الأحد، 19 مارس 2017

19 مارس.. مختصر تاريخ قريب.



19 مارس.. مختصر تاريخ قريب.

كان هذا يوم أول استفتاء جرى بعد ثورة يناير، وقد دلَّ على عدة أمور، منها:

1. الشعب إيجابي ومتفاعل مع قضايا بلده شرط أن يوجد الأمل، وهذا ليس حكرا على الشعب المصري بل كل الشعوب هكذا، لا ينبغي أن تخاطب قوما ليتحركوا دون أن يحدوهم أمل، وأمل قريب.

2. التيار الإسلامي يحظى بشعبية تجاوز ثلاثة أرباع الشعب.. رغم كل حملات التجهيل والتزوير والتشويش الإعلامي.

3. العلمانيون على اختلاف فصائلهم - يسارية، ليبرالية، قومية - لا مبادئ لهم ولا أخلاق، ولا يريدون من الناس إلا أن يكونوا غنما وخرافا لهم، والديمقراطية مجرد صنم عجوة، أما الصنم الحقيقي فهو الكفر ومعاداة الدين وأهله.

4. الخطأ الوحيد الذي ارتكبه العسكر هو اختيارهم لجنة نزيهة فعلا لصياغة هذه التعديلات الدستورية.. هذه اللجنة نجحت في إنجاز تعديلات في غاية القوة والدقة، وفرت على مصر 3 سنوات (كما في تونس وليبيا واليمن).. ومن فرط انضباط وقوة هذه التعديلات فإنها منعت العسكر من التلاعب كما يرغبون بل وضعتهم في سياق محدد، ثم جاء التصويت الكاسح بما ثبت مأزق العسكر.

5. أما كيف استطاع العسكر النجاة من المأزق، فهذا إنما كان لسذاجة الإسلاميين الذين قبلوا أن تكون النتيجة نعم وأن يكون التنفيذ كأنما كانت النتيجة "لا" وأن يتركوا الوقت ممطوطا أمام العسكر ولا يطاردونهم لاستغلال فورة الثورة، بهذه السذاجة وبهذه التخوفات من الصدام استطاع العسكر النجاة.. ولا يُحسب هذا من أخطاء اللجنة أو المصوتين بنعم على الإطلاق.

6. القول بأن الاستفتاء كان أول تقسيم لصف الثورة، وأنه كان من الأفضل عدم الموافقة على الاستفتاء أو التصويت بلا.. هو - مع احترامي لقليل من قائليه - ينسى بعض أمور مهمة منها:


أ. أن الذي جعل الاستفتاء قسمة للثورة هم العلمانيون الذين لم يخضعوا لرغبة الأغلبية كما هي أبسط مبادئ الديمقراطية.


ب. أن مقاطعة الاستفتاء أن التصويت بلا إنما كان يعني تسليم الثورة تماما للعسكر يفعلون بها ما يشاؤون دون أي قيود، في حين ألزمتهم قيود هذه التعديلات بأشياء جوهرية في مسار الثورة.

جـ. أن الإعلام في ذلك الوقت كان علمانيا خالصا -تقريبا- ومنه خرجت كل أفكار "صفقة بين العسكر والإخوان على حساب الثورة"، "الإخوان باعوا الثورة"، "الاستفتاء خيانة لدماء الشهداء".. إلخ، ونحن الآن في حال قد اتضح فيها حقيقة المواقف، فعرفنا الطاهر -وإن كان ساذجا أو مخطئا- من الخنزير الدنس الخبيث.

الا ان اهم سبب لموقف العلمانيين هو معرفتهم بقوة الاسلامين على الارض فكان رفضهم للتعديلات حتى يأخذوا فرصة اطول لكي يكون لهم مؤطأ قدم على الخريطة السياسية وذلك عن طريق تشويه الاسلامين لذلك طالب بعضهم في وسائل الاعلام ببقاء المجلس العسكري ثلاث سنوات حتى يستعدوا
لمنافسة الاسلاميين
كل هدفهم هو الغنيمة ولم تكن مصلحة الشعب يوما في حساباتهم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق