الأحد، 24 أكتوبر 2021

“أيام غوانتانامو”.. جندي أمريكي مسلم يروي قصة تحوله من سجّان إلى سجين في المعتقل سيئ السمعة


“أيام غوانتانامو”.. جندي أمريكي مسلم يروي قصة تحوله من سجّان إلى سجين في المعتقل سيئ السمعة

مباشر مع عسكري أمريكي مسلم خدم في غوانتانامو


وصف الجندي الأمريكي المسلم جيمس يوسف الوضع داخل معتقل غوانتنامو سيئ السمعة حيث كان يعمل إماما قبل أن يتحول من سجّان إلى سجين.

وقال جيمس في حوار مع الجزيرة مباشر، الأحد، “كلفت بأن أكون إماما للمسجد داخل السجن وأن أتأكد من أن كل المساجين المسلمين يمارسون حقوقهم في التعبد وممارسة شعائرهم”.

وتابع عبر سلسلة “أيام غوانتانامو” التي تقدمها الجزيرة مباشر: شهدت كل الإساءات التي كان المسجونون يتعرضون لها وتجاربهم وقد رفعت تقارير بالنيابة عن الذين كانوا يتعرضون للتعذيب، وهو ما اعتبرته قيادة السجن تعاطفا مع المساجين ما دفعهم لاتهامي بأنني إرهابي وبالتجسس، وعقاب هاتين التهمتين الإعدام.

أوضح جيمس للجزيرة مباشر أنه أمريكي ولد بالولايات المتحدة من أب محارب في الحرب العالمية الثانية وأن له أخوان خدما في القوات الأمريكية.

الإساءة للقرآن

وروى الجندي الأمريكي المسلم لبرنامج المسائية أشكال التعذيب التي كان جنود غوانتنامو يتفننون فيها، قائلا “كنت شاهدا على إساءات للقرآن الكريم بالإضافة إلى التعذيب الذي كان يتعرض له السجناء في غرف التحقيق، وكانوا يتظاهرون خاصة عند الإساءة للقرآن”.

وتابع “في بعض الأحيان عندما كان الحراس يقومون بتفتيش الزنازين كانوا يأخذون القرآن ويلقون به على الأرض وهو ما كان يغضب المساجين”.

وأضاف “في جلسات التحقيق كان المحققون يلقون القرآن على الأرض أو يدوسون عليه ويجلسون عليه أمام السجين الذي يكون مكبلا بالأصفاد كنوع من التعذيب والضغط عليه واستفزازه”.

وقال “تعامل الولايات المتحدة الأمريكية المساجين بطريقة ملائمة وهي تحترم حقوق الإنسان والثقافة الإسلامية”، واستطرد “لكن ما كان يجري في غوانتانامو هو عداء للإسلام والمسلمين إذ لم يكن الجنود يحترمون حتى المدنيين المسلمين الذين كانوا يعلمون في السجن”.

مساجين أطفال

كان السجانون يمعنون في تعذيب المساجين حتى آخر لحظات اعتقالهم، ووقف المعتقل السابق عند أخذ المعتقلين المفرج عنهم في قوارب عبر خليج غوانتانامو وإغراق رؤوسهم في الماء بينما يُبحر القارب لإشعارهم كأنهم يغرقون.

وقال الإمام السابق في غوانتانامو إن من أغرب من عمل معهم من المساجين، خلال فترة عمله بين سنتي 2002 و2003، 3 أطفال وأحدهم كان يبلغ 12 سنة وآخر 13 سنة وكانوا محتجزين في زنازين مستقلة خاصة بالكبار من دون توفير أخرى خاصة بهم.

وأضاف جيمس أن عمر خضر وهو مواطن كندي كان معتقلا في غوانتانامو كان يبلغ من العمر 16 سنة وكان يحتجز مع المساجين الكبار.

وأوضح: لم تكن لدي أي خلفيات عن كيفية اعتقالهم وكيف وصلوا إلى هنا ولا ما هي التهم المنسوبة إليهم، كانوا صبية يتمتعون بالنشاط كباقي الأطفال.

وعبّر الضيف عن استغرابه “كنت أحاول دائما أن أفهم كيف ينتهي بهم المطاف وهم في هذا العمر في هذا السجن سيئ السمعة”.

كان مساجين غوانتانامو يقاومون سجانيهم بممارسة شعائرهم الدينية -وفق جيمس- وكانوا يضربون أيضا عن الطعام ويتظاهرون في مواجهة الإساءة، حتى وصل الأمر بالجنود إلى إجبارهم على تناول الطعام عبر وضع أنابيب الطعام في أنوفهم.

الصحة الذهنية للسجناء أمر لا يتم أخذه بعين الاعتبار في غوانتانامو خصوصا في الزنازين الفردية، وقد كنت شاهدا على حادث كان يضرب فيه سجين رأسه بالحائط بكل قوة بسبب الإحباط واليأس.

رسالة لبايدن

أضر سجن غوانتانامو بسمعة الولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بحقوق الإنسان، وفق جيمس الذي كان يأمل في إغلاقه خلال عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما.

وقال جيمس يوسف إنه يأمل أن الرئيس جو بايدن سيُغلق غوانتانامو، خاصة وقد أطلق سراح العديد من السجناء أكثر من الذين أطلقت الإدارات السابقة سراحهم .

وجدد المواطن الأمريكي اعتقاده بأن غوانتانامو كان كارثة في مجال حقوق الإنسان وأن الولايات المتحدة اعتقلت إرهابيين وحاكمتهم وأوصلت ملفاتهم إلى محكمة لاهاي الدولية، لكن الوضع لم يكن كذلك في غوانتانامو حيث سُجن أفراد لم تكن لهم أي علاقة بالإرهاب، وفق المتحدث.

واعتبر جيمس أن إنشاء السجن في كوبا كان حتى لا يخضع لقانون الولايات المتحدة، ووجه كلامه إلى بايدن قائلا إنه كان نائب أوباما عندما وعد بإغلاق السجن وهو ما يمكنه تنفيذه الآن وهو رئيس، قبل أن يختم “آمل أن يغلق هذا السجن في فترة إدارته”.

جيمس الذي أفرجت السلطات الأمريكية عنه عام 2004 بعد اعتقاله لمدة عام دخل إلى غوانتانامو مرشدا روحيا أو إماما، ثم تحول إلى أبرز الناشطين المطالبين بإغلاقه.

ونشر كتابه “لله ثم للوطن”، عام 2005، حكي فيه ما عاشه داخل المعتقل سيئ السمعة بعد أن تعرّف على المعتقلين داخله وكوّن صداقات معهم وكان شاهد عيان على سوء معاملة المحتجزين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق