الأحد، 17 أكتوبر 2021

مجزرة المسلمين في الهند

مجزرة المسلمين في الهند




د.عبدالله بن معيوف الجعيد
@abdullahaljuaid

 

بسم الله الرحمن الرحيم


1.
بدأ انتشار الإسلام في الهند مبكرًا منذ عهد الخلفاء الراشدين، فقد زار العديد من الصحابة هذه البلاد ونشروا فيها الإسلام، أما الفتح الأول للبلاد فقد كان في سنة أربع وأربعين للهجرة على يد المهلب بن أبي صفرة.

2.
تعرف أهل الهند على الإسلام ودخل فيه من دخل من أهل هذه البلاد لما رأوه من سماحة هذا الدين وصلاح أهله ودعوته إلى مكارم الأخلاق وما يصلح به حال العباد من الشرائع الإسلامية.

3.
استمرت الفتوحات الإسلامية لبلاد الهند في عهد الخلافة الأموية، وقد استقر الأمر في حكم المسلمين لبلاد الهند في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك عام 92 ه على يد الفاتح محمود الغزنوي.

4.
امتد الحكم الإسلامي للهند ثمانية قرون، نعم خلالها أهل الهند بالسلام والأمن وقد دخل أهل الهند أفواجًا في الإسلام بعد ما رأوا العدالة والمساواة حتى أصبح أهل الهند يشكلون أكبر نسبة من المسلمين حول العالم.

5.
بدأ الحكم الإسلامي للهند يضعف بعد الاحتلال البريطاني للبلاد الهندية، وذلك من خلال الحملات الممنهجة لإعدام المسلمين الذين وقفوا بكل قوة وبسالة للدفاع عن بلادهم.

6.
عمدت بريطانيا إلى تقسيم الهند إلى مجموعة من الدول لتفكيك وحدة المسلمين فيها، بالإضافة إلى تلميع العديد من الشخصيات الهندية غير المسلمة مثل غاندي ونسب الانتصارات لهم.

7.
سعت بريطانيا إلى غرس بذور الفتنة بين المسلمين والهندوس قبل جلائها عن الهند، وذلك من خلال تأجيج النعرات الدينية والعرقية، كما عملت على تعزيز قوة الهندوس مقابل قتال المسلمين وإضعافهم.

8.
أصبح المسلمون في الهند مستضعفين ولا يملكون ما يمكنهم من الدفاع عن أنفسهم تجاه الاعتداءات التي يواجهونها من الحكومة الهندية التي تعاملهم كأقلية مسلوبة الحقوق.

9.
يتعرض المسلمون في الهند إلى اعتداءات متكررة وممنهجة من قبل الحكومة الهندية بدءً من الاعتداءات على إقليم كشمير ووصولًا إلى الاعتداءات التي يتعرض لها اليوم إقليم آسام.

10.
تتعرض مجموعة من القرى المسلمة في إقليم آسام في الهند حاليًا إلى عدوان شرس من قبل الحكومة الهندية تهدف إلى مصادرة ممتلكاتهم وتهجيرهم من أرضهم بحجة ملكية الحكومة الهندية لأراضيهم.

11.
نتيجةً لضعف المسلمين في إقليم آسام وعدم تمكنهم من الدفاع عن أنفسهم قبلوا بشروط الحكومة الهندية خلال أيام إلا أن الحكومة لم تمهلهم الفترة التي يحتاجونها للانتقال وبدأت بالاعتداء عليهم.

12.
فوجئ المسلمون في الإقليم بمجموعة من الجرافات معززة بقوة كبيرة من الجيش الهندي بدأت بتجريف أراضيهم ومنازلهم كما هدمت مسجدين ومدرسة إسلامية، وهو ما أثار غضب السكان المسلمين ودفعهم للاحتجاج.

13.
قابل جنود الجيش الهندي احتجاج المسلمين بالقوة وفتحوا عليهم النيران فقتلوا رجلًا وطفلًا بالإضافة إلى جرح ما يزيد عن 20 مسلمًا أعزلًا آخرين.

14.
واجهت الأسر المسلمة التي تعيش في ست قرى ظروفًا صعبة وغير إنسانية نتيجة لاعتداءات الجيش الهندي فقد أصبحت تعيش في العراء على ضفاف النهر في موسم الأمطار.

15.
أظهرت مقاطع الفيديو التي تداولها مجموعة من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا وحشية لاعتداءات الجيش الهندي على المسلمين في القرى، حيث تضمنت هذه المقاطع القتل والتنكيل بالمسلمين هناك.

16.
بلغ عدد المهجرين من القرى المسلمة في إقليم آسام نحو 20 ألف مسلم، ويرجع استهداف الجيش للمسلمين في هذا الإقليم لتواجدهم الكبير، حيث بلغت نسبة المسلمين في الإقليم حوالي 34% من إجمالي السكان.

17.
على الرغم من الصور والتسجيلات الوحشية التي تم نشرها وتداولها على نطاق واسع، إلا أنه يوجد تجاهل واضح من المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان.

18.
من المؤسف في ظل المشهد الحالي عدم وجود رد فعل رسمي من الدول العربية والإسلامية، بل إن العديد من الدول تظهر التعاطف مع الحكومة الهندية وتستمر في علاقتها الودية معها.

19.
يجب على المسلمين في كافة بقاع الأرض أن يظهروا غضبهم تجاه ما يحصل للمسلمين في الهند، ومن ذلك مقاطعة المنتجات الهندية للضغط على الهند اقتصاديًا ونشر ما يحدث للمسلمين في الهند في مختلف القنوات الإعلامية.

20.
نصرة المسلمين في الهند واجب على الأمة جمعاء عملًا بقول رسولنا (المسلمون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، ويجير عليهم أقصاهم، وهم يد على من سواهم).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق