قصيدة "سلام على بغداد "
كتبها الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد في 2003
كبيرٌ على بغداد أنّي أعافُها
و أنّي على أمني لديها أخافُها !
كبيرٌ عليها بعدَ ما شابَ َمفرقـي
وَجفّتْ عروقُ القلب حتى شغافُها
تَتَبّعتُ للسَّبعيـن شطـآنَ نهرِهـا
وأمواجَهُ في الليل كيف ارتجافُهـا
وآخَيتُ فيها النَّخلَ طَلْعاً، فَمُبْسراً
إلى التمر، والأعذاقُ زاهٍ قطافُهـا
تتبَّعتُ أولادي وهـم يَملأونَهـا
صغاراً إلى أن شيَّبَتهـم ضفافُهـا!
تتبَّعتُ أوجاعي،وَمَسرى قصائدي
وأيامَ يُغني كـلَّ نَفـسٍ كَفافهـا
وأيامَ أهلي يَملأ ُ الغَيـثُ دارَهـم
حياءً، ويَرويهم حيـاءً جَفافُهـا!
فلم أرَ في بغداد، مهمـا تَلَبَّـدَتْ
مَواجعُها، عيناً يَهـونُ انذِرافُهـا
ولم أرَ فيها فَضْلَ نفسٍ وإن قَسَتْ
يُنازعُها في الضّائقـاتِ انحرافُهـا
وكنا إذا أخنَتْ على الناس ِغُمَّـة ٌ
نقولُ بعَون اللهِ يأتـي انكشافُهـا
ونَغفو، وتَغفو دورُنـا مُطمئنـة ً
وَسائدُها طُهْـرٌ، وطُهـرٌ لحافُهـا
فَماذا جرى للأرضِ حتى تَبَدّ لـتْ
بحيثُ استَوَتْ وديانُها وشِعافُهـا؟
وماذا جرى للأرض حتى تلَوّثَـتْ
إلى حَدِّ في الأرحام ضَجَّتْ نِطافُها؟
وماذا جرى للأرض.. كانت عزيزةً
فهانَتْ غَواليها، ودانَتْ طِرافُهـا؟
سلامٌ على بغداد شاخَتْ من الأسي
شناشيلُها.. أبلا مُهـا.. وقفافُهـا
وشاخَتْ شَواطيها، وشاختْ قِبابُها
وشاختْ لِفَرْطِ الهَمّ حتى سُلافُهـا
فَلا اكتُنِفَتْ بالخمر شطآنُ نهرِهـا
ولا عادَ في وسْع ِ الندامى اكتنافُها!
سلامٌ على بغداد.. لستُ بعاتـبٍ
عليها، وأنّي لي، وروحي غلافُهـا
فَلو نَسمة ٌ طافَتْ عليها بغير ِ مـا
تراحُ بهِ، أدمى فـؤادي طوافُهـا
وها أنا في السبعين أُزمِعُ عَوفَهـا
كبيرٌ على بغـداد أنـي أعافُهـا!
حصل الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد الذي يطلق عليه البعض لقب "المتنبي الأخير"على العديد من الأوسمة، وكتبت عنه كثير من الموسوعات العالمية، وترجم الكثير من شعره إلى مختلف اللغات، وطبعت له بعد الاحتلال ثماني مجموعات شعرية آخرها "زبيبة والملك" وهو عمل بين المسرح والشعر عام 2009.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق