الأربعاء، 10 أبريل 2024

كمين “الزنة” ومأزق “نتن ياهو”!!

كمين “الزنة” ومأزق “نتن ياهو”!!

د. عز الدين الكومي

جاء كمين “الزنة”على غير موعد بعد ستة أشهر من الإجرام الصهيوني برعاية أمريكية وأوربية وصهاينة العرب.
-والطريف أن كمين “الزنة” جاء بعد تفاخر قادة الكيان الصهيوني بتحقيق انتصارات كبيرة فى غزة وأنه تم القضاء على قدرات حماس، بل تفكيكها،ولم يبق إلا لواءان فى رفح سيتم تفكيكهما؛ ليجلس النتن ومعه بن غفير ليشربا أنخاب النصر.
لكن هيهات هيهات؛ فقد جاء رد المقاومة على هذه الأكاذيب سريعًا،بطريقة أرعبت جيش الاحتلال،وخلطت كافة أورقه وقلبت الطاولة ليس على النتن فقط؛ بل على من يكفله.


ورغم محاولات الصهاينة المستميتة فى إخفاء هزيمته وفضائحه على أرض غزة ، فإنه يضطر صاغراً لكشف الحقيقة!
فعلى سبيل المثال لا الحصر بعد كمين الزنة البطولي أعلن جيش الاحتلال عن مقتل ضابط و3 جنود آخرين خلال المعارك بجنوب قطاع غزة، دون ذكر لكمين “الزنة”.


لكن المواطن الصهيونى لم يعد يثق فى بيانات الجيش ولا تصريحاته المليئة بالأكاذيب والانتصارات الوهمية طوال ستة أشهر؛ فى الوقت الذى تقدم فيه المقاومة مقاطع فديو موثقة حول عملياتها ضد الصهاينة.ويكفى حتى هذه اللحظة أن جيش الاحتلال المدعوم أمريكياً لم يستطع أن يأسر مقاوماً واحداً وهو ما شكل فضيحة لقادة الكيان الصهيونى!!
وهو مادفع الكاتب الصهيونى”ألون مزراحي” إلي القول :
ما أصبح أكثر وضوحًا في هذه اللحظة الفريدة هو أن “حماس”، وهي حركة فلسطينية صغيرة، لم تهزم “إسرائيل” فحسب، بل الغرب برمته.. كله. لقد انتصرت في ساحة المعركة وانتصرت في الرأي العام، وتمكنت من الاستفادة بشكل مذهل من قراءتها للعقلية “الإسرائيلية” واستخدمت كل ما لديها بكفاءة عالية.

لقد كسبت القلوب لصالح القضية الفلسطينية في جميع أنحاء العالم.
لم يتم تدميرها أو تفكيكها؛ فقد احتفظت تقريبًا بكل أسير أسرته قبل ستة أشهر، ولم تستسلم لأي ضغوط، وظلت فعالة، تقاتل في قطاع صغير محاصر شبه مدمر جراء القصف.

سيحكم التاريخ على الأشهر الستة الماضية باعتبارها واحدة من أكثر الإنجازات العبقرية التي لا تصدق في التاريخ العسكري كله، وهذا أبعد من أن يتصوره عقل.
ومن خلال شن هذه الحرب بهذه الطريقة، ودون أن تفكر أو تشعر، جعلت “إسرائيل” من “حماس” أسطورة المقاومة التي ستعيش في الذاكرة الثقافية على مر العصور فلم يصدق أحد أنهم قادرون على تحقيق ذلك، لكنهم فعلوا، وغيروا التاريخ إلى الأبد؛ فلن تعود فلسطين إلى الظل مرة أخرى؛ فقد فازت حماس”.

كما أن فشل جيش الاحتلال فى تحقيق أى من أهدافه المعلنة على الأقل دفع المحلل السياسي بصحيفة يديعوت أحرونوت إلي القول:إن الحكومة الإسرائيلية خسرت الحرب في قطاع غزة وإن وإسرائيل أصبحت معزولة.
وأن الجيش الإسرائيلي انتصر وأن الفشل كله يكمن في السياسة الحزبية الضيقة التي لجأ إليها نتنياهو.

في محاولة للتغطية على الهزيمة بتعليق الخسارة فى رقبة النتن ياهو على طريقة إعلام “فاهيتة”فى بلادنا العربية.
الأسيرة الصهيونية المحررة من غزة بدورها خاطبت نتنياهو قائلة: نتنياهو..أيها المتوحش..دماؤهم في رقبتك- أي الاسري- المحتجزون لدى حماس.
الأسير”إلعاد” قتل ودمه في رقبتك يا نتنياهو،وإذا لم يعد المختطفون،واذا لم تعيدوهم بأي ثمن فستكون دماؤهم في رقبتك الى أبد الآبدين.

لأن جيش الاحتلال اعتبر مجرد استعادة جثة أسير انتصاراً على المقاومة….. يالوقاحتكم أيها الخنازير؟!!
هذه التصريحات من الصحفيين والكتاب والناشطين الصهاينة تؤكد على حقيقة الجرائم التي ارتكبها الكيان الصهيونى فى غزة بقيادة النتن ياهو، فقد هُدمت المستشفيات، وقُتل المرضى والجرحى والأطفال الأبرياء بلا رحمة ولاشفقة، وتم اعدام النازحين بدم بارد أثناء انتظار شاحنات الطعام.

وكل هذه الجرائم تم توثيقها ولايمكن تبريرها لأن أعلى هيئة قضائية عالمية أدانت جرائم الكيان الصهيونى باعتبارها جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية ؛ ولكن الكيان الصهيونى ضرب بقرارات المحكمة عرض الحائط بحماية أمريكية!
أما بالنسبة لبلاد العم سام الداعمة للكيان الصهيونى فسنذكرهم فقط – مجرد تذكير- وإن كانت الذكري لاتنفع سوى المؤمنين- بخطاب “مالكوم إكس”- رحمه الله- الذى ألقاه في العام 1965عن نضال شعب فلسطين ضد المحتل الغاصب وليس كما تزعم الولايات المتحدة الأمريكية أن الكيان الصهيوني فى حالة دفاع عن النفس:

“إن النضال الفلسطيني ليس مجرد صرخة من أجل العدالة. إنها معركة شرسة من أجل حقوق الإنسان الأساسية التي يجب أن ترثها كل روح حية على هذا الكوكب كحق مكتسب منذ الولادة.
إنها مقاومة لا تنضب ضد القبضة القمعية الخانقة للاحتلال، والإنكار القاسي لأبسط أشكال الكرامة الإنسانية، وكما حاربت حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة ضد أغلال التمييز العنصري، كذلك يسعى الشعب الفلسطيني إلى تحطيم أغلال حقوقه: الاحتلال والطغيان.

لا تنسوا أبدًا يا أصدقائي أن الفلسطينيين، مثلهم مثل الأمريكيين من أصل أفريقي في الولايات المتحدة، قد تعرضوا لتاريخ مؤلم من المعاناة والعذاب.
ولكن للأسف اليوم أغلب من تصدرهم الولايات المتحدة الأمريكية لقهرالشعب الفلسطينى هم من ذوي البشرة السوداء الذين عانى أباؤهم وأجدادهم من ظلم العنصرية الأمريكية ويكفيك مشهد المندوبة الأمريكية فى مجلس الأمن وهي ترفع يدها للإعتراض على أي قرار يخص الكيان الصهيونى حتى قبل تلاوة القرار!

ومع ذلك سيذكر الشعب الأمريكى يوماً ما فضل مدينةغزة لأنها حررته من أوهام معاداة السامية والهولوكست وغيرها من الخرفات الصهيونية التى فرضتها مواخيرهوليود على العقل الأمريكى!

الكاتب: د. عز الدين الكومي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق