العار المقبل
سيكون أكثر إيلاما من كل الدماء التي أُهدرت غيلة وعبثا، وأكثر خيانةً من كل الخيانات التي مارسناها سرا وعلانية. العار المقبل غامض، وليس له جلد، عار سائل، سيولة الشر.
سيكون العار المقبل عاريا من الخجل، وعاريا من الحياء، ويكون له من الأسواق ما يشبهه، ومن التجّار ما يشبهه، ومن الفنانين والكتّاب ما يشبهه.
سيكون العار المقبل عاريا من الخجل، وعاريا من الحياء، ويكون له من الأسواق ما يشبهه، ومن التجّار ما يشبهه، ومن الفنانين والكتّاب ما يشبهه.
العار المقبل خال من الأدب، وإن صادفه الأدب راوغ منه، أو ضحك.
لا يرتدي العار المقبل قناعا، ولا يتقنّع وراء التأويل فيما يريده أو يتمنّاه، فقد زهد في الرموز والتأويلات والأخيلة، وزهد حتى في روائح الكتب القديمة، والجدل القديم، والمودات القديمة، والحضارات القديمة، والتكايا القديمة، والآمال القديمة، وحتى نجوم السماوات القديمة،
لا يرتدي العار المقبل قناعا، ولا يتقنّع وراء التأويل فيما يريده أو يتمنّاه، فقد زهد في الرموز والتأويلات والأخيلة، وزهد حتى في روائح الكتب القديمة، والجدل القديم، والمودات القديمة، والحضارات القديمة، والتكايا القديمة، والآمال القديمة، وحتى نجوم السماوات القديمة،
العار المقبل كفيروس غامض، ويعرف عمله جيدا.
قد لا يكون للعار المقبل اسم، على الرغم من حضوره وتأثيره، ليس لأنه يخجل من الأسماء والصفات والنعوت، ولكن لأن الخجل لم يعد من العملات المتداولة لديه.
العار المقبل قد لا ترى مَن بنى له خشبة المسرح، ولا حتى من موّله، فقد يموّله شقيقك الذي صلى الفجر معك، وكانت كتفه بجوار كتفك، وكان يتحدّث عن الوطن.
سيكون العار المقبل بلا ملامح، لأنه يستعير ملامحه من جهةٍ غامضةٍ يُساق لها ليلا.
العار المقبل قد يتسوّل أقطابه، حيث التسول قد لا يكون عيبا، على الرغم من أن حمّاماتهم من ذهب وسياراتهم أيضا.
العار المقبل عنيف جدا على الفقراء، حد قتلهم وإبادتهم، وكأن الفقراء هم سبب حجْب النجوم والأنهار عنهم.
ستكون موائد الحروب في العار المقبل مثل موائد القمار، بلا خلق ولا فروسية، ومن خلفها، رجال أعمال، وسماسرة، وبورصات، وتجار عملة، ولصوص بنوك، وتقنيون مهرة، يؤجَّرون كالمومسات، ولهم جزر معزولة عن العالم.
ستكون موائد الحروب في العار المقبل مثل موائد القمار، بلا خلق ولا فروسية، ومن خلفها، رجال أعمال، وسماسرة، وبورصات، وتجار عملة، ولصوص بنوك، وتقنيون مهرة، يؤجَّرون كالمومسات، ولهم جزر معزولة عن العالم.
العار المقبل ستخرج فيه السياسة تماما من المنهج، وقد تتولاها البنوك، حيث تتحول هذه إلى ما يشبه الثكنات العسكرية، وتمتلئ بالأسلحة واللوحات، وتحول سبائك الذهب إلى أطنان، حيث تستعصي على اللصوص، وخصوصا من كبار موظفي البنوك.
لن يخجل في العار المقبل أحد من أفعاله، فقط يبني فيه شيخ تلفزيوني "قارح" معبدين في سيناء من غسل أمواله، وقد يبني فيه "نخنوخ" مسجدا للمسلمين في المرج أو المريوطيّة.
العار المقبل لن يشعر فيه أي انسان، وهو يشاهد مباريات كأس العالم أنه مهزوم أيضا، طالما يشاهد المباراة بشفرة اشتراها من السوق، ومعه كارت الشحن، وقد ذهب أمس إلى المقابر، وزرع هناك شجرتين فوق رأس أمه.
العار المقبل غامض غموض الممثلة الجميلة الحزينة أيضا، والتي اعتزلت التمثيل فجأة، واشترت مصنعين للحرير وآخر للحديد، وتشارك داعيةً يلبس الخواتم الألماس في مصنعين للبلاستيك، ولها برج بجوار الحرم.
العار المقبل تضيق فيه الأرض جدا، وتتسع فيه الجبال الفارغة جدا، وتهرب إلى هناك كل النجوم في حراسة اللصوص مع أصحاب الجامعات الخاصة والبنوك وشركات الأمن.
العار المقبل حزين جدا، ويرقص من غير دموع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق