السبت، 14 فبراير 2015

"الاندبندنت" عن جريمة "تشابل هيل": ماذا كان سيحدث لو أن القاتل مسلم؟


"الاندبندنت" عن جريمة "تشابل هيل": ماذا كان سيحدث لو أن القاتل مسلم؟

                                                                                                                                                             الترجمة / خدمة العصر
تساءلت الكاتبة البريطانية، مشعل مير، في مقال لها نشرته صحيفة "الاندبندنت" عن جريمة قتل الشباب المسلمين الثلاثة في مدينة "تشابل هيل" الجامعية في ولاية "نورث كارولينا" مستنكرة: هل كانت وسائل الإعلام ستغطي المأساة إذا لم يكن "تويتر" موجودا؟ وماذا كان سيحدث لو كان القاتل مسلما؟

وقالت إنهم قد يستدركون في نهاية المطاف، ولكن لا تزال هاتان الصيغتان الكبيرتان "ماذا لو" تلحقان العار بتعامل وسائل الإعلام الغربية الكبرى مع الجريمة.

لقد أحدث مقتل ثلاثة من المسلمين الأمريكيين الشباب في مدينة "تشابل هيل" صدمة في جميع أنحاء العالم، وخاصة بين الجالية المسلمة.

مقتل ضياء بركات ويسر ورزان محمد أبو صالحة من قبل كريغ هيكس قد فتح جروحا كثيرة بالنسبة للمسلمين الأميركيين الذين يشعرون أنهم بالفعل مستهدفون. إنهم منزعجون لأنه لا أحد اهتم حقا بهذه القصة حتى انتشر الخبر على تويتر، وذلك بسبب بطء تفاعل وتغطية وسائل الإعلام الغربية والصمت من السياسيين.

ولكن الأهم من ذلك كله، إنهم محبطون لأنهم يشعرون بأن حياة المسلمين لا قيمة لها في الغرب.

إذا كنت غير متأكد بشأن هذا الموضوع، واعتقدت أن تفاعل وسائل الإعلام مع حادث إطلاق النار كان معقولا تماما، اسمح لي أن أثير فرضيتين:


1. ماذا لو لم يكن "تويتر" موجودا؟

المسألة ليست فيما "إذا" غطت وسائل الإعلام الرئيسية القصة، كما فعلوا في نهاية المطاف، ولكن السؤال الأهم:
هل كانوا سيهتمون بتغطية الحادث الإجرامي إذا لم يفضح "تويتر" علنا صمتهم؟

رغم أني أعمل في وسائل الإعلام، إلا أني لم أسمع بالحادثة حتى دخلت على موقع "تويتر" لأفاجأ بانتشار هاشتاق #ChapelHillShooting عالميا، كانت هناك تغريدات كثيرة توبخ وسائل الإعلام على تجاهلها لاحتمال أن يكون ما حدث جريمة كراهية.

قتل ثلاثة مسلمين برصاصات في الرأس من قبل رجل معادٍ ومهاجم للأديان وقد كتب عبارات معادية للإسلام وضد المسلمين على وسائل الإعلام الاجتماعية، لم يهتم بالمأساة بعد ساعات من وقوعها إلا اثنين أو ثلاثة فقط من وكالات الأنباء.

فماذا لو لم يكن "تويتر" موجودا؟ ماذا كان سيحدث؟ ليس كثيرا.

كانت وسائل الإعلام المحلية ستنقل الخبر، كما فعلوا، والقصة ربما، وهذا احتمال قوي، تُذكر ضمن نشرة الأخبار الوطنية.

ولكنها كانت ستهدأ بسرعة، وربما قد لا تنتشر أسماء الضحايا خارج مدينة "تشابل هيل".
والرواية الوحيدة التي كان سيسمح لها بالانتشار على نطاق واسع: "المسلمون هم الوحيدون الذين يقتلون الناس الأبرياء لدينهم" في تحدٍ صارخ للحقيقة.

2. ماذا لو كان القاتل مسلما؟

هل كان التعاطي الأولي لوسائل الإعلام الغربية والسياسيين نفسه فيما لو كان رجل مسلم في منتصف العمر قتل بالرصاص ثلاثة أشخاص غير مسلمين إعداما في عقر دارهم؟
 رجل مسلم نشر وجهات نظر متطرفة حول الملحدين وأتباع الديانات على موقعه في وسائل الإعلام الاجتماعية، وكذلك صور البنادق؟ قطعا لا.

أنت تعرف ذلك، وأنا أعرفه أيضا، والجميع يعرف ذلك. ستخرج علينا قناة CNN بلوحة كاملة من الرجال في منتصف العمر، مع تحليل كل جانب من جوانب القصة مع "وولف بليتزر" أسرع مما يمكنك التصنيف والتقدير.

ومطلق النار مسلم هذا سعني طلب الإدانة وإجراء مناقشات حول الإسلام، ومطالبة المسلمين بالإصلاح وتحمل المسؤولية الجماعية. بل قد نكون محظوظين باجتماع قليل من السياسيين.

وسوف نرى، كما في أعقاب الهجمات على تشارلي ابدو، تصاعدا في الهجمات على المساجد والمسلمين. وستظهر الاستطلاعات نسبة أعلى من السكان المرتابين وفاقدي الثقة مع وجهات نظر أكثر سلبية تجاه المسلمين.

لكن ماذا لو كان مطلق النار من غير المسلمين؟ فالقصة هنا مختلفة.
وهذا بالضبط ما يدعونا للحديث ومناقشة جريمة القتل في مدينة "تشابل هيل". فالمسلمون، على ما يبدو، ليسوا جديرين بالاهتمام إلا عندما يرتكب أحدهم جريمة بشعة وليس ضحية لها.

وختمت الكاتبة بالقول:
نحن بحاجة إلى تغيير الطريقة التي نتحدث بها عن المسلمين، لأن حياتهم مهمة مثل أي شخص آخر، ويجب علينا أن لا ننسى أبدا هذا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق