الثلاثاء، 21 نوفمبر 2017

السيسي ينفعل خلال المؤتمر الصحفي مع ماكرون

السيسي.. وضع أسئلة الامتحان ولم يُجب عنها!
أسامة الصياد


"النقطة الثانية أنا عاوز أقولك زي مابتتكلم على حقوق الإنسان... ماذا.. ماهو الإجابة عن حقوق الإنسان للشهداءوأسرهم، والمصابين وأسرهم في مصر.الناس اللي بتفقد الاستقرار.. ماذا عنحقوق الإنسان لـ 3 مليون بيعملوا في السياحة وتضرروا نتيجةالإرهاب والتطرف، مين يصرف عليهم، مين يعيش الناس دي فيمصر. إنت بتتكلم على بلد فيها 100 مليون عاوزين يعيشواويستقروا، يتم دا إزاي؟!

النقطة الثانية.. إوعى نكون بس هنقصر.. وأنا الكلام ده اتكلمتفيه قبل كده.. إن إحنا نقصر حق الإنسان في الحقوق السياسيةفقط، لكن عاوز أقولك مبتسألنيش ليه عن حق الإنسان في مصر فيالتعليم الجيد؟ وإحنا معندناش تعليم جيد، معندناش تعليمجيد، أنا بقولك! مبتسألنيش ليه عن حق العلاج الجيد في مصر؟معندناش علاج جيد في مصر، مبتكلمنيش ليه عن حق التوظيف،وحق التشغيل للمواطن في مصر؟ معندناش توظيف جيد في مصر، مبتكلمنيش عن الإسكان الجيد، مبتكلمنيش ليه عن الوعيالحقيقي اللي المفروض إن إحنا نحطه ونرسخه في نفوس المصريين،حتى تستقيم الدولة وتستمر.

أنا عايز أقول الموضوع بالنسبالنا كحقوق إنسان، إحنا مبنهربشمن الإجابة عنه. بس أرجو إن إحنا نفهمه في سياقه الحقيقي لدولةفي ظروف مصر. نحن لسنا في أوروبا، بتقدمها الفكري والثقافيوالحضاري والإنساني. نحن في منطقة أخرى."


هذا الحديث أعلاه هو لرئيس جمهورية وليس لزعيم معارضة من الخارج، فلا عجب أن تتبدل الأدوار، رئيس دولة ينفي وجود تعليم أو صحة أو سكن أو توظيف في بلده وتحت ولايته بعد قرابة 4 سنوات، ويعدد ما فشلت حكومته ونظامه في علاجه حتى يهرب من سؤال حقوق الإنسان إلى سؤال الأمن (الذي فشل في الإجابة عنه أيضا) بعدما أخفق في تعهداته بالأمن مقابل التفويض.

وبعد كل هذا الفشل يدير هذا الرئيس وزبانيته حملة لإعادة ترشيحه لولاية ثانية، رغم تعديده لفشله في مجالات مختلفة على مرأى ومسمع من العالم بعد ولاية أولى كانت جنازاتها أكثر إنجازاتها.

وفيما يتعلق بمفهوم حقوق الإنسان الجديد الذي يُحاول "طبيب الفلاسفة" أن يُروجه كاختراع مسجل باسمه، علينا أن نستوضح بعض الأمور التي يُلقيها الجنرال غير آبه، فعلى سبيل المثال حينما يتحدث عن حقوق الشهداء وأسرهم، فهل ذلك يشمل شهداء سيناء وأسرهم من أهلها المدنيين الذين سقطوا على يد الجيش، أم يشمل شهداء التصفية الجسدية خارج إطار القانون التي تقوم بها أجهزته الأمنية ليل نهار، أم يشمل شهداء الإهمال الطبي في السجون، أم أم...؟

وعن حقوق العاملين في السياحة، أليس الأجدر أن نتسائل عمن فشل في إرجاع السياحة وهو يدير كافة أجهزة الدولة، وهو المسؤول الأول فيها، من فشل في حربه مع "الإرهاب المحتمل" هو الأجدر بالإجابة عن سؤال حقوق العاملين في السياحة، من قتل جوليو ريجيني الباحث الإيطالي هو الأجدر بالإجابة عن هذا التساؤل أيها الجنرال.

ربما نسي السيسي في موقفه هذا أنه رئيس الجمهورية وليس زعيم معارضة ينفي وجود الحقوق الأساسية في دولته ليهرب من سؤال الحرية وحقوق الإنسان
الجزيرة
أما بخصوص فزاعة الـ 100 مليون مصري التي يستخدمها الجنرال كثيرا، فلا أعتقد أنها تمثل لك أزمة، بدليل لهثك وراء فترة ثانية لتحكمهم، أم أن حكمهم هو أمر لذيذ لديك، بينما حل مشكلاتهم هو ما يؤرق تلك اللذة؟

لم يجب الجنرال عن سؤال الحقوق السياسية التي سجن بسببها أكثر من 60 ألف معتقل وفق بعض التقارير الإعلامية، وهرب إلى سؤال آخر حول الظروف الاقتصادية والمعيشية للمواطن المصري، ويالسخرية.. لم يجب الجنرال أيضا عن الأسئلة التي وضعها لنفسه.

إذ يرفض الجنرال الحاكم في مصر أن يُسأل من قبل الصحافة عن أوضاع حرية الرأي والتعبير، حسنا، يقترح الجنرال علينا أن نسأله عن التعليم الجيد، لكنه سرعان ما قيم نفسه وأعطى لنفسه صفرا في الامتحان: "معندناش تعليم جيد". الجنرال: "لماذا لا تسألوني عن حق العلاج وحق التوظيف وحق الإسكان؟"، حسنا، نحن نسألك عن هذا أيضا. الإجابة من الجنرال: "معندناش علاج أو توظيف أو إسكان جيد". ماذا عن وعي المواطنين الذين أطلقت عليهم أذنابك في الإعلام لينهشوه؟ الإجابة بالطبع ربما نأخذها من أحد إعلاميي الجنرال في وقت لاحق.

كانت هذه ورقة أسئلة الجنرال التي وضعها بنفسه ولم يستطع رغم ذلك الإجابة عنها، ورسب في الامتحان، ربما نسي السيسي في موقفه هذا أنه رئيس الجمهورية وليس زعيم معارضة ينفي وجود الحقوق الأساسية في دولته ليهرب من سؤال الحرية وحقوق الإنسان، أو ربما حتما كان يكلمنا الجنرال في إحدى تجلياته من المنطقة الأخرى التي يتحدث منها وعنها وليس عن مصر بالتأكيد، بعد إجابة انسحاقية أمام رفقائه وداعميه الأوروبيين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق