السبت، 18 نوفمبر 2017

هل ماتت الأمة؟

 هل ماتت الأمة؟

 
يــــا أقصى...... يــــــا وحدك..
ما بين شيخ الأزهر والعار الأكبر..
أنا حزين حتى الموت..
خجل حتى الموت..
مصدوم حتى الموت..
جهدت أن أداري ذلك حتى عن نفسي..
كنت أدرك أنني لو واجهت نفسي فقد أنهار..
ولكن ذلك لن يحميني إن حدث لا من خزي الدنيا ولا من عذاب النار..
ومن أجل ذلك هربت من نفسي إلى داخل نفسي حيث رحت أغوص في بطء مؤلم..
أمعنت في الغوص حتى يزداد الظلام في الأعماق فلا أرى..
شاركتهم في المهزلة.. شاركت من يخدعني..
شاركتهم وأنا أعرف أنهم يكذبون وما يستهدفون بتفجير فضيحة مزعومة عن النجم الشاذ والشيخ الشاذ إلا صرف انتباه الأمة عما يحدث.. وصادف الأمر في نفسي استسلاما لا تسليما فانحرفت عن مجال الرؤية المفتوح أمامي لكي أهرب من فداحة ما يمكن أن أرى..
فهل كنتم جميعا هاربين مثلي؟.. حزانى مثلي.. مصدومين مثلي..
أم أنكم كنتم تعيشون حياتكم الحقيقية فظاهركم كباطنكم وعلانيتكم كسركم.. وأن شذوذ الشيخ والنجم أهم عندكم وعندي من الحقيقة الفادحة الصارخة الذابحة النائحة الفاضحة التي أهرب منها وتهربون..
رحت أمثل أمام الناس.. أظهر غير ما أبطن.. وأعلن عكس ما أخفي.. وأحيّي وأجامل.. وأتكلم وأسير في الطرقات والشوارع بل وأحيانا أبتسم وأضحك.. وكأن نارا لا تستعر في حشاي.. وكأن عارا لا يسري في دماي..
تعاميت و أنا أرى.. وتصاممت وأنا أسمع.. لم يقلّ إحساسي بالعار أبدا.. لكنني في العقد السابع من عمري .. كنت قد اكتشفت آليات لم أمارسها قبل ذلك.. علمني الألم أن أبتكر وسائل جديدة لتقليل آثاره وعذابه.. مثل أولئك المعذبين في السجون الذين يدفعهم الألم إلى ادعاء الإغماء فربما يخفف عنهم الجلاد العذاب.. ليس لكي يرحمهم.. ولكنه يدخر جهده لما يؤلمهم.. ويؤجل ضربهم حتى يفيقوا.. فماذا سيفيده أن يضرب ضحاياه الذين يعزلهم الإغماء عن ألم ضربه.
***
فهل تعلمون مما أهرب..؟
أقسم أنني أظنكم تعلمون.. فإن لم تكونوا تعلمون فإنكم مفرطون تخونون..
هل تعلمون مما أهرب..؟
أهرب من ... من .. أخجل أن أذكر اسمه..
أخجل أن ينطق اسمه القدسي لساني أو يخط حروفه الطاهرة بناني..
ذلك الذي أسري بالحبيب المصطفى إليه..
أخجل.. ذلك أنه لا يدافع عنه إلا المتطهرون..
ليس تطهر الاغتسال بالماء بل بالدماء..
ومبايعة لله ليس على مجرد بيع الجسد بل الأشلاء..
أخجل أن أذكر اسمه أنا الذي لم أهرع للاستشهاد في سبيله..
ولكن.. كيف أكون.. وهو الذي يصطفي الشهداء؟!
***
هل تعلمون بم أشعر..؟ أشعر بمشاعر أهلنا في البوسنة أيام الحرب ..
أشعر بمشاعر أب تغتصب زوجته وبناته أمامه وهو مقيد يستجدي الموت أن ينقذه ما دام أهله وعشيرته قد ازورّوا عنه وأبوْ أن يهرعوا لنجدته..
أشهر بمشاعر ذلك الأب.. إذ يرى أشلاء ابنة من بناته حين فضلت الموت على العار..فيحتار: يفرح أم يترح؟!.. أراه يقتله الألم كلما شعر أن ألم ابنته المغتصبة أقل..
أراه يعاني أكثر من ألم الموت والجنون عندما يرى ابتسامة استمتاع على ملامح ابنة من بناته وهي تغتصب.. نفس الابتسامة التي أراها على وجوه حكامنا ونخبتنا..
***
أهرب كي لا أرى ولا أسمع ولا أحس.. لكني بالرغم من ذلك أشعر.. فهل تعلمون بم أشعر..
أشعر بقلب أم ذبيح يخطفون طفلتها من بين أحضانها لكي يغتصبوها أمامها..
فهل كان يمكن لذلك الأب أو تلك الأم أن تلتفت عن مشاعر الألم والخزي والعار فتجلس لتكتب مقالا؟!
فلماذا أجلس أنا مجلسي هذا لأكتب مقالا والأقصى يغتصب ويضيع..
لماذا انكص عن مواجهة حاكم يفرط وحاكم يضيّع وحاكم يبيع..
لماذا لا أجاهد..
فإن عجزت فكيف لا يقتلني الألم؟!
لو أن لي قوة لانفجرت كالبركان ولهببت كالإعصار ولاندفعت كالنار أحرق أعداء الله وأحرق قبلهم عروشا خانت ورؤوسا هانت وعزائم خارت وأفهام حارت وقيادات باعت وضمائر نامت وقلوب ماتت وقيم زالت ومظالم طالت وحكومات جارت ونخب خابت وموازين للعدل مالت ونفوسا بارت وظهورا تحت الأوزار ناءت وشياطين للإنس جالت بالفواحش سارت وبين الظالم والمظلوم ساوت فرّطت وما صانت وأفواه للباطل قالت وألسنة عن الحق صامت ورؤوس للشر صالت وأيام دالت وأزمنة دالت وأمة عانت فما ثارت ..
أهرب منك يا أقصى..
يا مسرى نبيي صلى الله عليه وسلم وثالث بيوتي الحرام..
يا من لا سعي لي إلا إليها وإليه..
أهرب منك هرب الأب من بناته يغتصبن..
أهرب منك ..
أهرب منك فتردني إلى الساحة التي هربت منها "جبهة علماء الأزهر"، التي اتهمت شيخ الأزهر بأنه أثار قضية النقاب بغرض التشويش على ما يجرى في الحرم القدسي الذي يتعرض لاعتداءات إسرائيلية، ومحاولات تستهدف تهويده تصاعدت بشكل ملحوظ خلال الفترة الماضية، مشيرة إلى منع مظاهرة كانت مقررة في الأزهر لنصرة الأقصى، بعد فرض الأمن حصارًا أمنيًا مشددًا على المنطقة ومنع المصلين من الدخول إليه لأداء الصلاة يوم الجمعة. وأضافت "جاءت قضية النقاب فيما نرى كحلقة من حلقات التشويش على البيت الحرام المقدس تصدر من الجامع الأزهر العليل يرسل بها إلى بيت الله الحرام الأسير بالقدس كي يفهم عنه أن لا ينتظر المسجد الأقصى من أخيه الأزهر الآن ما كان يجده منه من قبل، فإن المسجد الأزهر عليل مشغول بمعركة من معارك تحريره الشهيرة التي بدأها برعاية ومباركة وإلحاحات سيركوزية على الحجاب بفرنسا ثم أردفها بإعلان حربه على شرف النقاب بمصر، والمعركة منه مستمرة، والبقية تأتي".
أهرب إلى نور الشريف..أشغل نفسي بقضية فرعية وأنا أعرف أنني أهرب فأحمد الله شاكرا له أنه لم يتركه يمثل دور سيد الشهداء الحسين..
أهرب إلى فضيلة مفتي للديار وهو عالم كبير لكنه يزعم أشياء لم يقل بها عالم ولا جاهل حين يهاجم الإخوان المسلمين وهو في أمريكا فيزعم أنهم يعتبرون أنفسهم المسلمين وسواهم ليسوا كذلك وهي مقولة لم يزعمها حتى رجال الأمن المحترمين بل لا يدعيها إلا المخبرين وحثالات المثقفين فلماذا تورط الشيخ الكبير وهو من أكبر العلماء في مقولة لم يتورط في مثلها إلا أحط العملاء وأخس الجهلاء.. لماذا.. إلا إذا كان المقصود إطلاق قنابل دخان فكرية يختفي وراء دخانها ما يحدث للأقصى..
أهرب كتلك الثلة النجسة التي لم تذكر الأقصى أبدا .. ليس لكي تتبنى قضية أهم في الداخل أو في الخارج ولكن لتشعل العالم وتشغله بقضايا كلها مصطنعة كقضية انفلونزا الخنازير وقضية المرأة السودانية المشبوهة صاحبة البنطال – والتي تزوجت من صحافي يكبرها بستة وأربعين عاما مات بعد زواجه منها بأسابيع في ظروف مريبة لترث هي ثروته.. وبالصدفة كانت ثروته مليارات كافأت حبها العذري.. لم تكن مؤهلة ورغم ذلك جعلوها صحفية.. ولم تكن مدربة ورغم ذلك عينوها في الأمم المتحدة.. وكان لديها من الحصانة ما يمنع محاكمتها ولكنها ساقت الأمور.. وبين جلد الفاجر ووهن الثقة ادعت صدور حكم لم يصدر بجلدها فانطلقت النخبة بل الحثالة ككلاب مسعورة تلقت إشارة الصيد من مالكها الذي يطعمها فراحوا ينبحون على بنطالها ولم يهتموا بالأقصى.. رغم أنه حتى الكلاب تعوي إلى ما هدد بيت أصحابها لص.
لولا أنما هو إله واحد لوددت أن أكون خسيسا مثلهم حتى لا أعاني ما أعاني..
فالله.. الله فقط هو الذي يجعل الصدق صدقا والكذب كذبا والأمانة أمانة والغش غشا والشرف شرفا والخسة خسة والحق حقا والباطل باطلا والنبل نبلا والضعة ضعة والعزة عزة والذل ذلا والأبيض أبيض والأسود أسود.. وهو الذي جعل الجنة جنة والنار نارا..
ولولا ذلك كله لوددت أن أكون حيوانا خسيسا مثلهم لكنني أكاد أرى تلك النخبة النجسة رأي العين يودون لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ.. أراهم رأي العين يودون أن يتركوا ما في الأرض جميعا ثم ينجيهم.
لا أستطيع إذن والأمر ذلك أن أكون في صف الخنازير الذين لم يذكروا الأقصى ولم يبكوا من أجله ولم يفتدوه..
لذلك أهرب..
أهرب وبناتي يغتصبن..
أبعد خيال الأقصى عن خيالي..
أستبدل الألم الأصغر بالألم الأكبر والخزي الأقل بالخزي الأكثر..
أهرب.. ومن آليات هروبي أنني أبعد رسائل الفلسطينيين والفلسطينيات التي تصلني.. فأحيانا.. عندما يتضاءل تأثير تخديري لضميري قليلا وتقل سرعة إمعاني في الهروب.. أقرأ تلك الرسائل فيهدني عجزي ويذلني صمتي فأجهش في البكاء.. كففت عن السؤال عنهم.. أخجل منهم.. وأخاف أن أسأل عنهم فلا يجيبني إلا صمت الموت.. فقد كنت أتمني أن تكتحل عيونهم قبل الموت ببوادر انتصار فإن لم يكن فبنصرتنا لهم.. لكنهم قضوا فلم يروا هذا ولا تلك .. وعزائي.. أنني أتخيلني في الدار الآخرة وأصحاب تلك الرسائل في الجنة وأعداؤهم وأنصار أعدائهم ومن خذلوهم أصحاب النار.. أكاد أراهم رأي العين : ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ .. وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنْ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ..
ذاك عزائي.. أما رعبي فأنني لا أدري في أي صف أكون..
لا أستطيع المثابرة على المواجهة.. وأرى أن الاكتفاء بالكتابة خزي أي خزي وعار أي عار.. أهرب مما لا أحتمل إلى ما قد أحتمل.. ومن الأفدح إلى الأقل فداحة..
أتشبث بما ضربته مثلا كي أجسد الواقع فأهجر الواقع وأعيش المثل..
مَثَلُ اغتصاب بناتي..
أقارن بين واقع اغتصاب الأقصى واغتصاب بناتي فيكون اغتصاب بناتي أقل ألما.. فأنبري للحديث!..
أطالع في قناة الجزيرة عاري و أسمع اعترافات بناتي البوسنيات:
قالت ابنتي أيدينا: أذكر أنه ذات ليلة وفي منتصف الليل بدأ اشتباك عنيف فاستيقظت.. ظننت أن المحاربين يحاصرون بيتنا، كان قلبي يخفق بقوة حتى أنني كنت أستطيع التنفس بصعوبة، في تلك الليلة قررنا ترك البيت والهرب إلى الغابة لننجو بأرواحنا، هناك وجدنا كل الناس هاربين مثلنا، أقمنا في الغابة عشرة أيام واستهلكنا فيه الأكل الذي كان معنا.. عندها قرر والدي أن نعود إلى البيت بحثا عن الطعام، عدت أنا وأبي وعمتي فقط.. كان بيتنا على أطراف القرية، شيئا فشيئا اقتربنا من البيت وهناك لاحظت وجود جندي ثم ظهر آخر قال لي توقفي وحاذري أن تهربي، عندها اعتقلوني أنا وأبي وعمتي، بدأ الجنود الحديث عن بطولاتهم في الحرب وقالوا لبعضهم من يريد له واحدة منا حتى يغتصبنا، خيم علينا صمت رهيب ونحن نسمع ذلك الكلام المخيف، أخذ الجنديان الأخريان المرأتين الأخريين إلى طابق آخر بينما دفعني أحدهم على سرير وشرع ينزع ثيابي.. كنت أصرخ، اغتصبني في تلك الليلة، في الصباح رأيت البنتين الأخريين وقد اغتصبتا هما الأخريين، سكتتا وسكت أنا أيضا، لم نرد أن نتحدث عما وقع، بعد ذلك جاءت مجموعة أخرى من بينهم جار لي كان يدعى ساشا، جاري ذاك كرر معي نفس الصنيع، دفعني بقوة إلى الفراش ومزق ثيابي وضربني بشدة ثم اغتصبني، أُدخلت إلى الغرفة الثانية التي كانت فيها البنت الأخرى وهناك اغتصبت مرة أخرى من قبل شخص اسمه ميلان، عرفت فيما بعد أنه من شاباتس وهي مدينة تقع في صربيا، كنت أبكي طيلة الوقت فجاء آخر اسمه كيرلا يعيش غير بعيد عن بيتنا قام باغتصابي هو الآخر وجعل الورقة في فمي كي يسكتني، أعيد اغتصابي مرة أخرى.. أكمل الأول صنيعه فدخل آخر واغتصبني هو بدوره وفي المرة الرابعة قام من اغتصبني وبقيت على ذلك السرير.
***
أحس بالعار الذي أحست به أيدينا.. أخاف بخوفها وأجوع بجوعها ويغرقني الألم والعار مثلها ويحشر في فمي ذات الورق الذي حشر في فيها.
***
ابنتي سلمى اعترفت أمامي.. شاهدتها تعترف: لقد كنت صغيرة لا أفقه شيئا، كان لي شعر طويل قصه أحد جنود تشيكني بالسكين بعد أن قام بضربي بشدة واغتصبني، لقد تعرضت للاغتصاب وأنا خارج الوعي فهمت فيما بعد ما الذي تعرضت له.
أما أختي والدة فقد قالت: أذكر ملامح أحدهم، أخذني هو وشخص آخر إلى جانب بيتي وقالوا لي انزعي ثيابك فقلت لهم لا تفعلوا بي ذلك إنكم في أعمار أولادي وضع أحد بسكين تحت رأسي أما الآخر فاغتصبني.
أضافت أختي والدة: فكرت مرارا في الانتحار فعرف أهلي بنيتي تلك، فكرت في أن أرمي نفسي في النهر ولكني خفت أن أموت كافرة بيدي.
ابنتي حرزتا قالت: كرهت دنياي ولم أعد أريد أن أبقى حية، كان العبء داخلي أثقل من أن احتمله.
أنا أيضا يا حرزتا.. يا ابنتي المسكينة الغالية.. أنا أيضا كرهت دنياي ولم أعد أريد أن أبقى حيا، فالعبء داخلي أثقل من أن احتمله، واغتصاب الأقصى أمام عحزي وصمت حكامنا أثقل من أن احتمله .
تواصل حرزتا: عندما أنام على سريري أشعر بأنني وحيدة مجروحة في أعماقي، تصحو الذكريات لأسترجع شريط الأحداث، فقط عندما أنام تنتهي تلك الصور وتتوقف.
وأنا أيضا يا حرزتا.
أنا أيضا مجروح في أعماقي..
أنظر إلى هذا العالم الذي طالما عيرونا بتقدمه وتخلفنا.. وتحضره وبداوتنا.. وإنسانيته ووحشيتنا..أنظر.. فيزداد عمق جرحي واتساعه..
لقد شارك العالم في الاغتصاب.. لم يكن المقصود بالاغتصاب مجرد المسلمين بل الإسلام نفسه .
قالوا أيضا أنهم يريدون جيلا من أبناء السفاح ينتمون خلقة وخلقا إلى المجرمين الغزاة الصليبيين..
لكننا هنا –في بلادنا- دون اغتصاب نرى خلقة وخلق نخبتنا تنتمي إلى الصليبيين والصهاينة..
لقد اغتصبت فتيات لم يتجاوز عمرهن عشرة سنوات واغتصبت نسوة عجائز فوق الستين من عمرهن. كانوا يقتلون أقاربهم أمام أعينهم.
وتم اغتصاب ما بين 30 - 50 ألف امرأة!!
***
هل أستطيع أن أتناول الجرائم الهائلة التي ارتكبها ويرتكبها حكامنا ونخبتنا في تخليهم عن الأقصى؟.
هل يحتاج القارئ أن أحكيها له..
يا لها من مهزلة..
الكل يعرف كل شيء
والكل لا يفعل أي شيء
لم يعد من الرجولة إلا الذكورة..
ولم يعد من الشرف إلا موضع العفة لبناتكم وأمهاتكم وأخواتكم..
ومع ذلك لا تدافعون عن رجولتكم وشرفكم..
يقول تقرير نشرته صحيفة الأسبوع المصرية أن الكلاب الأمريكية التهمت الأعضاء الذكرية لـ300 عراقى ،وذكر أيضا على لسان إحدي المجندات بأن النساء تعرضن ايضا للكلاب البوليسة وأن هذه الكلاب كانت تغتصب النساء، وأن هناك عددا من النساء توفين بالصدمة العصبية خوفا وفزعا.
وتعلن الجريده أيضا عن مصرع 60 طفلا بعد تقطيع أطرافهم أمام أمهاتهم ووفاة العديد من العراقيات بعد اغتصابهن.
***
يا من اختصرت رجولتهم في ذكورتهم..
واختزل شرفهم في مواضع العفة من نسائهم..
أنتم لم تدافعوا عن هذا ولا ذاك فكيف أطالبكم بالدفاع عن الأقصى؟!..
***
أهرب..
أهرب.. أهرب.. أهرب..
هل تريدون بديلا آخر أتحدث عنه بدلا من الحديث عن الأقصى؟!
فلتسمعوا إذن:
كشفت اللجنة العامة ضد التعذيب في إسرائيل اليوم تقريرا خطيرا عن استمرار جيشها ومخابراتها في تعذيب الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين جسديا ونفسيا خلافا للقانون المحلي والدولي.
هل أحكي لكم-وهل أنتم حقا لا تعرفون - إن حالات التحرش الجنسي والعنف وانخفاض معدل الأجور للفلسطينيات في تزايد مستمر .
***
قلبي لا يطاوعني على ذكر التفاصيل..
وها أنذا أريد الهرب مما هربت إليه..
ولكنني أتساءل:
هل كان نكوصنا عن الدفاع عن ذكورتنا وعفة نسائنا نكوص عجز أم نكوص خسة؟
هل كان نكوصنا عن الدفاع عن إنسانيتنا وكرامة شعبنا نكوص عجز أم نكوص خسة؟
هل كان نكوصنا عن الدفاع عن حدود بلادنا ووحدتها نكوص عجز أم نكوص خسة؟
هل كان نكوصنا عن الدفاع عن الخلافة الإسلامية التي كنا تحت ظلالها قادة الدنيا والتاريخ نكوص عجز أم نكوص خسة؟.
***
هل كان نكوصنا عن الدفاع عن الأقصى نكوص عجز أم نكوص خسة؟
***
لن أجيب أنا..
سوف أترك الإجابة لضابط وكالة الاستخبارات المركزية الأسبق "بروس ريدل" الذي نسق جهود مراجعة إدارة أوباما لسياسة أفغانستان ربيع هذا العام: «إنه أمر محير. هذا الرجل شبه (يقصد الملا محمد عمر) الأمي الذي لم يلتق سوى بعدد ضئيل من غير المسلمين في حياته كلها، يحقق أكبر النجاحات العسكرية في العصر الحديث».
***
لن أجيب أنا..
أفغانستان تجيب..
أضعف بلاد المسلمين وأقلها سلاحا وعتادا.. هزمت إمبراطورية بريطانيا العظمى.. وإمبراطورية الاتحاد السوفيتي.. وهاهي ذي توشك على هزيمة أمريكا..
فماذا فعلتم بجيوشكم وبترولكم وذهبكم. . ماذا فعلتم يا حكام يا نخبة يا أمة..
أخزاكم الله..
أخزاكم الله..
هل توجد في القواميس ألفاظ أشد من الخيانة والعمالة والإجرام والخسة؟.
هل يوجد لفظ يثير الاشمئزاز والتقزز أكثر من ديوث؟..
هل تريدون إجابة؟
أحقا لا تعرفونها؟
اسمعوها إذن مني..
نعم :
أنتـــــم..
نعم..
أنتـــــم..
أنتـــــم..
أنتـــــم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق