الثلاثاء، 8 أبريل 2014

إلى الإخوان وراء القضبان


إلى الإخوان وراء القضبان :
حسبكم الله ونعم الوكيل

الدكتور جابر قميحة

في الوقت الذي تعربد فيه إسرائيل كيفما تشاء.: قتلا وطردا ونسفا, وكذبا, واختراقا وغرورا وغدرا. وفي الوقت الذي تحتاج فيه الأمة إلي أبنائها الشرفاء, يلقي بأطهار مصر في السجون بعد أن يحاكموا أمام محاكم عسكرية.

وهذه القصيدة نشرت من قبل في مجلة «المجتمع» الكويتية «العدد 1174 بتاريخ 7/11/1995». ولم يقدر لها أن تنشر في مصر أو بلد عربي – غير الكويت – إلا بعد ذلك بسنوات.

وكان ضمن المحكوم عليهم آنذاك. د. عصام العريان, د. محمد حبيب, د. عبدالمنعم أبو الفتوح, وقد أشارت إليهم القصيدة. وأنا أنظر إليها فأحس كأني نظمتها اليوم, لذا أهديها. دون أن أغير فيها كلمة واحدة.

إلي الإخوة النقابيين وراء الأسوار, والإخوة الذين اعتقلوا حديثا, ومن المنتظر مثولهم أمام المحاكم العسكرية. وما أشبه الليلة بالبارحة.

يـا  حـسرتَا يا مصرُ.. يا كنانهْ
لـلـحـرًّ  كـنت سِلمَهُ .. أمانه
وكـنـت أمـس مـوطنَ الأمانهْ
والـحـبَّ والـسماح.. والصيانه
لا  غـدرَ ..لا تدجيلَ .. لا خيانه
والـيـومَ  «راقصوك» في مكانه
وصـفـوةُ  الأطـهار في الإدانهْ
حـيـث  السجونُ السود والمهانه
واخـجُـلتَا  يا مصرُ.. يا كنانه!!
*              *             *
يـا أيـهـا الإخـوان لا تراعوا
لـن يـفلح الكذَّاب.. والخدَّاعُ(1)
ولـن  يـدوم فـي الـدُّنَي متاعُ
والـمـؤمـنُ الـصدوق لا يراعُ
لأنــه  بــربًّــه شـجـاع
فـلـيُـسـرف  الطغاةُ والأنطاعُ
ولـيُـحكِمُوا  القيودَ ما استطاعوا
*              *             *
لـو كـنـتمو من «جلدة» اليهودِ
أو  فـي هـوي فرعونَ والجنود
مـن زمـرة الـنـفاق والسجود
تـسـبـيـحكم للظالم الكنود(2)
فـي  ذلـة كـذلـة الـعـبـيد
أو مـوكـب الـتـطبيع وَالتأييد
لـزائـف الـسـلام والـعـهود
ومـنـطـق الـتهريج والجحود
وسـاسـةِ الـضـيـاع والتهويدِ
وبـعـتُـمُ الأوطـانَ.. بـالنقودِ
مـا كـنتمُو في السجـن والقيود
*              *             *
لـو كـنـتـمو من شلة الحاناتِ
ما بين ساقي الخمر و«الصاجاتِ»
والـكـأس تتلو الكأس خذ وهاتِ
والـطـبـل والـمزمار واللذاتِ
مـا صـرتمو في السجنً كالجناةِ
*              *             *
لـكـنـكـم «إخـوانُ مسلمونَ»
بـالـعـزة الـشـمَّـاء تُعرفونَ
«مـحـمـدَ  الـرسولَ» تتٍبعونَ
والـمـصحفَ  الشريفَ ترفعونَ
وشـرعـةَ  الـجـهـاد تسلكون
لا  الـظـالـمَ الـجبارَ ترهبونَ
ولا  لـمـالِ الـشـعب سارقونَ
بـل فـي مـتاع العيش زاهدونَ
لـكـل  ذا أنـتـمٍ تـحـاكمونَ
*              *             *
فـي  كـلًّ فـجّ ذكـركـمٍ نشيدُ
عـنـوانـهُ الإصرارُ.. والتمجيدُ
هـذا  صـداه الـرائـع المجيدُ:
«مـحـمـدً  حبيبُ» يا حميد(3)
حـيـتـك أرض النيل والصعيدُ
والـشـيـب والـشـبانُ والوليدُ
والـفـكـر  والإحساسُ والقصيدُ
فـأنـت نـعـم الـصامدُ العنيدُ
انـظـر: فـهـذا سِـفْرنا العتيدُ
قـد قـالـهـا إمـامُـنا الشهيد:
«طـريـقـكـم  بيضاءُ لا تحيدُ
لـكـن عـليها الشائكُ الكئود(4)
وكــاره  ونـاقـم حـقـودُ…
وظـالـم  .. وغـادر جـحـودُ
والـسـجـنُ والـسجان والقيودُ
فـلـتـحـذرُوا إيـاكمُو تحيدوا
لـو مـادت الأرض فـلا تميدوا
ولـتـصبروا  , ولتثبتوا تسودوا
أو أنـت فـي سـجلها شهيدُ(5)
*          *         *
(نـفـس عـصام سودت عصاما
وعـلـمـتـه الـكـرَّ والإقداما
وصـيـرتـه فـارسـا هُـماما
حـتي  علا, وجاوز الأقواما)(6)
لـمـا رأي أخـلاقـهـم حُطاما
والـظـلمَ في دروبها ضراما(7)
نـادي  بـصوت أرعبَ الظُلاَّما
رعٍـبـا يُـريكهم ولا النّعامَا(8)
ومـشـهـدا يـسٍتحضر الأقزاما
«إنـا أتـخـذنا نهجنا الإسلاما»
وأحـمـدا زعـيـمـنـا الإماما
ودربـنـا الإيـمان والحساما(9)
بـمـنـطـق لا يعرفُ الإحجاما
والـمـوتَ في سبيله مراما(10)
فـلـن  نـهاب السجنَ والإعداما
*              *             *
«أبـا الـفـتـوح» شـدة تزول
فـلـن يـنال شمسكم أفولُ(11)
ولـيـلـهـم  مـسـهَّـد طويلُ
وظـلـمـهم - والله - لا يطول
فــلـلـظـلام  دولـة تـدول
لأنـهـم كـثـيرهم.. قليل(12)
وأنـتُـمُـو  قـلـيـلكم.. يهولُ
ومـعـدًن  الأصـيـل لا يحولُ
وعـن  دروب الـحـق لا يميل
فالله  نـعـم الـحـسب والوكيل
صـبر  «جميل»- يا أخي جميلُ
فـالـصـبـر نـور رائع جليل
والـصـبـر لانـتصاركم سبيل
فـعـن  قـلـيل يُنصر الأصيلُ
نـصـرا  عـزيزا… ماله مثيلُ
*             *            *
يـا أيـهـا الإخـوان لا قـنوطُ
لا يـلـتقي الإيمان والقنوط(13)
إنـقـاذ شـعـبـكـم بكم مَنوطُ
أمـا  «هُمُو» فحظهم هبوط(14)
وفـي  غـد يـطـويهمُ السقوطُ
لا  بـحـرُ يـحميهم ولا شطوطُ
واللهُ  مـن ورائـهـم مـحـيطُ
معاني الكلمات
(1) تراعوا: تخافوا
(2) الكنود: الكافر بالنعمة.
(3) الثلاثة المشار إليهم هم الدكتور محمد حبيب والدكتور عصام العريان والدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح , وقد ذكرتهم علي سبيل التمثيل لا الحصر.
(4) الكنوُد: الشاق الصعب.
(5) هذا المعني كرره الإمام الشهيد حسن البنا كثيرا في رسائله.
(6) ما بين القوسين (نفس…. الأقواما) من شعر النابغة الذبياني.
(7) ضراما: نارا
(8) الظلام (بتشديد اللام) الظالمين.
(9) أحمد: الرسول صلي الله عليه وسلم
(10) مراما: هدفا
(11) أفول : غروب.
(12) تدول : تسقط.
(13) قنوط: يأس.
(14) منوط: معلق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق