محرقة المحتل بعد مغامرة المختل” !!!! .
    وهذا متصهين آخر يُدعى “الدكتور محمد الحصين” كتب يقول : “مؤكد أنك لم تشاهد مسرحية هزلية وفاشلة ومفضوحة ومصورة في أول يوم عيد الفطر شاهدها صورة صورة إسماعيل هنية وهو يمثل تلقى خبر وفاة ثلاثة من أبنائه وهو صابر محتسب” .
    وفي الختام نقول : ها هي قافلة الشهداء تسير ، وفلسطين سائرة إلى التحرير بإذن الله ، والكيان الصهيوني اللقيط يسير إلى الانهيار والزوال .
    وبسبب ذلك ستظل الكلاب تنبح وتهز ذيولها لمن يدفع أكثر !! .
    ولله في خلقه شؤون .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق