الأربعاء، 7 ديسمبر 2016

مفارقات بين ربيع الأول والربيع العربي

مفارقات 

بين ربيع الأول والربيع العربي



أ.د. صلاح الدين سلطان



ربيع الأول لما ولد فيه الحبيب صلى الله عليه وسلم انطفأت نار الدولة المجوسية الفارسية، وتزلزت عروش قيصر الروم، وانهدمت صور الاستبداد من السادة للعبيد، والرجال للنساء، والأغنياء للفقراء، والأقوياء للضعفاء،

وانهدمت فى الربيع العربى عروش و”كروش” مارست الظلم والقهر والاستبداد والفساد والبقية تأتى بإذن الله تعالى، حتى نعود إلى صبغة الربيع الأول:
حيث صار الناس سواسية كأسنان المشط وناداهم الحبيب صلى الله عليه وسلم على جبل الرحمة فى حجة الوداع مخاطبا الناس أجمعين وليس فقط المسلمين، فقال: “يا أيها الناس كلكم لآدم وآدم من تراب، ألا لا فضل لعربى على أعجمى إلا بالتقوى والعمل الصالح….”،

وصار غير المسلم فى ديار الإسلام آمنا أكثر مما كان قبل بعثة النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وجاءت الوصية لغير المسلمين فصارت ديانة لا سياسة، وقناعة لا قمعا، وإحسانا وبرا، لا ظلما وقهرا،

واتسعت أمة الإسلام لكل الأطياف من الكافرين والمنافقين والمؤمنين، حتى جاء الرجل يطلب الإذن من سيد المرسلين أن يمارس الزنا فيُقنع عقله، ويمسح بيده الحنون على قلبه، ويدعو الله أن يشرح صدره للعفة، ويذهب الله ما به من شهوة.

يا قوم صِلوا الربيع العربى بالربيع الأول فلن يُصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، وكفى ما جنته الحلول المستوردة على أمتنا، أو إن شئتم فاقرؤوا كتاب العالم المسلم الهندى الأصيل أبى الحسن الندوى “ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين”.


نشر في 6 ديسمبر 2016





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق