الأحد، 17 مايو 2015

الشلة اياها !!!

الشلة اياها !!!
آيات عرابي

الإنقلاب هدم الصورة السابقة التي رسخها الإعلام عما يسمى بمؤسسات الدولة ( مؤسسات الاحتلال ).
وفي خلال أقل من عامين تم محو الصورة التي رسمتها أجهزة اعلام العسكر عن مؤسساتها, واصبحت تخشى خطر الإنهيار وصاحب التوكيل يخشى على مؤسسات العسكر بنفس القدر ويسعى لحمايتها من حماقات الوكيل الحالي, الذي ارتكب غلطة عمره اليوم وأمس في محاولة ليظهر بمظهر القوي الواثق مع أنه يرتعش تحسباً من رد الفعل ( بالمناسبة العسكر مرعوبون من احتمالات الصدام وقد شرحت هذا في مقالات سابقة وبينت اسبابه وتجربة سوريا امامهم والتي لم يتبق من جيشها سوى حوالي 10% فقط ) والنجاحات التي حققتها الثورة السورية جعلتهم أكثر قلقاً من احتمالات الصدام مع الشعب, هم فقط اعتمدوا النموذج السوري للتخويف في بداية الإنقلاب, واذكر هنا ما قاله المهندس إيهاب شيحة على الجزيرة منذ شهور, عندما روى ما قاله مجرم الإنقلاب ( لو عاوزينها سوريا .. هنخليها لكم الجزائر ) !!
العسكر إذاً مرعوبون من النموذج السوري على عكس ما يروجه البعض منذ بداية الإنقلاب.
والشاغل الأكبر الآن لرعاة الإنقلاب في واشنطن هو إنقاذ المؤسسات التي اوشكت على الإنهيار بفعل حماقات الوكيل المحلي خلال سنتين, وصاحب التوكيل في تلك الحالات قد يتدخل بنفسه أو قد يقوم بتصدير واجهة أخرى لعلها تنجح.
ففي لبنان سنة 1958 تدخل الأمريكيون وأمروا عميلهم المقبور عبد الناصر بتوجيه سفيره مراد غالب ليقطع اتصالاته بقيادات الفصائل السنية لإنقاذ الرئيس الماروني ثم قاموا بإنزال قوات مشاة البحرية على سواحل بيروت لمراقبة التزام الأطراف بما تعهدت به.
والقصة منشورة تفصيلياً في كتاب ( لعبة الأمم وعبد الناصر للكاتب محمد الطويل ) ورواها حسن التهامي ضابط المخابرات المقرب من كل من عبد الناصر والسادات.
الأولوية الآن هي إنقاذ دولة العسكر من السقوط لأن العسكر لا يستطيعون بحسابات القوة العادية الاستمرار في التحكم في شعب يثور بعضه ويستمر في الرفض.
مذبحة عرب شركس التي فاقت في بشاعتها ما ارتكبه الاحتلال البريطاني في دنشواي, جعلت الشارع يغلي ويمكنك أن ترى ذلك في التعليقات المختلفة على المواقع الإخبارية.
وقبل المذبحة فشلت عصابة الإنقلاب خلال سنتين من تحقيق استحقاقات الاحتلال وتأمين العدو الصهيوني, فسيناء خارج السيطرة فعلياً والجيش تحول فيها إلى مجموعة من العاجزين في مواجهة مسلحين قرروا الثأر لأنفسهم, والاقتصاد قارب على الإنهيار والدولة اقتربت كثيراً من المجاعة والإفلاس بالإضافة إلى أسباب أخرى كثيرة.
فاصبح من الضروري أن يسرع صاحب التوكيل لانتشال(البضاعة) قبل أن تغرق
هذه هي أسباب تهافت(شلة العلمانيين إياها) هذه الأيام, وعلى رأسهم القاتل المدعو البرادعي الذي يقومون بمحاولات لتلميعه, والذي كان يدور على دول أوربا لإقناعها بإسقاط الرئس مرسي.
والشلة العلمانية في محاولتها لإنقاذ مؤسسات العسكر من الإنهيار تبدو أكثر حرصاً من العسكر على مؤسسات الاحتلال.
الفخ الأكبر الذي من الممكن أن يقع فيه الكثيرون هو أن يظلوا أسرى لنموذج 25 يناير ..
أو أن يحصروا النموذج المصري الحالي في قالب ضيق ..
الوضع المصري ثورياً لا يمكن التنبؤ به ..
خارجياً يشبه الوضع الأمريكي قبل الاستقلال عن بريطانيا ..
داخلياً يشبه وضع الثورة الفرنسية بشكل كبير ..
اما من ناحية الحراك على الأرض, فلا يمكن تطبيق قالب بعينه عليه ..
للأسف القطار غادر محطة 25 يناير وابتعد عنها كثيراً واصبح من الصعب التنبؤ بالنموذج الذي ستكون عليه الأمور في الفترة القادمة.
التحدي الأكبر الآن أمام الثورة في مصر وبعد كل تلك المجازر وشبابنا الذي يذبح في الشوارع وعلى المشانق, هو الوقوف بقوة أمام ابتزاز ( الشلة العلمانية ) التي لا تمتلك ظهيراً شعبياً وتسعى فقط عبر الميكروفونات لتحتل لنفسها مكاناً تحت الشمس, وتسعى للمتاجرة بتضحيات ودماء غيرها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق