الثلاثاء، 21 نوفمبر 2017

هل أعطى كوشنير الرياض شيكاً على بياض؟

هل أعطى كوشنير الرياض شيكاً على بياض؟

يعتمد عليه ابن سلمان في اندفاعه الأهوج: كوشنر يقود المنطقة إلى المهالك؟

2017-11-21 | خدمة العصريعتمد عليه ابن سلمان في اندفاعه الأهوج: كوشنر يقود المنطقة إلى المهالك؟
كتبت مراسلة موقع "المونيتور" في واشنطن، لورا روزن،  أن دبلوماسيين وقادة عسكريين قلقون من أن عملية السلام التي يقودها مستشار ترامب وصهره، جاريد كوشنر، يمكن أن تعطي السعوديين والإماراتيين إحساسا بالحق في اتخاذ إجراءات متهورة  يمكن أن تزعزع استقرار المنطقة.
 وجدت السعودية والإمارات نفسها على خلاف مع دبلوماسيي وزارة الخارجية الأمريكية وقيادة وزارة الدفاع باتخاذ إجراءات استفزازية: حصار قطر، واستدعاء رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري للرياض في وقت سابق من هذا الشهر، ليستقيل فجأة، ومنع الموانئ اليمنية الرئيسة من استقبال شحنات المساعدات الإنسانية ردا على الهجوم الصاروخي الحوثي الذي استهدف مطار الرياض الدولي في 4 نوفمبر.
وحثت وزارتا الخارجية والدفاع الرياض وأبوظبي على تخفيف حملتي الضغط على قطر ولبنان وتسهيل وصول المساعدات في اليمن لتجنب كارثة المجاعة، لكنَ المسؤولين السعوديين والإماراتيين ألمحورا إلى محاوريهم الدبلوماسيين الأمريكيين أنهم يشعرون بأنهم قد حصلوا على موافقة ضمنية من البيت الأبيض على تصرفاتهم المتشددة، ولا سيما من الرئيس دونالد ترامب وصهره وكبير مستشاريه جاريد كوشنر ، الذي كلفه ترامب بقيادة خطة السلام في الشرق الأوسط.
ويُقال إن كوشنر أقام علاقة وثيقة مع سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الولايات المتحدة، يوسف العتيبة، فضلا عن علاقاته الجيدة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي التقى كوشنر في الرياض في أواخر أكتوبر.
إلا أن تزايد الاستياء الأمريكي البيروقراطي من تجاوزات الإدراك السعودي / الإماراتي، فضلا عن تعرض كوشنر المتزايد للمساءلة القانونية في تحقيقات روسيا، دفع العديد من الدبلوماسيين الأمريكيين المخضرمين وصناع القرار ومجموعات الضغط، إلى دعوة اللاعبين الإقليميين إلى توخي الحذر بشأن اعتماد سياستهم الخارجية على أي ضوء أخضر محسوس، حقيقي أم مزيف، من جناح كوشنر في البيت الأبيض.
وهم يحذرون من أن الرسائل المختلطة يمكن أن تجعل حلفاء الخليج يخطئون في اتخاذ الإجراءات التي تضر بالمصالح الأمريكية، وهم يشعرون بالقلق من أن الدبلوماسية الأميركية كثيرا ما كانت مترددة وصامتة وتأخرت في حل الأزمات الناشئة مؤخرا في الشرق الأوسط، ويرجع ذلك جزئيا إلى الانقسام الحاصل بين وزارة الخارجية ووزارة الدفاع من جهة والبيت الأبيض من جهة أخرى، مما جعل جهود الوساطة الأمريكية أقل فاعلية ويمكن أن تعوق مصالح الأمن القومي الأمريكي.
وعندما كان السعوديون والإماراتيون على وشك إطلاق الحصار على قطر في يونيو الماضي، تلقى مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، ستيوارت جونز، مكالمة في منتصف الليل من سفير دولة الإمارات، العتيبة، لإبلاغه بالإجراء الوشيك. كان رد فعل جونز شديدا جدا: "ماذا تفعلون؟ هذا جنون"؟، كما نقلت الكاتبة عن سفير الولايات المتحدة السابق في المنطقة ، وكان رد السفير يوسف العتيبة: "هل تحدثت إلى البيت الأبيض؟".
ولكن مثال قطر مفيد، وفقا لما أوردته الكاتبة، لأن رؤية وزارتي الخارجية والدفاع هي التي سادت في نهاية المطاف على الضوء الأخضر الذي منحه البيت الأبيض في البداية للسعوديين والإماراتيين في حصارهم، كما قال السفير الأمريكي السابق لدى اليمن جيرالد فيرشتاين، وأضاف، وهو الآن باحث معهد الشرق الأوسط، في حديثه لموقع "المونيتور": "في البداية، لم يكن البيت على الخط نفسه، على نحو واضح ومثير، مع الخارجية والدفاع... ولكن أعتقد أنه مع مر الزمن، فازت الخارجية والدفاع بتلك المعركة....".
والتصور بأن البيت الأبيض يمنح السعوديين والإماراتيين الضوء الأخضر، كان مدفوعا، كما رأت الكاتبة، برغبة إدارة ترامب في شراء السعودية والإمارات من أجل تحقيق نتائج في عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية الفلسطينية التي أعيد إطلاقها. ويبدو أن إدارة ترامب، وفقا لمسؤول أمريكيا بارز، تعتقد أن هذا يتطلب إعطاء السعوديين مساحة كبيرة من أجل الحصول على ما تريده تجاه إسرائيل، مضيفا: "تخميني أنهم مستعدون لتداول أي شيء تقريبا من أجل التوصل إلى هذه الاصفقة". لكنَ السعوديين والإماراتيين يخاطرون بسوء تقدير رسائل مختلطة تأتي من البيت الأبيض مقابل مواقف مغايرة للدفاع والخارجية.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية السابقة "إن هذا يخدمهم إلى أن يتدخل الواقع"، مضيفا: "في الوقت الراهن، لديهم علاقة قوية جدا وفعالة مع البيت الأبيض التي كانت تدعم بشكل موثوق أنشطتهم. ولكن ليس لهذا الدعم أساس أو أنه محدود في الوكالات، إذ إن دعمهم خارج البيت الأبيض هشَ. وكانوا يفعلون أي شيء يضر بالدعم في البيت الأبيض، إما عن طريق الخطأ أو بقراراتهم، قد لا يكون لديهم شبكة أمان لأن بقية الوكالات يكن لها حضور في مسار عملهم".
ويعتقد مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية السابقة أنه لا يوجد من لديه هذه الصداقة المتينة مع ولي العهد السعودي غير كوشنير، وليس ثمة من لديه رغبة لإيجاد أرضية مشتركة إذا حدث شيء لصهر ترامب، وإذا غاب عن الساحة، فماذا يحدث لعلاقة ابن سلمان وابن زايد الحرجة مع البيت الأبيض؟
ويشكك بعض صانعي السياسة الأميركيين المخضرمين في أن كوشنر يعطي الأمير محمد الضوء الأخضر لجميع أعماله، والمشكلة هي أن السعوديين يعتقدون أن وجهة نظر ترامب وكوشنر هي المهمة ولا يعبأون بغيرهما.

Has Kushner given Riyadh carte blanche?

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق