الخميس، 16 مارس 2017

مذكرات السلطان عبد الحميد


مذكرات السلطان عبد الحميد





ترجع أهمية هذا الكتاب إلى أنه يبين لنا وجهة نظر السلطان عبد الحميد لما جرى من أحداث عزله والقضاء على تاريخ الخلافة الإسلامية والتي طالما سمعناها من أعدائه الذين صوروه بصورة المستبد .
يضم الكتاب مقدمة المترجم التي تحدث فيها عن سيرة السلطان عبد الحميد، ومذكراته التي تحوي مواقفه وخواطره وتحليله للأحداث التي حصلت فيكشف الخبايا ويربط الوقائع ويبين الأسباب بطريقة ميسرة .

بعض عناوين المذكرات :
الديون في عهدي هبطت من 300 مليون إلى 30 مليون ليرة
أنفقت من مالي الخاص على منكوبي الحرب الروسية
مدحت باشا مستبد لكنه ينادي باليدمقراطية
مدحت باشا لم يفهم من الديمقراطية إلا تقليد الغرب
لن يقدروني حق قدري إلا بعد موتي
لماذا لم ألجأ إلى الحرب لحل مسألة مصر وتونس؟
أعدائي من رجال تركيا الفتاة كلهم من المحفل الماسوني
طريقة الغرب في فصل أجزاء الدولة العثمانية
الصحف الأوربية ضدي

سر سياستي

الوضع المالي في الدولة
اليهود يطلبون مني فلسطين
الإنجليز يبحثون عن الآثار في العراق
منعت الإنجليز من استخراج بترول الحجاز وسوريا
جهاز مخابراتي : لماذا؟
أدخلت التلغراف بجهودي
الفرق بين اليابان والدولة العثمانية
عندما تكون القومية أعلى من الدين
الضباط يسجنون خليفة المسلمين في قصر يهودي
حرموني من قراءة الصحف
الجيش دولة داخل الدولة
أجبرت على التنازل عن ثروتي
أملي مذكراتي من منفاي الثاني
لم يهزمنا غير تدخل الجيش في السياسة
كل ما يحزنني نكبة بلادي
لا يمكن اتخاذ قرار سليم والمخابرات غير سليمة
ليس لنا إلا الإيمان بالله

الصفحات الأخيرة من مذكرات  السلطان عبد الحميد....وهو يختم كلامه


رأينا أسوأ مما رأى واحترق لأجله ودموعه تسيل دما من مآقيه حتى الصباح...رأينا أسوأ مما رأى...رأينا أسوأ مما رأى وما زلنا نرى

ما من شخصية في التاريخ شوهت كما شوهت شخصية السلطان عبد الحميد...كل السهام وجهت نحوه بغرض محاربة الدولة التي احتضنت الخلافة الإسلامية حتى أوائل القرن العشرين..وقد أدرك حجم الخطر الذي يحيق بها في ظل استمرار ضعفها حتى لقبت بالرجل المريض..ورغم محاولاته الخروج من تلك المآزق والتخلص من أطماع روسيا وأوروبا بها، والمنظمات الصهيونية المتحالفة مع الماسونية وجمعية الاتحاد والترقي، إلا أنها جاءت متأخرة بعد التردي الذي وصلت له تلك الدولة..وتحالف تلك القوى كان أقوى من أي جهد يبذل


نلمح في مذكرات السلطان عبد الحميد نظرته الفكرية والعقدية بأن :


"الإسلام هو الروح التي تسرى في جسم البشرية فتحييها، وتغزو القلوب فتفتحها" 

و 

"أن القوة الوحيدة التي ستجعلنا واقفين على أقدامنا هي الإسلام" 



و لذلك نادى بالجامعة الإسلامية لما رأى الدول الإسلامية تسقط تحت الاحتلال الأجنبي...ووقف بوجه اليهود الذين ساوموه على أرض فلسطين قائلا: "إنكم لو دفعتم ملء الدنيا ذهباً، فلن أقبل، إن أرض فلسطين ليست ملكي، إنما هي ملك الأمة الإسلامية، وما حصل عليه المسلمون بدمائهم، لا يمكن أن يباع، وربما إذا تفتت امبراطوريتي يوماً، يمكنكم أن تحصلوا على فلسطين دون مقابل"
وظل صامدا على موقفه حتى تم عزله.


"لقد خدمت الملة الإسلامية والأمة المحمدية ما يزيد على ثلاثين سنة، فلم أُسَوّد صحائف المسلمين آبائي وأجدادي من السلاطين والخلفاء، وبعد جوابي القطعي اتفقوا على خلعي وأبلغوني أنهم سيبعدونني إلى (سلانيك)، فقبلت هذا التكليف الأخير، وحمدت المولى وأحمده، أني لم أقبل أن ألطخ الدولة العثمانية والعالم الإسلامي بهذا العار الأبدي الناشئ عن تكليفهم بإقامة دولة يهودية في الأراضي المقدسة"


تطلعك المذكرات على خلفية الكثير من الأحداث التي ثار حولها جدلا مثل الحرب مع روسيا و البوسنة والهرسك وصربيا واليونان، والأحداث التي جرت مع الأرمن وأسبابها وظروفها...وعلى إنجازات السلطان عبد الحميد والذي يدافع عنها بقوة مثل تقليص المديونية ونشر العلم والإنفاق من ماله الخاص عند الحاجة...لأنه يعلم حجم الافتراء عليه خاصة في حادثة 31 مارت...وبين أسباب عدم قبوله بالحكم المشروطي

قراءة هذه المذكرات التي كتبها بقلمه تقربك أكثر من شخصيته...مشاعرالألم التي تعتصره...حرصه على دولة الخلافة وولاؤه للإسلام...حنكته و حكمته في تصريف الأمور...تظهر واضحة من بين حروفه...لذلك عادوا لاستشارته بعدما عزلوه.
و من منفاه الأول في سلانيك إلى منفاه الثاني في إستانبول كان كلامه: "إن كل ما يحزنني هو النكبة التي حلّت ببلادي"


في المذكرات الكثير الكثير مما يستحق القراءة والتأمل...

وأختم بقوله:


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق