الأربعاء، 18 فبراير 2015

السفير ابراهيم يسري يكتب : الضربة الجوية المصرية علي ليبيا !

السفير ابراهيم يسري يكتب : الضربة الجوية المصرية علي ليبيا !



مأساةعربية تتكرر

مصر تضرب المدنيين الليبيين بطائراتها

عندما قدمت مصر مهبطا لإقلاع طائرات دولة عربية صغيرة لضرب اهداف ليبية تأييدا للجنرال حفتر المتمرد علي الشرعية بانقلاب عسكري كتبت محذرا من اي تدخل مصري جوي او بري ضد الجارة الشقيقة ليبيا التي تحاول إنقاذ ثورتها من قوي الثورة المضادة التي تؤيدها قوي خارجية و علي الأخص فرنسا و ايطاليا بضوء اخضر أمريكي .

ان الغارة الجوية المصرية حدث مأساوي عربي في المقام الاول سبقنا اليه الرئيس العراقي عندما ضرب الكويت, واللافت هنا ان هذا الهجوم المصري فضلا عن اثاره الكارثية علي الصداقة و التعاون بين مصر و ليبيا عبر قرون وهي البلد الذي دخلنا معه في وحدة كما انه احد أضلاع المثلث الذهبي الذي بث الرعب و الحقد لدي كبريات الدول الأوروبية التي وحدت جهودها -بالاضافة الي اخطائنا- لافشال هذا المشروع الذي كان سيؤسس دولة قوية و غنية جنوب المتوسط تعرقل سيطرة أوروبا علي افريقيا و العالم العربي وفقا لتقرير المخابرات البريطانية.

ولكن هذا الهجوم الجوي المصري علي دولة شقيقة ينتهك التزاماتنا العربية و الدولية:

١- فطبقا لميثاق الجامعة العربية ووثائقها الملزمة
تعهدت الدول العربية بعدم الاعتداء علي اي دولة عربية اخري و أورد الميثاق آلية للتدخل الجماعي في حالة تعرض اي دولة عربية لعدوان خارجي او فوضي داخلية وسبق ان استندت الجامعة العربية الي هذه النصوص عندما ارسلت قوات عربية لردع عبد الكريم قاسم من غزو الكويت في الستينيات كما وافقت علي التدخل في لبنان لمنع الحرب الأهلية مفوضة الجيش السوري بذلك و اخيرا عندما ارسلت قوات عربية لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي.

2- سمعنا كالعادة مطالبة دول عربية مجلس الامن للقيام بمسئولياته وفقا للفصل السابع متجاهلة التفويض الذي منحه ميثاق الامم المتحدة في المادة ٥٢ للمنظمات الإقليمية باتخاذ الاجراءات العاجلة و الممكنة علي ان تحيل الامر بعد ذلك لمجلس الامن لاعتمادها.


٣- ان داغش تجري عملياتها في العراق و سوريا ولم يتأكد وجودها في اي مكان اخر.

٤- كما يخالف ضرب ليبيا بالطائرات ميثاق الامم المتحدة الذي حظر نهائيا استخدام القوة لحل المنازعات الدولية و أوكل هذا الاختصاص لمجلس الامن تحت الفصلين السادس و السابع. من الميثاق. وقد تدخل الاتحاد الدولي من دول الغرب من كندا الي استراليا شاملا الولايات المتحدة و أوروبا واخيرا الاردن ولكن بموافقة العراق وسوريا.

٥- ان طبيعة داعش وأهدافها و طرق تمويلها ما زال أمرا غامضا
وان كامن الشواهد لا تبرئ الغرب من الاستعانة بمثل هذا التنظيم تمشيا مع انتشار الاسلاموفوبيا التي توعد بها نيكسون ثم البروفيسور هانتنجتون و زميله فوكوياما و المحافظون الجدد يتولهم دعوة بوش الي حرب صليبية.

٦- ان قتل ٢١مواطن مصري علي الهوية مقصود به زيادة الوضع الداخلي المتأزم إشعال نيران الفتنة و الفوضي في مصر.

٧-ان دعوة مصر الدول الاخري للمساعدة في القضاء علي ما سمي ارهابا في ليبيا لا تسانده وقائع ثابتة ولا يؤكده واقع .

٨-ان ليبيا دولة عربية ذات سيادة ولا يجوز لدولة اخري التدخل في شئونها من اجل دعم انقلاب علي الشرعية وحكم المحكمة العليا الليبية
لذلك ادعو الي تسوية عربية داخل الاسرة العربية في جامعتها وان نتوقي في كل شبر من ارض العرب من اليمن الي ليبيا و تونس مرورا بسورياومصر وحتي نقضي علي الفوضي و الانقلابات و ندخل القرن الواحد و العشرين

القاهرة ١٧ فبراير٢٠١٥

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق