الأحد، 5 نوفمبر 2017

الانقلاب على الطريقة السعودية..!



الانقلاب على الطريقة السعودية..!

د. عبدالعزيز كامل
هل كان آل سعود يعون عاقبة مافعلوا عندما ساهموا - أو بالأحرى تزعموا - هم وحكام الإمارات، مؤامرات الإطاحة بنتائج ثورات الشعوب العربية على الفساد والاستبداد..؟..

وهل فكروا فقدروا كم بلغ عِظَم جرمهم عندما تجنوا على تلك الشعوب فكانوا سببا - مع غيرهم - في قتل الآلاف وسجن عشرات الآلاف، وقهر وتشريد مئات الآلاف ، مع تضييع آمال الملايين في التحرر بالدين و في العيش الكريم ..؟

أكيد أنهم تناسوا أن الجزاء من جنس العمل، وأن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله، وأن الماكرين بالمسلمين لايمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون، وأن بغيهم على غيرهم لن يخرج عن قول الله تعالى فيهم : (ياأيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم )..

هل حاق بآل سعود سوء ماكانوا يفعلون..وهل هذا الانقلاب - شبه العسكري - الذي قاده قائد العسكر السعودي (وزير الدفاع) محمد بن سلمان، هو آخر الانقلابات .. 

لانظن ؛ فالأمير الصغير الذي انقلب على غالب أعمامه الكبار المخضرمين في دهاليز الملك منذ عشرات السنين ، بعد تخطيه سائر بني أعمامه المتطلعين إلى دورهم في نيل نصيبهم الوافر من المال و المُلك، لن يستسلموا بسهولة على مانعتقد لهذا الغر الذي اغتر بتدليل أبيه الذي ذلل له مالم يكن يحلم به، فصدق نفسه، وتعاظم على الجميع حتى تفاقم خطره على الجميع، فشكل بنفسه مشكلة مبكرة تتمثل في تكتل ذلك الجميع ضده، خاصة بعد التوجه الى مصادرة أموالهم، بعد طردهم من مناصبهم والتنكيل بمشروعاتهم وسمعتهم..

قد يفرح الكثيرون - ونحن منهم - بمصادرة الأموال التي وصفت رسميا بأنها " منهوبة "والتي استعمل الكثير منها في الصد عن سبيل الله من خلال القنوات والمشروعات الليبرالية العلمانية، و قد قُدر المتوقع مصادرته حتى الآن بما يترواح بين 2 و3 مليار دولار، لكن العبرة ليست في إيقاف أصحاب تلك المليارات التي اكتشف بن سلمان (فجأة) أنهم لصوص ...
 فالسؤال المتبادر ليس هو : ..ممن صادرها ؟ و لا كم ؟ ولا كيف ؟ولا متى؟!..لكن السؤال ..( أين ) ستذهب هذه الأموال (المنهوبة) .،وهل سُيعامل بقية الناهبين بأثر رجعي عبر عشرات السنين، وهل ستلحق تلك الأموال بمليارات (ترامب) التي لم تسدد كلها بعد، والمطلوب تسديدها خلال عشر سنوات...أم ستنفق الأموال المصادرة على تحركات ومغامرات ومقامرات بصفقات أسلحة أخرى باهظة في حروب جديدة خاسرة ،أم ستمول بها ثورات مضادة عديدة..إذا قامت موجات ثورية عربية جديدة ..أم ستضاف تلك المليارات وما بعدها ل (تحويشة العمر) بعد عمر غير طويل لفتى يريد أن يصبح أول (تريليونير) في العالم...؟!

نظام آل سعود يتداعى سريعًا..ونحن لا نأسى عليه، ولكن نأسف ونحزن لحال قبلة المسلمين وموطن الحرمين...ونخشى أشد الخشية أن يتفاقم الأمر ،فتكون إمارة السفهاء توطئة لولاية الفقيه الرعناء، الصاعدة في صعدة، والقادمة من قم الى صنعاء عبر بغداد وبيروت ودمشق !.
فاللهم أبرم لجزيرة العرب وشعوبها أمر رشد، يعز فيه أهل طاعتك...ويذل فيه أهل محادتك، ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر، وتسود فيه شريعتك وتعلو كلمتك.. ياسميع الدعاء..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق