الاثنين، 20 مارس 2017

سيدة مصر الأولى"عسى الله أن يأتيني بهم جميعا "

سيدة مصر الأولى"عسى الله أن يأتيني بهم جميعا "


المستشار /وليد شرابي

كثيرا ما قرأنا في كتب التاريخ عن سيدات قدمن أروع الأمثلة في التضحية وحب الأوطان ،لكن أجيالا متعاقبة افتقدت أن ترى تلك النماذج المشرقة إلا في حالات نادرة للغاية ،ولعل من نفحات هذه المحنة التي تمر بها مصر أن يظهر لنا هذا النموذج الرائع من السيدات اللاتي يسطرن لمصر تاريخاً جديداً يليق بمجدها وبمكانتها الطبيعية بين الأوطان .

إنها سيدة مصر الأولى" نجلاء محمود" حرم الرئيس المختطف" محمد مرسي" ،وأم الأسير "أسامة مرسي "ومن قبله الأسير عبد الله مرسي تلك السيدة التي حرصت قدر استطاعتها أن تتوارى عن الأضواء إلا في لحظات نادرة وقليلة وكلمات قصيرة لكنها كانت كفيلة بأن تتوج كــــ " نبت " مصر الطاهر وزوجة السيد الرئيس في قلوب المصريين سيدة مصر الأولى بلا منازع لها على هذه المكانة .

ولعل من المهم أن يعرف الناس أن سيدة مصر الأولى ترفض تماماً هذا اللقب فمنذ اللحظات الأولى لوصول الرئيس مرسي إلى سدة الحكم في مصر أعلنت حرم الرئيس رفضها لأن تلقب بهذه الصفة ،وقالت ان زوجها ليس إلا خادم لهذا الشعب الكريم وأنها ايضا في خدمة هذا الشعب .

وبالرغم من حملات التشويه مدفوعة الأجر إلا أن أي مواطن مصري منصف لم يلحظ خلال تواجد الرئيس مرسي في سدة الحكم من سيدة مصر الأولى إلا كل تواضع وإحترام لكل من حولها بل وصبر على الإيذاء والتشويه المتعمد .

فكان سماتها في الرخاء التواضع والتسامح والود والمحبة لكل المصريين وإبتسامة لا تفارقها.

لكن هذا التواضع من زوجة الحاكم لم يعرفه المصريون لعقود طويلة من الزمن فلم يقدر نسبة كبيرة منهم أهمية هذه الكلمات لمستقبلهم ومستقبل أبنائهم ومستقبل وطنهم حتى عادت الكرة مرة أخرى إلى ما كانت عليه قبل الثورة .

إن كثير من النساء ينكسرن بسهولة أمام المحن والمصائب فتصبح عبئا بدلاً من أن تكون معيناً ،وتضحى مشكلة بدلاً من أن تكون حلاً فيتأثر بها المجتمع الذي يرقبها ويلتمس فيها القوة والثبات لكي يستمد منها عزيمته وإصراره ،إن المحن والشدائد التي مرت بسيدة مصر الأولى مصر خلال السنوات الأخيرة عرفتنا من هي زوجة السيد الرئيس فكان الصبر الجميل على أسر الأحبة واحداً تلو الأخر هو عنوان المرحلة فلم تفارقها البسمة بالرغم من كل المحن التي مرت وتمر بها حتى الأن فمنذ اختطاف السيد الرئيس "محمد مرسي" إلى أن لبث في السجن بضع سنين ثم الحكم عليه بالإعدام لم تتحرك سيدة مصر الأولى خطوة واحدة عن المبادئ والثوابت التي ضحى من أجلها حبيب القلب ورفيق الدرب وقرة العين الرئيس محمد مرسي فظلت صامده لتعلم كل الحرائر أن الزوجة الصالحة هي خير معين لزوجها في أشد لحظات المحن والأزمات .

لكن سيدة مصر الأولى لم تسلم من الطواغيت بعد هذا البلاء فأسروا فلذة كبدها عبد الله فما وهنت وما إستكانت لما أصابها في سبيل إعلاء كلم الحق ورفعة شأن مصر وأهلها وأخذت تصبر نفسها بين بقية الأبناء أحمد وشيماء وأسامة وعمر وترى في قربهم منها وإلتفافهم حولها عوض من الله عن غياب الزوج وأسر الإبن .

لكن يبدو أن فرعون مصر قد إستكثر عليها وجود بقية الأبناء حولها فحرمها بطشه من الحبيب" أسامة" فكان لسان حال الصابرة المحتسبة يقول عسى الله أن يأتيني بهم جميعاً !!!

إن هذا الحجم الكبير من البطش والتنكيل بهذه السيدة العظيمة يصعب كتابته في القصص والروايات ولكن حجم الثبات والصمود منها تعجز عن وصفه الكلمات .

إن هذه القامة الوطنية أكدت من خلال مواقفها على حقيقة لا يخالطها الشك وهي أن الرئيس الصامد قد أحسن في إختيار سيدة مصر الأولى وأن خير نعمه أنعم الله بها على أسامة وعبد الله وبقية أشقائهم أن جعل هذه الأم أماً لهم .

أيا سيدة مصر الأولى

كيف كنا نعلم بناتنا العزة والإباء إن لم نحكي لهن عن صمودك وثباتك ؟

وكيف لنا أن نشحذ همم الرجال إلا بما نرويه لهم عن صبرك على البلاء ؟

وكيف كانا نطالب حرائر مصر بالثبات في المحنة لو فقدن عندك القدوة في العطاء ؟

وكيف كنا نواسي أم الأسير لو كان عبد الله وأسامه خلال الأزمة إلى جوارك ؟

وكيف نحدث من غاب عنها زوجها إلا بأن نقول لها أن تتشبه بسيدة مصر الأولى ؟

وكيف للتاريخ أن يكتب عن نساء هذه العقود إن لم يكن من بينهن نجلاء محمود ؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق