السيسي غيت
نواف بن مبارك بن سيف آل ثاني
ونصل اليوم إلى «السيسي غيت»، وهي الفضائح الأخيرة لحكم الانقلابيين في مصر وتسريباتهم المتتالية، والتي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، وتكشف بشكل شبه يومي عن مدى فساد النظام الانقلابي في مصر العروبة، فيبدو الجنرال السيسي مهووساً بالخليج وبأموال الخليج، والغريب هنا أيضاً انعدام الانضباط والأمن العسكريين من منظومة العسكرتاريا المصرية، فهذه التسريبات لم تأتِ من المريخ بل من داخل هذا النظام المفكك، والذي زاد تفككه اليوم بعد أن تأكد بأن من يخونه هو واحد من تلك المنظومة، ومن المستغرب بعد سماع تلك التسريبات أن تنتقل مصر بجيشها العظيم من زمن الفريق الركن سعد الدين الشاذلي الرجل العبقري اللبق إلى زمن مدير مكتب السيسي اللواء الركيك «البتاع»، والذي لا يتحدث إلا عن «البتاع»، ولا يفهم منه سوى «البتاع»!
لقد وصل الأمر بهم في نظام الانقلاب إلى مرحلة لم يعد يفيد فيها الضبط ولا الربط العسكريان لوقف التسريبات، بل إن السيسي ومن معه يحتاجون اليوم إلى «سباك» ماهر لوقف فيضان التسريبات السابقة واللاحقة معاً، وهنا أستغرب تعليق أحد الإخوة «القانونيين» عبر إحدى القنوات الإخبارية على أن ما قاله السيسي وأعوانه في حق شعوب وأنظمة الخليج هو «رأي شخصي لا يجب أن يكون له أي وزن في نظام مؤسسي»، ومع احترامي لوجهة النظر هذه إلا أنني أقول له ولكل من يتبنى هذه الفكرة: «هل أصبت بإغماءة أو فقدت وعيك؟» أتريد إقناعنا بأن نظاماً استبدادياً انقلابياً يعمل بنظام «الرجل الواحد one man show» البعيد كل البعد عن الديمقراطية سيتحول «بقدرة قادر» إلى نظام مؤسسي شمولي يستمع إلى كل الآراء، ويبتعد عن الأهواء الشخصية فيما يخص هذه التسريبات؟
رجل ونظام قاما على أساس إعدام شرعية «المؤسسات الديمقراطية» يراد لنا اليوم أن نصدق أنه -وفي هذه الحالة فقط- يجب أن لا نعتقد بأن لهذه التسريبات وزناً وأن المؤسسات الديمقراطية هي الفصل؟ هل يعقل؟
أم إننا سننتظر أيضاً أن يفتح السيسي تحقيقاً في نفسه ليثبت أنه ديمقراطي مستبد؟ بالطبع لا، ولا يمكن للمبررين أن يبعدوا «الفعل عن الفاعل»، فمصر اليوم في دوامة سياسية وأمنية ومن يمسك بزمام الأمور اليوم للأسف أثبت عدم كفاءته، وأن مشاكله اليوم كثيرة «زي الرز».. ولكن ماذا بعد؟
الرأي الأخير..
كانت نتيجة ووترغيت أول استقالة لرئيس أميركي والوحيدة في التاريخ، فما هي نتيجة السيسي غيت؟ لا أعتقد أن يقدم الرجل أو من معه على اتباع النهج الأخلاقي السوي في الاستقالة، بعد كل ما اقترفته يداه وأيدي الانقلابيين من جرائم في حق شعب مصر الأبي، ولا أعتقد أيضاً أنه سيهنأ بما تبقى من حكمه، في ظل تلك التسريبات التي سرقت النوم من «عينيه»، وربما هي «مسافة السكة»، ولكن يبدو أن السيسي يرى اليوم المسافة طويلة والسكة «وعرة».
(أنا مش مش عايز - الجنرال السيسي)
إلى اللقاء في رأي آخر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق