الأحد، 17 أكتوبر 2021

أهو السبب ؟!

أهو السبب ؟!


محمد جلال القصاص

 
حين نجهل حقيقة الشيء نختلف حوله ، فمنا مريد ، ومنا رافض ومنا من لا يهتم ، أما حين يتضح الشيء على حقيقته فلا مجال للاختلاف .
أليس كذلك ؟
لا . ليس كذلك !!
اسمع ! يقول الله تعالى " .... وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ..." [ البقرة : 213 ]
هاتان جملتان الأولى خبرية " وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَاتُ " والثانية تعليلية " بَغْياً بَيْنَهُمْ "
فكأنه سأل سائل أو تعجب متعجب : كيف يختلفون وقد جاءهم العلم ؟! . فجاءت الآية الثانية تبين السبب الحقيقي للاختلاف ، وهو البغي والظلم .. الإحن التي في الصدور لا الجهل الذي في العقول .

وحين نختلف على حكم معين في قضية ذات أثر واقعي ، كالحكم على من لم يحكم بما أنزل الله وبالتالي موالاته ومعاداته . أو نختلف على وسيلة ما من وسائل الدعوة إلى الله ويستمسك كل منا بما يراه صحيحا . هنا تحدث الفرقة . أليس كذلك ؟
لا . ليس كذلك ؟
اسمع ! يقول الله تعالى " وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
[آل عمران:105]
الطبيعي أننا نختلف ثم نتفرق لا أننا نتفرق ثم نختلف ، هذا ما يقوله العقل ، ولكن في الآية الكريمة قدم التفرق على الاختلاف ، ولعلَّ السر في ذلك هو التنبيه على النية مبيتة للفرقة أساسا وأن الاختلاف ما هو إلا مسوغ لذلك .
نعم ليس الجهل وحده هو السبب الرئيس ، وليست الفرقة نتيجة الاختلافات ... هذه هي الحقيقة .
وانسحب من هذه الضوضاء الموجودة في عالم اليوم ، واجلس وحيدا في هدأة الليل واستعرض هذه المسميات (إخوان ) ( جهاد ) ( جماعة إسلامية ) ( سلفيون بجميع أقسامها ) .... ( مفكرون ) ودعاة مستقلون يعملون تحت أسمائهم . لم كل هذا ؟؟
ودع هذه وادخل من باب آخر ... هو القضايا المطروحة على الساحة الفكرية الإسلامية وكيف الخلاف ـ لا أقول الاختلاف ـ فيها . 
ولا أريد التمثيل . الأمر بين . فقط أتساءل : أهو الجهل ؟ لا والله ... " تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها "
أهو الجُبن ؟ ربما
أهو الهوى ؟ اللهم عافيتك أرجو .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق