حوار الموسم بين آيات عرابي والزعيم الهاشتاج!
شريف عبدالغني
(1)
جلس القوم في القصر الرئاسي لدولة «مفيشستان»، يتدارسون الأمر بعد فشل حيلة «حرية الإعلام المصطنعة» في تجميل وجه النظام.* الزعيم غاضبا: كل ده من أفكار «ترباس» الفاشل.. لما أشوف خلقته بس وأنا أطلع العفاريت الزرق على جتته..
لم ينته من كلامه حتى دخل «ترباس» وصوت ضحكته الشهيرة يسبقه..
* الزعيم: لك نفسك تضحك يا وش المصايب.. مش كفاية متحمل «تسريباتك»؟
- ترباس: خير يافندم.. فيه إيه بس؟
* الزعيم: مش قعدت تقنعني إنه لو خلينا «الواد والبت» وغيرهم من دلاديل الإعلام ينتقدوني هتبقى الأمور كويسة.. ونظهر أمام العالم إنه عندنا الهبابة اللي اسمها ديمقراطية.. كسبت إيه غير شوية هلافيت قعدوا يلسنوا عليا وبعدها برضه مفيش فايدة وكل المنظمات بتاعة حقوق الإنسان بتهاجمنا برضه.. أنا الزعيم والقائد والدكر يحصلي كده؟!!
- ترباس: يا فندم.. عادي.. سيادتك لما حملت روحك على كفك ونزلت يوم ثورتنا العظيمة بالدبابات والمدافع والطيارات كنت عارف إنك هتدفع التمن غالي.. واللي بيحصل ده حاجة متوقعة..
(2)
أمن الحضور على كلام ترباس، فهدأ الموقف قليلا.* الزعيم: طيب والحل إيه يا فالح.. إزاي أقنع المجتمع الزفت الدولي إني ديمقراطي وأتقبل الرأي الآخر؟
- ترباس مترددا: يا فندم عندي فكرة جهنمية.. بس يا ريت سيادتك توافق عليها؟
* الزعيم: اتكلم على طول يا ترباس.. عاوز تقول إيه؟
- ترباس مرتعشا: آيات عرابي؟!
* الزعيم مندهشا: إشمعنى؟!
وأضاف: ما لها دي كمان.. مش دي برضه البني آدمة الإرهابية اللي طلعت عليا الكلمة الأبيحة إياها وفضحتني فضيحة المطاهر؟
- ترباس: بالظبط يافندم هي بعينها.. أنا هتكلم على طول بس سيادتك اسمعني بهدوء ومن غير عصبية.. أنا زارع في بيتها عيون لنا عشان نعرف آخرتها إيه.. المصادر بتاعتي قالت لي إن الإرهابية المذكورة كانت واقفة في المطبخ بتعمل بطاطس محمرة.. لا الكدب خيبة.. بطاطس مسلوقة عشان «الدايت».. وهي بالحالة دي خطرت على بالها فكرة إنها تعمل حوار تلفزيوني مع سيادتك..
* الزعيم مقاطعا وقد نفرت عروق وجهه: وبعدين يا ترباس.. بتفكر في إيه حضرتك؟
- ترباس مرتعشا: سيادتك توافق على المقابلة..
قالها وركض نحو الباب من الشرر المتطاير من عيني الزعيم، والذي أتبعه بالركض خلفه. تدخل الحضور للفصل بينهما.
الحضور: هدي نفسك بس سيادة الزعيم.. والله دي فكرة عبقرية ومدهشة..
* الزعيم: إزاي يا متخلف منك له.. أنا أقابل دي.. اللي بهدلتني ولزقت فيا الكلمة الوحشة؟!
- الحضور: يا فندم.. ما هي دي العبقرية.. الزعيم لازم تصدر منه أفكار مدهشة غير متوقعة.. لو سيادتك قابلتها وحاورتها هتكون ضربة قاصمة للإرهاب.. ويظهر للعالم كله إن سيادتك ديمقراطي وغرقان لشوشتك في الحرية..
- ترباس وقد هندم ملابسه بعد معركة هروبه من الزعيم: والنبي تقولوله.. مباخدش منه غير البهدلة ولا حمد ولا شكرانية..
* الزعيم: اخرس يا ترباس.. بس يا جماعة إزاي أنزل لمستوى اللي ما تتسمى دي.. كده «برستيجي» هيضيع.. بقى بعد ما كنت أعمل حوارات مع الأستاذة العظيمة «خميس الحضيضي» أعمل مع الإرهابية دي..
- الحضور: يا فندم.. معلش.. دي الضريبة وكله عشان خاطر الوطن..
* الزعيم: غلبتوني يا أولاد الرفضي.. ما دمتم جبتم سيرة «الوتن» الغالي.. فمقدرش أتاخر.
(3)
سريعا جرت اتصالات مع آيات عرابي. رحبت بالفكرة. وسمعت منهم مطالبهم: إجراء الحوار مسجل ويكون في المكان الذي يحددونه هم، وأن يكون اللقب الذي تخاطب به الضيف الكبير هو «سيادة الزعيم». لكنها أصرت على أن يكون الحوار على الهواء، وأن تخاطب الزعيم بـ «سيادة الهاشتاج».بعد مفاوضات شاقة توصل الطرفان بأن يكون الحوار على الهواء، وألا يتعدى عشر دقائق، ويجرى في «الأسطول السادس الأميركي» الذي استولى عليه الزعيم وأسر قائده. أما بالنسبة للقب الذي اتفق الجانبان على أن تخاطب به الإعلامية ضيفها فهو «سيادة الزعيم الهاشتاج»، مع تعهد «آيات» أن تعتذر للزعيم على الهواء في آخر الحلقة، لو أقنع المشاهدين أنه حمل بريء وحمامة مسالمة «تتحط على الجرح يبرد».
(4)
على إحدى سفن الأسطول السادس، وتحت السماء الصافية بدأ الحوار التاريخي، الذي يعول عليه الزعيم كثيرا لتحسين صورته الدولية، وقد استعد له جيدا وتدرب لمدة أسبوع على يد الخبير الإعلامي «أحمد الفرفوراني» حتى يستطيع الرد على أي سؤال للإعلامية المتحفزة له. نصحوه بالهدوء. الهدوء التام، مع كثير من «السهوكة» حتى تمر المقابلة على خير.* الإعلامية: بداية سيادة الزعيم الهاشتاج.. هل فعلا أنت هاشتاج؟
- الزعيم: الحقيقة أنا واخد على خاطري من حضرتك جدا.. جدا.. جدا.. طلعتي عليا الكلمة دي.. مع إنها ما تصحش.. ولو اتكلمنا بالمنطق.. هقولها تاني بالمنطق.. ما ينفعش أكون كده لأني وهتكلم بصراحة بقى.. ودي أول مرة أعلنها.. لأني «دكر» والناس كلها عارفة كده.. ومش بس كده دول انتخبوني وهما بيرقصوا..
(تذكر الزعيم نصيحة الخبير الفرفوراني بأن يأخذ هو زمام المبادرة حتى لا يظهر ضعيفا وأن يبدأ الهجوم لا أن يكون محل دفاع).
أضاف مبتسما: يعني حضرتك بيني وبينك كده.. عمرك ما أعجبتي بيا زي كل النسوان الفاضلات اللي دايبين في دباديبي..؟!
* الإعلامية: لا والنعمة الشريفة عمري ما أعجبت بيك.. وعلى إيه.. سيادتك صدقت نفسك ولا إيه؟!
- الزعيم: قولي بس ما تنكسفيش.. طيب عيني في عينيك كده.. طيب هقولك.. اطفي يا بني الكاميرا دي مؤقتا عشان الكلام ده ما يطلعش على الهوا.. الكلام ده لو طلع فيها كمان 30-40 سنة لما يدخل تاني.. وبعدين خلي بالك أنا «مش سوفت».. أنا عذاب ومعاناة واسألي عني..
* يا سيادة الزعيم الهاشتاج أنا قلت قبل كده: إن الوحيدة اللي ممكن تعجب بيك مضطرة هي أم حضرتك..
- الزعيم: لا والله مش مضطرة.. هقولها تاني مش مضطرة.. هي مجبرة..
* الإعلامية: يا سلام.. وإيه الفرق؟
- مجبرة من سحري ووسامتي.. وبعدين حرام عليكي ده حتى الرجالة معجبة بيا.. إنتي مش من البلد دي ولا إيه.. ما سمعتيش عن اللي بيذوب فيا عشقا..
(5)
* بقول لسيادتك إيه.. سبنا من موضوع الوسامة ده.. خلينا في المهم.. إيه أخبار مشروعاتك القومية؟- يا بنت الحلال أنا كان هدفي أطلع الإنسانة اللي جواجي..
إنتي «سحيح» إرهابية لكن برضه جواجي إنسانة.. لكن عموما بالنسبة لسؤالك عن المشروعات القومية فبإذن الله وبفضل الله هنكيد الأعادي.. و «الكفتة» هتستوي.. والشعب كله هياكل منها.. هقولها تاني الشعب كله هيطفح منها وبعدها يروح ياخد لفة بـ «العجلة» على المليون وحدة سكنية.. ثم يتناول العشاء في العاصمة الجديدة.. ويوم الجمعة يروح ياخد غطس على الناشف في قناة السويس الجديدة برضه.
* طيب وأخبار النهر الملوث بالفوسفات والمجاري؟
- بطلي إشاعات.. النهر زي الفل ولسه بنفسي شارب منه مباشرة قبل ما أجي هنا.. وموضوع الفوسفات رغم إن الكلام فيه أمن قومي لكني هوضح للسادة المشاهدين إننا غرقنا الصندل عشان نقول للعالم إنه عندنا حاجات كويسة وتخلينا ناكل الشهد.. وإننا مش عاوزين «رز» من حد، وإن «وتنا وتن عازيم» يموت ولا يمد إيده..
* بس سيادة الزعيم الهاشتاج حضرتك أعلنت من قبل صوت وصورة إن الوطن مفيش فيه فوسفات؟
- الزعيم صامتا ويرفع رأسه إلى أعلى..
* الإعلامية: مالك سيادة الزعيم الهاشتاج.. ساكت ليه؟
- الزعيم: معلش.. مشغل بس «الفلاتر»..
* فكرتني صحيح.. إيه أخبارها مع سيادتك؟
- تمام.. وعشان أنا إنسان مؤدب وبقول لربنا حضرتك.. فسبحانه أعطاني من الفلاتر ما لم يعطه لبشر.. وسأعلن عن الأنواع في الوقت المناسب لضرورات الأمن القومي..
(6)
* سيادة الزعيم الهاشتاج.. أنت متهم بالتمييز بين الشعب؟- محصلش وأتحدى. أنا الزعيم الوحيد اللي أعطى كل فئات المجتمع حقهم.. حتى الراقصات أعدت لهم اعتبارهم والتاريخ هيسجل إنه في عهدي تم اختيار زعيمة الراقصات أم مثالية.. ليه.. لأن «القوة الناعمة» لـ «الوتن» هي نور عينينا وتنقطع إيدينا قبل ما يتمسوا.. وأي مواطن إرهابي حاقد يشكك في كلامي يلمس دراع ماما المثالية دي.. هيلاقيه أكثر نعومة من السيراميك فرز أول.
* سيادة الزعيم الهاشتاج.. يعني إيه كلمة وطن؟
- معلش طريقة السؤال ما تبقاش كده.. يا ريتك تتعلمي من إعلامية فاضلة سألتني نفس السؤال من فترة.. عشان تطلعي مكنوناتي ومحاسيسي الداخلية لازم وإنتي بتسألي سؤال مفصلي ومحوري زي ده تكون إيديكي على خدك.. وتكوني هيمانة ونظرات الإعجاب بسيادتي بتفط من عينيكي.. لكن بطريقتك القاسية دي مش هجاوب وهفضل مقموص.
ثم نظر الزعيم إلى ساعته، وقال: وقتك خلص.. وحسب الاتفاق حضرتك وعدتي بالاعتذار عن الكلمة إياها لما المشاهدين يقتنعوا إني زعيم طيوبة وديمقراطي.. وده حصل بدليل إني قاعد مع واحدة إرهابية زيك..
قبل أن يكمل كلامه، وصل إلى شاشة التلفزيون رسائل من المشاهدين، تطلب تغيير اسم الزعيم فورا إلى: «سيادة الهاشتاج الديمقراطي».
أما آيات عرابي فاختفت ولم يظهر لها أثر حتى الآن!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق