أغلقوا مدينة ” الهشتاج ” الإعلامي يرحمكم الله !
ليلى بنت الغلابة
مدينة الكذب والنفاق والتضليل أصبحت أشبه بالمارد الأسود المخيف، الذي جثم على أنفاس خريطة مصر، وجميع من فيها لا يمتون للاعلام بأي صله باختصار هم اقرب سحنة للثعابين، وبالأمس شهد شاهد من أهلها الداعية الإسلامي خالد الجندي حين نعت عمرو أديب “بالثعبان الأقرع”، وعقب عليه إبراهيم عيسى قائلا: “انه أقرع من الثعبان الأقرع” وبالفعل صدق الجندي وعيسى وغيرهم وهم الكذوبون (مع الإعتذار للصُلعاء).
مدينة الإنتاج الإعلامي بالسادس من اكتوبر، لا أحد ينكر أن هذه المدينة المزعومة لم تعد على أبناء مصر من طبقة ملح الأرض بأي خير يذكر غير أنها عادت على عشرات الصحفيين من خريجي مجلات الدعارة والصحف الصفراء بمنجم على بابا مقابل تواجدهم على شاشات الفضائيات ليل نهار كالببغاوات يرددون ما يملى عليهم من سادتهم لتضليل الرأي العام بأكاذيب وإشاعات وترويجهم لفزاعة “الإخوان، والإرهاب، الكباب” علاوة على التلوث السمعي لمذيعين أشبه بالقوارض أو الفئران في لهجاتهم وسحناتهم المريبة.
وبصفتي كمشاهدة أعلن أنني قد “خلعتها” من حياتي بعد أن انحرفت في أخلاقها وسلوكها، وتسلل إليها جرذان الصحافة من أصحاب الوجوه المتلونة، الذين فشلوا في كتابة تحقيق صحفي يعيد إلى المدينة الفاضلة وجهها المشرق، أو يستعيدوا حقوق الضعفاء من حيتان المجتمع، فبدلوا جلودهم، وامتهنوا النفاق وتغالوا فيه، وأطلقوا لخيالهم عنان التدليس ليحلق في أفاق الفضائيات، مقابل عقود مالية يسيل لها لعابهم على أحذية العسكر، ودستور يحميهم من التطاول والتجاوز، تعرفهم بسيماهم فلا وجه أعلامي يشعرك بالبشاشة على الشاشة، ولا صوت مهيب يشعرك بالوقار والحشمة، وظهروا علينا بأزياء أقرب إلى “المسخرة” زعموا أنها في شرعهم “روشنة”، وجميعهم بأجندة واحدة “يحيا العسكر، لتحيا مصر” وليموت أو يقتل أو يُعدم الشعب.
فمنهم من ختم على “قفاه” مثل يوسف الحسيني في رحلة أمريكا، ومنهم من ضُرب على أم رأسه بـ”النعال” مثل أحمد موسى في رحلة فرنسا، ومنهم من ينتظر، مع العلم بأنه لا يوجد في أي دولة متحضرة إعلامي أو صحفي يتلق صفعة من جمهوره ويستمر في منصبه حفاظًا على ما يسمى بالحياء أو ماء الوجه، أما في مدينة الإنتاج الإعلامي بمصر فكل شئ مباح ومستباح بعد أن ماتت فيهم قيم الإحساس، وسمحوا أن يتخلوا عن أقلامهم، وشرف مهنتهم ورسالتهم، مقابل أن يتم تجنيدهم كأبواق ناعقة كالغربان في أرض الخراب، مع الاعتذار لأرض “الكنانة” التي خربها لصوص رجال “البيزنس” وتصالحوا مع فسدة الانقلاب بحفنة دراهم (لتحيا مصر)، ولكني لست مقتنعة بهذا الشعار البراق كيف تحيا مصر وعلى رأسها ثلة من المتسولين؟!
ليت كل من ساهم في مدينة السحر والشعوذة أن يسحب سهمه نصيحة لوجه الله لتغلق أبوابها وليعود أمثال موسى وعيسى وعكاشة والجلاد وغيرهم إلى عملهم السابق كمخبرين، وليمنحونا فرصة لنستريح من صداع مزمن، وبرامج توك شو جوفاء مكررة هابطة، وأخبار مغلوطة مشوشة، وليرحمونا من مشاهدة وجوه إعلاميي الغبرة الذين أساءوا إلى شرف المهنة والكلمة، وشعبية المصريين في الخارج بعد أن أصبح المصري منبوذا في دول الخليج، ولا يتعدى قيمته دراهم بسبب إعلاميين تم استئجارهم بالقطعة، وحولوا مدينة الإنتاج الإعلامي من قطاع يقدم هدفًا جماهيريًا إلى جهاز كاذب مضلل انحاز إلى الانقلاب والفلول ليقض على آخر ما تبقى من أحلام ثورة يناير، والآن لا أجد أصدق من أن تسمى بمدينة “الهشتاج” الإعلامي، وكل لبيب بالإشارة يفهم.
ليت من بيدهم صنع القرار أن يغلقوا “مدينة الإنتاج الإعلامي” لنستريح، فما عادت علينا بأي إنتاج أو إعلام استفاد منه الشعب المصري غير برامج جميعها تحريض على هدم الدين، والتشكيك في كبار الأئمة، وحرق الكتب الإسلامية، والمطالبات الملحة بضرورة هدم وتشريد أهالي سيناء، والتصالح مع الصهاينة الكفرة الفجرة نكاية في شعب غزة، لهذا أوجه رسالتي إلى من بيدهم مفتاح المجاري التي طفحت في شوارع مصر واقول لهم: “أغلقوا مدينة الهشتاج الإعلامي يرحمكم الله”
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق