الثلاثاء، 3 فبراير 2015

د. العودة : مشاريع الإقصاء في عالمنا العربي لن تنجح!

د. العودة : مشاريع الإقصاء في عالمنا العربي لن تنجح!



الإسلام اليوم/ الرياض
قال الدكتور سلمان بن فهد العودة الأمين المساعد لاتحاد علماء المسلمين إن من الغريب أن تمارس كل الأطياف والتوجهات الفكرية في بيئتنا العربية نفس الأخطاء التي تنتقدها في الآخرين كالإقصاء والتهميش والتخوين.. وكأن البيئة لا تفرز إلا منتجاً واحداً.
وفي حلقة بعنوان فقه الائتلاف ضمن برنامج بناء على قناة المجد، قال العودة إن الكثير ممن يطرحون أحاديث عن التوافق وتقبل الاختلاف قد يضيقون بمخالفيهم ، ذلك لأن الانسان عندما يكون متحمساً لقضية فكثيراً ما يحمل كلامه مالا يحتمل.
وتساءل هل لدى طلبة العلم أو المثقفين و والإعلاميين والسياسيين القدرة النفسية على استيعاب من يختلفون معهم ، فقلما يتم التطرق إلى الجوانب النفسية في أثناء الاختلاف وقد تكون هي بيت القصيد .
مشيراً إلى أن من أسوأ الأمور التسرع في الحكم على الناس وبناء الحواجز النفسية العالية بين الناس بعضهم بعضاً.
ولفت العودة إلى أنه عاش تجربة حراك العنف في المجتمع الإسلامي على أشده من 2001 إلى 2010 وأنه كان لا يرى مثل هذه الأعمال لما لها من آثار على بلاد المسلمين وعلى العمل الخيري وأن هذا ما شاهدناه واقعا بالفعل، لكن كانت تسطر المقالات والرسائل التي تهاجمه وكانوا في هجومهم ينطلقون من رؤية إسلامية.
وتابع: ثم بعد الربيع العربي انقلبت الآية فكانت الهجوم من أطراف تنتمي إلى تيارات ليبرالية تبنت خطابا استعدائيا وإقصائيا لم يخل من الافتراء والكذب، وهذه المرة ممن يرفعون شعارات الحرية والحقوق.
وتساءل د. سلمان العودة:  كيف لمن يحاربون التكفير أن يبيحون لأنفسهم إقصاء وتكفير مخالفيهم؟!
وضرب مثالاً بالإعلام المصري الذي يحارب التكفير لكنهم في ذات الوقت يكفرون خصومهم ومن يعارضونهم سياسياً، ثم يلومون خصومهم، مع أن الإعلام ينطلق من موطن قوة ولديه الكثير من الوسائل الأخرى، بينما غيره قد يضطر إلى هذا المنهج.

وعن الخطاب الليبرالي في الوقت الحالي قال العودة إن مفهوم الحرية عن بعض الليبراليين يقتصر على حرية الممارسات الأخلاقية ويتجاهل حرية نيل الناس لحقوقهم الشرعية والحياتية.
وأكد د. سلمان العودة أنه لن ينجح أي مشروع في عالمنا العربي مالم يكن قائماً على التنوع واستيعاب الآخرين..،مشيراً إلى أن مشروع المدينة المنورة الذي أنشأه الرسول صلى الله عليه وسلم قد استوعب المنافقين وغيرهم من أطياف المجتمع. مشيراً إلى أنه ليس هناك مشروع يجعل البشر كلهم كالملائكة، وكذلك صاحب النظرة الليبرالية الذي يظن أن بإمكانه سلخ هوية المجتمعات الإسلامية فهو يعيش نوعاً من الوهم وعدم قراءة التاريخ ولا السنن الربانية.
وقال إن غالب الشعوب الإسلامية تريد شريعة الله ، ولو افترض وجود شعب مسلم لا تريد أغلبيته حكم الشرع فهذا بسبب تقصير العلماء والدعاة في توصيل رسالة الشريعة إليهم.
ولفت إلى أن العرب غالباً يؤمنون بالخطابة، و كانت خطب جمال عبد الناصر تهز الشعوب العربية من الخليج إلى المحيط ولم يحدث من وراء ذلك مشروع حضاري، لكن لو وُجد مشروع عدالة على سبيل المثال، يمشي فيه المسلم والمسيحي وكل الأطياف، نظام لا يظلم فيه أحد فهذا كافي جداً والله يقول (وما كنا مهلكي القرى إلا وأهلها ظالمون) فلا تهلك المجتمعات إلا بالظلم، الظلم وحدة.
وكما قال ابن تيمية إن الله يعز الدولة العادلة ولو كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة أو مؤمنة.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق