الجمعة، 17 مارس 2017

المقابلة مع الدكتور النفيسي كاملاً

المقابلة

الجزء الاول النفيسي يروي رحلته من المدرسة إلى الدكتوراه


قال المفكر والأكاديمي الكويتي عبد الله النفسي إنه "دخل مصر للدراسة عام 1951 وكان حينها منشرحا ومتفائلا، ولكن هذا الشعور تغير عند خروجه منها عام 1961، فقد أدى سقوط الملكية والتحول الذي حدث في مصر بعد سيطرة العسكر على الحكم؛ إلى تغير الكثير من الأمور إلى الأسوأ".
وخلال مشاركته في حلقة (2017/3/9) من برنامج "المقابلة"، أكد النفيسي أنه ذهب بعد خروجه من مصر إلى مانشستر في بريطانيا لدراسة الطب، وفي أحد الأيام دخل  مكتبة لبيع الكتب المستعملة واشترى كتابا عن الإلحاد، وبعد قراءته اكتشف أنه لا يعرف شيئا عن الإسلام، فقرر أن يترك دراسة الطب ويعود إلى الكويت للتعرف على الإسلام.
وأضاف: بعد فترة من عودتي إلى الكويت قدمت أوراقي لجامعتي الأزهر في القاهرة وكلية الشريعة في دمشق، لكنهما رفضا قبولي لأن خلفيتي الدراسية كانت في مدارس بريطانية، وعندها قررت أن أدرس العلوم السياسية في الجامعة الأميركية ببيروت.
وبحسب النفيسي فإنه ذهب إلى مصر في فترة الناصرية ولم يصبح ناصريا، ودرس في معقل القوميين العرب في بيروت ولم يقتنع بالفكرة القومية، لكنه خلال وجوده في بيروت لاحظ أن الطلاب الإسلاميين في الكلية متفوقون في دراستهم وملتزمون أخلاقيا فأصبح يميل إلى تقليدهم.
الفكرة الإسلامية
وأشار النفيسي إلى أنه أصبح إسلاميا في سنته الرابعة من الجامعة، لكنه لم ينتم إلى أي حركة إسلامية، وأن الفكرة الإسلامية تبلورت لديه في مرحلة الدكتوراه في جامعة كامبريدج، حيث التقى خلال تلك الفترة بعدد من المفكرين الإسلاميين ومن أبرزهم الإمام أبو الأعلى المودودي.
وحول أسباب اختياره الشيعة في العراق كموضوع لرسالة الدكتوراه، قال "كنت أرى أن الكويت مثلث له ثلاثة أضلاع هي: العراق وإيران والسعودية، ولذلك كنت أريد أن تبحث رسالتي موضوعا في إحدى هذه الدول، وقد استبعدت السعودية لصعوبة العمل والبحث الأكاديمي فيها خلال تلك الفترة، كما استبعدت إيران لعدم معرفتي باللغة الفارسية، وكان العراق هو الخيار الوحيد".
ومضى قائلا "بعد الاطلاع على الملف العراقي اكتشفت أن هناك غضبا مكتوما لدى الشيعة في العراق، فقررت أن تكون رسالة الدكتوراه بعنوان: دور الشيعة في تطور العراق السياسي الحديث".
ولفت النفيسي إلى أنه قابل آية الله الخميني في العراق قبل عشر سنوات من الثورة الإيرانية وكان حينها منفيا من نظام الشاه، وكان أبرز ما يدعو إليه خلال  تلك الفترة هو ولاية الفقيه. ومن خلال متابعته له توصل إلى أن هناك ثورة ستحدث قريبا في إيران وستقلب موازين القوى في المنطقة.

المزيد حول موضوع الحلقة






الجزء الثاني النفيسي: إيران عدو للأمة ويجب محاربتها



قال المفكر والأكاديمي الكويتي عبد الله النفيسي إنه كان يعتقد قبل عام 2004 أن هناك إمكانية لحدوث حد أدنى من التفاهم بين دول الخليج وإيران، ولكن بعد أن" كشفت إيران عن أنيابها في العراق وسوريا أصبحت عدوا للأمة الإسلامية ويجب  محاربتها".
وخلال مشاركته في حلقة (2017/3/16) من برنامج "المقابلة"، أكد النفيسي أن حديث إيران عن التقارب بين المذاهب مجرد كذبة كبيرة، وهي لا تقبل بمسجد واحد فقط لأهل السنة في طهران، وتسعى جاهدة للسيطرة على الدول العربية واحدة تلو الأخرى.
وشدد على أن نفس إيران قصير وأن مجريات الأمور في غير صالحها، فالأمور في العراق غير مستقرة لها، والحالة السورية لا تبشر بأي استقرار لإيران، واليمنلن تستقر فيه إيران بفعل عاصفة الحزم، كما أن علاقات إيران متوترة جدا مع أميركا بعد وصول دونالد ترمب إلى السلطة، وحتى الروس بدؤوا يضيقون  بإيران.
وردا على سؤال عن أسباب دعوته لكونفدرالية خليجية، أوضح النفيسي أنه يمكن لدول الخليج أن تتحد في دولة واحد كونفدرالية، بحيث يكون لها وزارة دفاع وخارجية ونفط واحدة، وأما في أمور الإدارة الداخلية فيكون لكل دولة السياسة التي تراها الأنسب لها، حسب رأي النفيسي فإن ذلك سيمكن دول الخليج الصغيرة المساحة من أن تحمي نفسها في المستقبل من أي أخطار.
الحركة الإسلامية
وفيما يتعلق بتجربة الإخوان المسلمين بالحكم، قال النفيسي إنه لا يتمنى أن يحكم في العالم العربي أي جماعة إسلامية سواء الإخوان أو غيرها، معللا ذلك بعدم نضوج تلك الجماعات للحكم، وأنها ما زالت تفتقر لخبرة إدارة الدول، ومضى يقول "وإذا وصلت ستفضح نفسها وتسقط المشروع الإسلامي، كما حدث في مصر".
وأشار إلى أنه شارك عام 1988 مع ثلاثة عشر من كبار المفكرين الإسلاميين من أبرزهم حسن الترابي ومحمد عمارة وفريد عبد الخالق وطارق البشري، في إصدار كتاب بعنوان "الحركة الإسلامية رؤية مستقبلية أوراق في النقد الذاتي"، انتهى إلى أن لافتة الإخوان المسلمين تكلف أفرادها الكثير من التضحيات، وبالتالي يجب  حل الجماعة وتأسيس كيانات جديدة، وفصل الدعوي عن السياسي، ولكن الجماعة هاجمت هذه المجموعة ولم تلتفت لما ورد في الكتاب من مقترحات.
وردا على سؤال عن أسباب نجاح تجربة الإسلاميين في تركيا بخلاف العالم العربي، أوضح النفيسي أن تجربة الأتراك مختلفة، لأن لهم تجربة في التعامل مع العلمانية، فقد عاش الإسلاميون في كنف الدولة العلمانية التي أسسها كمال أتاتورك لفترة طويلة، فتعلم الإسلاميون الأتراك المزج بين الإسلامية والعلمانية.

المزيد حول موضوع الحلقة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق