الأربعاء، 9 أبريل 2014

قصائد قيلت فى بغــداد منذ 1230 سنة - تحكى عن واقع بغداد اليوم


قصائد قيلت فى بغــداد منذ 1230 سنة- تحكى عن واقع بغداد اليوم


فى تاريخ الطبرى الجزء الخامس هذه القصيدة - يقول :
ولما كانت واقعة قصر صالح أقبل محمد على اللهو والشرب
ووكل الأمر إلى محمد بن عيسى بن نهيك وإلى الهرش فوضعا مما يليهما من الدروب والأبواب
وكلاءهما بأبواب المدينة والأرباض وسوق الكرخ وفرض دجلة وباب المحول والكناسة
فكان لصوصها وفساقها يسلبون من قدروا عليه من الرجال والنساء والضعفاء من أهل الملة والذمة
فكان منهم في ذلك ما لم يبلغنا أن مثله كان في شيء من سائر بلاد الحروب
قال ولما طال ذلك بالناس وضاقت بغداد بأهلها خرج عنها من كانت به قوة بعد الغرم الفادح
والمضايقة الموجعة والخطر العظيم فأخذ طاهر أصحابه بخلاف ذلك واشتد فيه
وغلظ على أهل الريب وأمر محمد بن أبي خالد بحفظ الضعفاء والنساء وتجويزهم وتسهيل أمرهم
فكان الرجل والمرأة إذا تخلص من أيدي أصحاب الهرش وصار الى أصحاب طاهر
ذهب عنه الروع وأمن وأظهرت المرأة ما معها من ذهب وفضة أومتاع أو بز حتى قيل إن مثل أصحاب طاهرومثل أصحاب الهرش وذويه ومثل الناس إذا تخلصوا مثل السور الذي قال الله تعالى ذكره{فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ}
فلما طال على الناس ما ابتلوا به ساءت حالهم وضاقوا به ذرعا

وفي ذلك يقول بعض فتيان بغداد :

بكيت دما على بغداد لما فقدت غضارة العيش الأنيق


تبدلنا هموما من سرور ومن سعة تبدلنا بضيق


أصابتها من الحساد عين فأ فنت أهلها بالمنجيق


فقوم أحرقوا بالنار قسرا ونائحة تنوح على غريق


وصائحة تنادي واصباحا وباكية لفقدان الشفيق


وحوراء المدامع ذات دل مضمخة المجاسد بالخلوق


تفر من الحريق إلى انتهاب ووالدها يفر إلى الحريق


وسالبة الغزالة مقلتيها مضاحكها كلألأة البروق


حيارى كالهدايا مفكرات عليهن القلائد في الحلوق


ينادين الشفيق ولا شفيق وقد فقد الشقيق من الشقيق


وقوم أخرجوا من ظل دنيا متاعهم يباع بكل سوق


ومغترب قريب الدار ملقى بلا رأس بقارعة الطريق


توسط من قتالهم جميعا فما يدرون من أي الفريق


فلا ولد يقيم على أبيه وقد هرب الصديق بلا صديق


ومهما أنس من شيء تولى فإني ذاكر دار الرقيق


~~~~~~~~~~


قال عمرو بن عبد الملك العنزى الوراق :

يبكي بغداد ويهجو طاهر بن الحسين بن علي بن عيسى بن ماهان
ويعرض به بعد مقتل محمد بن هارون الرشيد سنة 198 هجرية على يد طاهر -
من كتاب تاريخ الطبرى الجزء الخامس


من ذا أصابك يا بغداد بالعين ألم تكوني زمانا قرة العين


ألم يكن فيك أقوام لهم شرف بالصالحات وبالمعروف يلقوني


ألم يكن فيك قوم كان مسكنهم وكان قربهم زينا من الزين


صاح الزمان بهم بالبين فانقرضوا ماذا الذي فجعتني لوعة البين


أستودع الله قوما ما ذكرتهم إلا تحدر ماء العين من عيني


كانوا ففرقهم دهر وصدعهم والدهر يصدع ما بين الفريقين


كم كان لي مسعد منهم على زمني كم كان منهم على المعروف من عون


لله در زمان كان يجمعنا أين الزمان الذي ولى ومن أين


يا من يخرب بغداد ليعمرها أهلكت نفسك ما بين الطريقين


كانت قلوب جميع الناس واحدة عينا وليس لكون العين كالدين


لما أشتهم فرقتهم فرقا والناس طرا جميعا بين قلبين

هناك تعليق واحد: