النظام "العيل"
وائل قنديل
النظام الذي يقتل أطفالاَ وشباباً ذهبوا لمشاهدة مباراة في كرة القدم لن يهتز لمقتل مصريين في الخارج.
من يقتل في الداخل بدم بارد لن يغضب على المقتولين خارج الحدود، وللمرة الألف نقول إن سعر المواطن يحدد بالعملة المحلية، فإذا كان مهاناً مقتولاً مسحولاً في بلده على يد من يحكمونه، فلن تكون له قيمة عند هؤلاء الذين قتلوا ليحكموا.
الطفل على شعبان أبو الغيط (14سنة) شاهد على صغر النظام وتصاغره. هو واحد من آلاف ذهبوا لمشاهدة مباراة الزمالك التي تحولت إلى مقتلة نظامية أخيراً، وبعد أن نجا من المذبحة، اصطادته اليد الأمنية الباطشة، ألقوا القبض عليه، وحبسوه في قسم مدينة نصر بالقاهرة، ليجد بانتظاره وجبة دسمة من التعذيب الوحشي، لاستنطاقه باعترافات يقول فيها إن "الإخوان" دفعوا له نقوداً، لكي يشارك في إفساد مباراة الزمالك، وتحويلها إلى مجزرة.
الطفل الصغير حين عرضوه على النيابة، كانت آثار التعذيب بادية على كل مناطق جسده، كما نقل نشطاء عن شقيقه، لم تأخذهم به رحمة، أو شفقة، تجعلهم يطلبون له طبيباً يعالجه، أو ينقلونه إلى مشفى، بل قرروا حبسه 15 يوما، من الممكن أن يحال بعدها إلى محاكمة عسكرية.
يحدث ذلك، بعد أيام من قرار جنرال الانقلاب الحاكم بتغيير تعريف الطفل في القانون المصري، بخفض سن إحالة الصغار للمحاكمة إلى 18 عاما، بعد أن كانت 21 عاما في القانون القديم. يتصاغر النظام، فيعوض تصاغره بالانتقام من الصغار.
لقد وعد قائد الانقلاب المصريين بوطن "قد الدنيا"، وها هي التسريبات الفاضحة تقدم البرهان العملي على أن مصر صارت "قد السمسمة"، على يديه، ليبدو كل ما حولها كبيراً ومتضخماً، بعد أن اعتمد النظام الشحاذة والابتزاز مبدأين أساسيين في السياسة الخارجية.
تقول التسريبات، بوضوح، إن النظام لم يعد عبئا اقتصاديا فقط على المنطقة العربية، بل تحول إلى ورطة أخلاقية، ومأزق حضاري، ووخز لكل صاحب ضمير في هذا العالم، ليصبح تقديم العون لهؤلاء نوعاً من المساهمة في كلفة جرائم ضد الإنسانية، ودعماً لكل القيم المضادة لحياة آدمية محترمة.
تنطق هذه التسريبات بأنهم اتخذوا قراراً استراتيجياً بأن يعيشوا عالة على هذا العالم، فهل يتحمل هذا العالم أن يصير أكثر بلاداً وابتعاداً عن قيم الحق والعدل أكثر من ذلك؟
أفهم أن يتحمس بعضهم لنظام قمعي قاتل، بغية تحقيق مكاسب اقتصادية واستراتيجية، أما وأن كل يوم يمر على بقاء هؤلاء يمثل نزيفاً حضارياً واقتصادياً وإنسانياً، فهذا ما لا يمكن استيعابه أو تبريره، إلا بأن الداعمين لا يهمهم إبادة شعب، وتجريف أمة من مكوناتها الأخلاقية والإنسانية، مقابل ألا يظهروا في صورة أصحاب الرهانات الخاطئة.
غير أن الأكثر مدعاة للعجب أن الموعودين بمصر "قد الدنيا" يشاهدون بأعينهم تضاؤل هذا الوطن يوميا، من دون أن يفتح أحدهم فمه بكلمة احتجاج أو مساءلة.
لقد وضعوا كل مدخراتهم من إنسانية وأخلاقيات بيد مجموعة من المغامرين، فلم يجنوا إلا الدماء والخراب.
الطفل على شعبان أبو الغيط (14سنة) شاهد على صغر النظام وتصاغره. هو واحد من آلاف ذهبوا لمشاهدة مباراة الزمالك التي تحولت إلى مقتلة نظامية أخيراً، وبعد أن نجا من المذبحة، اصطادته اليد الأمنية الباطشة، ألقوا القبض عليه، وحبسوه في قسم مدينة نصر بالقاهرة، ليجد بانتظاره وجبة دسمة من التعذيب الوحشي، لاستنطاقه باعترافات يقول فيها إن "الإخوان" دفعوا له نقوداً، لكي يشارك في إفساد مباراة الزمالك، وتحويلها إلى مجزرة.
الطفل الصغير حين عرضوه على النيابة، كانت آثار التعذيب بادية على كل مناطق جسده، كما نقل نشطاء عن شقيقه، لم تأخذهم به رحمة، أو شفقة، تجعلهم يطلبون له طبيباً يعالجه، أو ينقلونه إلى مشفى، بل قرروا حبسه 15 يوما، من الممكن أن يحال بعدها إلى محاكمة عسكرية.
يحدث ذلك، بعد أيام من قرار جنرال الانقلاب الحاكم بتغيير تعريف الطفل في القانون المصري، بخفض سن إحالة الصغار للمحاكمة إلى 18 عاما، بعد أن كانت 21 عاما في القانون القديم. يتصاغر النظام، فيعوض تصاغره بالانتقام من الصغار.
لقد وعد قائد الانقلاب المصريين بوطن "قد الدنيا"، وها هي التسريبات الفاضحة تقدم البرهان العملي على أن مصر صارت "قد السمسمة"، على يديه، ليبدو كل ما حولها كبيراً ومتضخماً، بعد أن اعتمد النظام الشحاذة والابتزاز مبدأين أساسيين في السياسة الخارجية.
تقول التسريبات، بوضوح، إن النظام لم يعد عبئا اقتصاديا فقط على المنطقة العربية، بل تحول إلى ورطة أخلاقية، ومأزق حضاري، ووخز لكل صاحب ضمير في هذا العالم، ليصبح تقديم العون لهؤلاء نوعاً من المساهمة في كلفة جرائم ضد الإنسانية، ودعماً لكل القيم المضادة لحياة آدمية محترمة.
تنطق هذه التسريبات بأنهم اتخذوا قراراً استراتيجياً بأن يعيشوا عالة على هذا العالم، فهل يتحمل هذا العالم أن يصير أكثر بلاداً وابتعاداً عن قيم الحق والعدل أكثر من ذلك؟
أفهم أن يتحمس بعضهم لنظام قمعي قاتل، بغية تحقيق مكاسب اقتصادية واستراتيجية، أما وأن كل يوم يمر على بقاء هؤلاء يمثل نزيفاً حضارياً واقتصادياً وإنسانياً، فهذا ما لا يمكن استيعابه أو تبريره، إلا بأن الداعمين لا يهمهم إبادة شعب، وتجريف أمة من مكوناتها الأخلاقية والإنسانية، مقابل ألا يظهروا في صورة أصحاب الرهانات الخاطئة.
غير أن الأكثر مدعاة للعجب أن الموعودين بمصر "قد الدنيا" يشاهدون بأعينهم تضاؤل هذا الوطن يوميا، من دون أن يفتح أحدهم فمه بكلمة احتجاج أو مساءلة.
لقد وضعوا كل مدخراتهم من إنسانية وأخلاقيات بيد مجموعة من المغامرين، فلم يجنوا إلا الدماء والخراب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق