تجربة عاكف والنورسي مع السلطان عبد الحميد الثاني
إسماعيل ياشا
السلطان عبد الحميد الثاني تولى الحكم في وقت تكالب فيه الأعداء على الدولة العثمانية التي كانوا يصفونها بـ"الرجل المريض".
واضطر السلطان لخوض المواجهة في جبهات عديدة، كما تعرض لمؤامرات مختلفة، وحملات تشويه ممنهجة.
وكان عليه أن يتحلى بالحزم ليتمكن من حكم ما تبقى من السلطنة العثمانية مترامية الأطراف، في محاولة لإصلاح ما فسد، وتعزيز ما هزل، وإفشال المؤامرات، ومنع الانهيار.
وفي تلك الحقبة، ركب بعض الإسلاميين موجة معارضة السلطان عبد الحميد الثاني، واتهامه بممارسة الظلم والاستبداد وتقييد الحريات وقمع المعارضين.
وفي تلك الحقبة، ركب بعض الإسلاميين موجة معارضة السلطان عبد الحميد الثاني، واتهامه بممارسة الظلم والاستبداد وتقييد الحريات وقمع المعارضين.
وكان الشاعر محمد عاكف من أشد المنتقدين للسلطان.
وقد كتب قصائد لذمه والإساءة إليه.
وبعد عزل السلطان عبد الحميد الثاني، وتمكن أعضاء جمعية الاتحاد والترقي من السيطرة على مفاصل الحكم، لم يأت ما يحلم به عاكف وأمثاله من عدل ورفاهية، بل أصبحت الأوضاع أسوأ بكثير مما كانت في أيام السلطان. وحينذاك أدركوا أنهم أخطأوا في معارضتهم وظلموا السلطان عبد الحميد الثاني. وأبدى بعضهم ندمه فيما بعد، كما اعترف البعض الآخر بأن الاتهامات الموجهة إلى السلطان آنذاك لم تكن ثابتة، بل كانت مجرد دعاية سوداء.
"في تلك الحقبة، ركب بعض الإسلاميين موجة معارضة السلطان عبد الحميد الثاني، واتهامه بممارسة الظلم والاستبداد وتقييد الحريات وقمع المعارضين"
أورهان عثمان أوغلو، أحد أحفاد السلطان عبد الحميد الثاني، حكى في برنامج تلفزيوني، قصة زيارة سعيد النورسي لحفيدة السلطان عبد الحميد الثاني في العاصمة أنقرة عام 1959، واعترافه بأنه أخطأ في حق السلطان، وظلمه، وأعرب عن ندمه على معارضته له. وكان النورسي، مثل عاكف، يحلم بأوضاع أفضل، إلا أن الأوضاع ساءت كثيرا بعد عزل السلطان حتى أدَّت إلى انهيار الدولة العثمانية.
بل تعرض النورسي للملاحقة والظلم بعد تأسيس الجمهورية الحديثة، لدرجة أن مكان قبره تم إخفاؤه بعد موته. كما أن الشاعر الوطني محمد عاكف عاش في ظروف قاسية، وتوفي في إسطنبول بعد عودته من القاهرة، ولم يشارك في جنازته إلا عدد قليل من محبيه؛ لأن حزب الشعب الجمهوري الذي كان يحكم البلاد آنذاك رآه خطرا على النظام. وكان نجل الشاعر أيضا عانى من الفقر المدقع، لدرجة أنه وجد ذات صباح ميتا في الشارع عند برميل النفايات، وكأن لعنة الإسهام في تشويه صورة السلطان عبد الحميد الثاني وإسقاطه والقضاء على الدولة العثمانية لاحقتهم جميعا، رحمهم الله.
أردوغان يتعرض منذ فترة لحملات تشويه مشابهة لتلك التي سبقت عزل السلطان عبد الحميد الثاني. ويطرح ركوب شخصيات محسوبة على التيار الإسلامي موجة انتقاد رئيس الجمهورية التركي، هذا السؤال: "هل يعيد التاريخ نفسه؟".
أردوغان يتعرض منذ فترة لحملات تشويه مشابهة لتلك التي سبقت عزل السلطان عبد الحميد الثاني. ويطرح ركوب شخصيات محسوبة على التيار الإسلامي موجة انتقاد رئيس الجمهورية التركي، هذا السؤال: "هل يعيد التاريخ نفسه؟".
"الإسلاميون عانوا كثيرا من ظلم الأقلية العلمانية المتسلطة في تركيا القديمة، وفي ذاكرتهم تجارب مرة، كتجربة محمد عاكف وسعيد النورسي مع السلطان عبد الحميد الثاني. ولذلك، يدعو معظمهم إلى التصويت لأردوغان وحزبه"
الانتقادات الموجهة إلى أردوغان من قبل بعض الإسلاميين لا تخلو من حسابات ضيقة ومصالح شخصية، وإن قُدمت في ثوب انتقادات سياسية أو مبدئية، كأن يرى أحدهم أن الحكومة لم تعرف قدره ولم تضعه في المنصب الذي يستحقه، أو يحلم بأن يجلس على كرسي الرئاسة عبد الله غول أو أحمد داود أوغلو، أو يغضب من أردوغان لأنه عيَّن فلانا بدلا من علان. كما أن بعض تلك الانتقادات مجرد اتهامات مغرضة عارية عن الصحة والدليل. وحتى لو كانت بعضها انتقادات في محلها، لا يمكن أن تقارن مع ما سيؤول إليه الوضع في البلاد في حال فازت الجبهة المعارضة التي تتعهد بإعادة تركيا إلى الوراء.
الإسلاميون عانوا كثيرا من ظلم الأقلية العلمانية المتسلطة في تركيا القديمة، وفي ذاكرتهم تجارب مرة، كتجربة محمد عاكف وسعيد النورسي مع السلطان عبد الحميد الثاني. ولذلك، يدعو معظمهم إلى التصويت لأردوغان وحزبه، على الرغم من تحفظاتهم على بعض المواقف والسياسات، ولن يتخلوا عن دعم رئيس الجمهورية كي لا يعيد التاريخ نفسه.
الإسلاميون عانوا كثيرا من ظلم الأقلية العلمانية المتسلطة في تركيا القديمة، وفي ذاكرتهم تجارب مرة، كتجربة محمد عاكف وسعيد النورسي مع السلطان عبد الحميد الثاني. ولذلك، يدعو معظمهم إلى التصويت لأردوغان وحزبه، على الرغم من تحفظاتهم على بعض المواقف والسياسات، ولن يتخلوا عن دعم رئيس الجمهورية كي لا يعيد التاريخ نفسه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق