السيسي في أسوأ فترات حكمه الانقلابي
المحرر السياسي
قد لا يبقى مع السيسي ومجموعته غير إمارة أبوظبي والكيان الصهيوني وربما ينفض عنه الآخرون، تمويلا وتكفلا بنفقات تخريب وتحطيم مصر على عسكر مغامرين يديرون بلدا كبيرا كمصر بمنطق العصابة والحرامية.
الكيان الصهيوني في التعاون الاستخباراتي وتشديد الخناق على غزة وتجريم المقاومة والتسويق الدعائي للانقلاب، وأبو ظبي في التمويل والتخطيط والنهب.
الكويت لم تندفع ابتداء ولم تنغمس ولكنها مولت جزءا من العملية الانقلابية، فليس صعبا عليها، خصوصا بعد التسريبات الأخيرة، أن تنكفئ وتنسحب من التورط أكثر في دعم هذه العصابة الدموية الإجرامية الناهبة للأموال والمصاصة للدماء، السعودية وهي الأكثر ثقلا وحضورا وتأثيرا في العملية الانقلابية، برزت مؤشرات وملامح تحول كثيرة في الساعات الأولى لتنصيب للملك الجديد، وتشير التقديرات الأولية إلى أنها قد ترفع يدها عن الانقلاب تمويلا وتباعد بينها وبينه بمسافة لا تخطئها العين، وفي اليمن ما يشغلها عن بقية القضايا.
كما إن التسريبات الأخيرة ستعزز توجه دائرة الملك سلمان تجاه مصر السيسي، خصوصا وأنها أدركت أن الانغماس الكبير في التمويل والدعم، وربما التخطيط والتأثير في القرار الانقلابي المصري، كان تورطا مكلفا ومستنزفا بقرار من مجموعة ضيقة كانت تستحوذ على ديوان الملك، وما كان يحظى بالتوافق داخل القصر.
ثم إن المملكة حينها كانت تجاري الإمارات، وتحديدا إمارة أبو ظبي، في اندفاعها واستماتتها لإنجاح الانقلاب على حساب آلاف الضحايا والخراب الذي حل بمصر، فولي عهد الإمارات تمكن من التأثير في القرار السعودي بما يضمن موقف القصر لصالح خططه ومؤامراته وسياساته العدوانية الحاقدة، خصوصا تجاه التيار السياسي الإسلامي ومحاربة الثورات العربية.
الأمر الذي ترفضه دائرة الحكم الجديدة، ليس من منطلق التعاطف مع الإسلاميين ولكن رفضا لأي تأثير لأبناء زايد التأثير في قرارات القصر السعودي، والدخول في حروب داخلية ضد التيار الإسلامي بدافع العداوة المدمرة والحقد الأعمى.
وبخصوص قطر، فإن التسريبات تثبت صحة تقديراتها وعمق نظرتها واتزان سياستها الأولى في الموقف من الانقلاب العسكري الدموي في مصر، وقد تدفعها لإعادة النظر في الانفتاح على حكم السيسي رغم أنها مهدت له بخطوات معتبرة، خصوصا وأن الضغط السعودي خفَ مع رحيل الملك السابق، كما إن خصمها الإمارات فقد داعما مؤثرا بانقلاب القصر في الرياض.
في كل الأحوال، فإن الانقلاب العسكري بقيادة السيسي تلقى ضربات موجعة في الفترة الأخيرة في الداخل والخارج، وأكثر المحللين يرون بأن التسريبات جزء من صراع مرير داخل دوائر الحكم العسكري، وخصوم السيسي أشبعوه صفعا وكشفوا هشاشة مكتبه وحقيقة العصابة التي تحكم وتستولي على سلطة البلد.
وأمام شباب الثورة تحدي الدفع بالموجات الثورية لتكثيف الضغط على العصابة الانقلابية الحاكمة، خصوصا مع محدودية خياراته في إنقاذ الوضع الاقتصادي والاجتماعي المنهار بعد تراجع الدعم الخليجي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق