بيل غيتس.. بين الاستثمار والأعمال الخيرية
شرح مؤسس شركة مايكروسوفت بيل غيتس طبيعة مؤسسته الخيرية ومجالات عملها وأهدافها في محاربة الظلم الاجتماعي والاستثمار في مجالات الزراعة والصحة.
وقال غيتس مؤسس مؤسسة "بيل وماليندا غيتس الخيرية" في حلقة الجمعة (30/1/2015) من برنامج "لقاء اليوم"، إنه لا يزال يقدم المشورة لشركة مايكروسوفت، مؤكدا أن التقدم الرقمي يساعده أيضا في مهنته الجديدة بالمؤسسة الخيرية، حيث يجري التفكير في مساعدة الأكثر فقرا وهم الأشخاص الذين لا يحظى أطفالهم بتغذية جيدة وهم عرضة للوفاة.
واعتبر أن إيجاد علماء بإمكانهم مساعدتنا سواء بتحسين الحبوب أو بإيجاد لقاحات لأمراض لا يزال يحتاج للابتكار.
وأوضح أن المؤسسة الخيرية نشئت قبل خمسة عشر عاما، وقال "أنا وزوجتي وورين بافيت أمناء المؤسسة، ويركز معظم عملنا على مساعدة من هم أكثر فقرا بحجم إنفاق يصل إلى أربعة مليارات دولار سنويا".
وأضاف أن القطاع الصحي يشكل جزءا هاما "لأننا وجدنا أنه بالقليل من المال بإمكاننا التوصل إلى ابتكارات تحسن حياة الكثيرين"، وتابع أن "الاستثمار الذي نقدمه في القطاع الصحي يجعلنا نقاوم الأوبئة الجديدة بشكل أفضل"، وأنه ستكون هناك أوبئة جديدة لكن العلم الآن أفضل مما يمكن من تقليص عدد الوفيات اليومية.
واعتبر غيتس أن نوعية الاستثمارات التي تقدمها مؤسسته في مجالات العلم تساعد في خفض حدة انتشار الأمراض، مشيرا إلى أنه لو توفرت نظم التقصي والنظام الصحي الجيد في غرب أفريقيا لأمكن تقليص حجم انتشار مرض إيبولا إلى النصف.
وكشف عن الاقتراب من القضاء تماما على مرض شلل الأطفال، وقال "إن معظم الحالات في باكستان ونعمل على تقليصها ونود تسريع تحسين الحياة عبر وضع تحسين حياة الفقراء وتوفير الاحتياجات الأساسية كالصرف الصحي".
وردا على سؤال عن السبب الذي دفعه للعمل الخيري، قال غيتس إن التاريخ يزخر بالكثير من الأمثلة عن عمل الخير، وأولئك الذين وظفوا حظهم الجيد لمساعدة المجتمع.
وأضاف "استلهمت عمل الخير من الماضي خاصة بعد أن حظيت بنجاح مايكروسوفت، وأتبع في هذا الأمر من سبقوني"، مؤكدا أنه لا يزال قادرا على القيام بما يستهويه من نشاطات كالجلوس مع العلماء وتلقي المعرفة بالزراعة واللقاحات والأمراض المختلفة، وقال "ما أفعله أراه يؤتي ثماره تماما كما حدث معي في عالم البرمجيات".
وطلب غيتس "من أي شخص مقتدر الانضمام لمبادرة المواطن العالمي عبر الإنترنت حيث نتواصل معهم ليختاروا مجالا لعملهم الخيري وقد يشمل التبرع بالوقت أو بالصوت السياسي إذا كان شخصية حكومية".
وردا على سؤال حول كيفية الموازنة بين طمع رجل الأعمال وكرم فاعل الخير، قال غيتس "إن قطاع الأعمال بكل ما فيه من منافسة هو بحد ذاته مساهمة كبرى لصالح المجتمع سواء كان دواء جديدا أو ثورة رقمية، وهناك ناجحون كثر يقومون بذلك من خلال تعهد العطاء الذي أطلقناه".
وتابع "سأكرس بقية حياتي لخفض مستوى الظلم، وأثق بأنه لدي الكثير من العمل في هذا المجال".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق