الاثنين، 2 فبراير 2015

الفيلم الوثائقي "سيناء.. الحديقة الخلفية"

 الفيلم الوثائقي "سيناء.. الحديقة الخلفية" 


سيناء.. حديقة خلفية ومرتع لاختراقات واستخبارات إسرائيل




يحاول الفيلم الوثائقي "سيناء.. الحديقة الخلفية" كشف حقيقة ما يحدث في شبه جزيرة سيناء المصرية، وتتجول كاميراته في مناطق شديدة الخطورة لاستجلاء الحقيقة الممنوعة بأمر السلطات هناك.

سيناء التي دخلتها قوات الجيش والشرطة المصرية قبل سنوات تحت شعار مكافحة الإرهاب، كانت تحتضن قبل اندلاع ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 بأربع سنوات بذور ثورة تندلع تحت الرماد، كما قدمت خلال هذه الثورة الكثير من أبنائها ضحايا المواجهات مع الدولة البوليسية.

ويكشف الفيلم حقائق تعرض للمرة الأولى عبر صور ولقطات حصرية تؤكد اختراقات إسرائيل للأجواء المصرية، وتواصل عمليات التهريب عبر الحدود في غياب تام للسلطات المصرية.

أما الطامة الكبرى التي كشف عنها الوثائقي، فهي التغلغل الاستخباري الإسرائيلي في سيناء عبر عمليات التهريب، وتجنيد مصريين محتجزين في سجون إسرائيل للعمل لحسابها في سيناء ونقل معلومات عما يحدث فيها.

كل هذه الأمور تطرح تساؤلات عديدة حول حقيقة السيطرة المصرية على الشريط الحدودي بين مصر وإسرائيل، وكيف يمر منه ضباط المخابرات الإسرائيلية جيئة وذهابا من أمام نظر الشرطة المصرية الحارسة للحدود.

البداية
وينطلق فريق العمل لتقصي حقيقة الأوضاع على الأرض عقب إعلان المتحدث باسم القوات المسلحة يوم 9 أغسطس/آب 2013 عن سماع دوي انفجارات في المنطقة الشرقية قرب الحدود الإسرائيلية دون تفاصيل، وبعدها أذاعت وكالة أسوشيتد برس خبرا قالت فيه إن الطيران الإسرائيلي قصف أهدافا في منطقة العجراء داخل سيناء استهدف فيها إرهابيين.

ورصدت الكاميرا غضب أهالي سيناء وذوي القتلى وهتافاتهم ضد إسرائيل أثناء تشييع جنازات القتلى، التي شوهدت فيها أعلام كتلك التي تظهر في مقاطع الفيديو التي تنشرها جماعة أنصار بيت المقدس.

وتمكن فريق العمل من التحدث مع شقيق أحد قتلى العجراء حيث روى من موقع الحادث أن طائرة إسرائيلية بلا طيار (الزنانة) قصفت المنطقة لإحباط هجوم على معسكر داخل حدود إسرائيل.

كما رصدت الكاميرا طائرات حربية إسرائيلية تحلق في سماء المنطقة (ج) في شمال سيناء، بينما الطائرات المصرية ممنوعة من التحليق في هذه المنطقة.

تخابر واختراقات
والتقى فريق الفيلم مع أحد المهربين عبر الحدود تم التوصل إليه بواسطة أحد شيوخ القبائل، حيث تحدث عن تعرضه للسجن في إسرائيل، وخضوعه للتحقيق مع أحد ضباط المخابرات الإسرائيلية "الموساد" الذي سأله فيه عن سيناء وجماعة أنصار بيت المقدس والسلفيين.

وبحسب هذا المصدر فإن سجون إسرائيل بها العديد من السجناء المصريين، بعضهم محتجز منذ فترة طويلة. وتحدث عن عمليات تهريب الأفارقة عبر الحدود واستفادة إسرائيل من المهربين في العمل الاستخباري.

وفي ما يمثل تأكيدا لما يقوله المصدر، أظهرت تسجيلات فيديو منسوبة لجماعة أنصار بيت المقدس اعترافات بعض المتعاونين مع المخابرات الإسرائيلية، والخدمات التي قدموها في هذا المجال.

وشاهد فريق العمل أثناء التجول في المنطقة بالونا يحلق فوق الحدود المصرية، قال عنه مصدر -رفض كشف هويته- إنه موجود في هذا الموقع منذ عدة سنوات، وهو عبارة عن رادار يصوّر ما يجري على أرض سيناء بعمق لا يقل عن خمسين كيلومترا.

وخلال إنتاج الفيلم تعرض الفريق لمخاطر عدة ووثق مشاهداته في المنطقة (ج) وخضوعها لمراقبة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
كما رصد حال المناطق التي دخلها الجيش وآثار حملاته العسكرية، ليتفاجأ بحجم الدمار الذي حل بها، وكيف تم تشريد معظم ساكنيها الذين لم يتجرأ معظمهم على الحديث عما حصل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق