الاثنين، 16 فبراير 2015

نعم.. هناك إرهابيون مسيحيون Yes, There Are Christian Terrorists

 Yes, There Are Christian Terrorists

نعم.. هناك إرهابيون مسيحيون 

ديلي بيست – التقرير
ربما لا تلقى الميليشيات المعادية للمسلمين في جمهورية إفريقيا الوسطى نفس الاهتمام الذي يحصل عليه تنظيم الدولة الإسلامية، ولكن دعونا لا ننسى أنهم يقومون بأشياء متوحشة باسم المسيحية.
لا يزال هناك تسعة مسيحيين هنا، وسوف نمسك بهم ونقتلهم. 
وعندما نفرغ من هنا، سنذهب إلى القرية التي بعدها ونقتل 
المسيحيين الموجودين هناك أيضًا“.

إذا ما قام أحد قادة تنظيم الدولة الإسلامية بالإدلاء علانية بتصريح مثل هذا، فمن المحتمل أن تقوم وكالة أنباء فوكس نيوز باقتطاع هذا التصريح وتضمينه في برامجها، لتُعِدَ لك تقريرًا خاصًا عن “الحرب الدينية” للمسلمين ضد المسيحيين. ومن المرجح أيضًا أن تقوم وسائل الإعلام بمثل هذه التغطية كذلك.

هذا التصريح تم الإدلاء به بالفعل، في عام 2014، باستثناء كلمة بسيطة واحدة مختلفة: تم استبدال كلمة “المسلمين” بكلمة “المسيحيين”. وهذا تحديدًا ما قاله إرهابي مسيحي عن خطة جماعته لإبادة تسعة من المسلمين المتبقين في إحدى قرى جمهورية إفريقيا الوسطى. ولكن بالطبع، تصريحات من هذا النوع لا يتم تناولها حقًا في الأخبار في بلدنا هنا.

هل سمعت عن المقاتل المسيحي الذي قام بذبح رجل مسلم علنًا في شوارع عاصمة جمهورية إفريقيا الوسطى العام الماضي؟ هذا الخبر قد تم تغطيته بالفعل في الإعلام الأمريكي، ولكن في فقرة قصيرة متوارية في صحيفة مثل نيويورك تايمز. فهل يشك أحد أنه إذا ما قام إرهابي مسلم بذبح رجل مسيحي في ميدان عام، فإن ذلك سوف يكون محور حديث الأخبار الأمريكية؟

هل قامت أي من القنوات الإخبارية بتغطية موسعة لقضية القتلة المسيحيين في جمهورية إفريقيا الوسطى -التي تحدثنا عنها- الذين يقومون بعملية تطهير عرقي لعشرات الآلاف من الأقلية السكانية للمسلمين هناك؟


هؤلاء المتشددون المسيحيون
 “ينظمون هجمات وحشية، ويستخدمون السكاكين الكبيرة ببراعة، وقاموا بإحراق البيوت والمساجد والسطو عليها. وصحيح أن هذا جزء من حرب أهلية، ولكن لاتزال تُنفذ أعمال العنف هذه بواسطة مسلحين يعرّفون أنفسهم على أنهم مقاتلين مسيحيين. وهذا مجرد جزء صغير من الأفعال الإرهابية التي يقوم بها مسيحيون.

وبطبيعة الحال، عندما تجرأ الرئيس أوباما خلال صلاة الإفطار الوطنية، في الأسبوع الماضي، على ذكر أعمال العنف التي ارتكبها مسيحيون، بما في ذلك ما حدث أثناء الحروب الصليبية؛ استشاط بعض اليمينيين غضبًا، ووصف راش ليمبوف كلمات أوباما بأنها “إهانة” للمسيحية. كما غضب العديد من مقدمي برامج فوكس نيوز وعلى رأسهم إريك بولينج الذي ادعى أن عدد الأفراد الذين قتلوا باسم المسيحية كان “صفرا”.
ولأكون صادقًا، فأنا أتفق مع اليمينيين في أمر واحد، وهو أني تمنيت ألا يذكر أوباما أمر الحروب الصليبية في معرض إشارته إلى العنف الذي يُرتكب باسم المسيحية. فقد حدثت آخر الحروب الصليبية منذ 700 عام مضت.

والهجمات التي يقوم بها المتشددون المسيحيون الآن في جمهورية إفريقيا الوسطى هي أفضل مثال على أن جميع الأديان لديها أتباع يمارسون العنف باسم الدين. وربما لاحظ أوباما أعمال العنف المروعة التي يقوم بها “جيش الرب للمقاومة”، وهي حركة دينية مسيحية زائفة تعلن أن هدفها هو فرض الوصايا العشر كقانون لأوغندا. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، قام جيش الرب للمقاومة بذبح آلاف الرجال والنساء والأطفال، واغتصاب النساء، وإجبار الناس على العبودية الجنسية على مدار 25 عامًا بدأت منذ عام 1986.

أو يمكن لأوباما أن يركز ببساطة على أحداث العنف التي ارتكبها إرهابيون مسيحيون في أمريكا. وكبدايات، منذ عام 1977 كان هناك “8 جرائم قتل، 17 محاولة للقتل، 42 تفجيرًا، 181 حالة إحراق ممتلكات عمدًا، وآلاف الحوادث الإجرامية الأخرى” التي تستهدف مرافق الرعايا الصحية والإنجابية هنا في بلادنا. وباستثناء القليل، فقد تم تنفيذ هذه الأعمال بواسطة مسيحيين يعارضون الإجهاض من أجل أسباب دينية.

ودعونا لا ننسى أن إريك رودولف، عضو حركة “الهوية المسيحية”، قام بتفجير عيادات الإجهاض والملاهي الليلية للشواذ جنسيًا وتفجيرات دورة الألعاب الأوليمبية عام 1996 في أتلانتا، والتي أسفرت عن مقتل شخصين وجرح 110 أشخاص. وكان دافع رودلف للقيام بذلك هو وقف عمليات الإجهاض، مدعيًا أن حكومتنا قد “صدقت، وقبلت، وشرعنت” عمليات الإجهاض؛ وبالتالي فقد “فقدت شرعيتها وسلطتها الأخلاقية للحكم”.
كما كان هناك أيضًا عملية قتل الدكتور جورج تيلر، عام 2009، والذي أصبح معروفًا على المستوى المحلي بإجرائه عمليات الإجهاض في الشهور المتأخرة، حيث ادعى قاتله سكوت رودر أن عملية القتل “كانت مبرَّرة للحفاظ على حياة الأطفال الذين لم يولدوا بعد”.

إذن، أنا أتفهم جيدًا أن البعض لا يريد أن يصدّق أن الأشخاص الذين ينتمون إلى دينه قد ارتكبوا أعمالًا وحشية. أنا مسلم، ويمكنني أن أؤكد لكم أنني عندما أسمع عن أعمال عنف يقوم بها أي مسلم، فإنني أغضب بشدة. ولكن يبقى أنني لا أستطيع أن أنكر أن هناك مسلمين يمارسون الإرهاب.

ومع ذلك، بالنسبة لكل من تنظيم الدولة الإسلامية وكذلك الإرهابيين المسيحيين، فأنا أعلم أن أفعالهم لا ترتكز على تعاليم دينهم، ولكن على أجندتهم السياسية. ولهذا السبب لن أسمي أتباع الإرهابين المسيحيين بـ”المسيحية الراديكالية”، فلا يوجد ما يسمى بهذا الإسم، كما لا يوجد ما يسمى بـ”الإسلام الراديكالي”؛ ولكن يوجد أتباع لكل من الديانتين متطرفون ويمارسون العنف باسم دينهم.

وبشكل واضح، فليس لدى الرئيس أوباما ولا لدي نية لتشويه صورة المسيحيين، ولكننا فقط نحاول أن نضع العنف الديني في سياقه. وفي الحقيقة، فأنا مثل أوباما، أمي مسيحية وأبي مسلم، وقد نشأت على احترام كبير لكلا الدينين.

ولكننا لا نستطيع أن ننكر الواقع، أن هناك أشخاصًا يقومون بارتكاب أفعال إرهابية باسم جميع الأديان، سواءً المسيحية أو اليهودية أو البوذية أو الإسلام. ولكن الإرهابيون الذين يتبعون الإسلام هم فقط من يحصلون على اهتمام كل وسائل الإعلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق