الثلاثاء، 10 سبتمبر 2019

الفرعون المصري.. كيف هرب محمد علي من مصر؟

الفرعون المصري.. كيف هرب محمد علي من مصر؟

باسم مجدي-القاهرة 
لا تزال فيديوهات المقاول والفنان المصري محمد علي تثير اهتمام متابعي مواقع التواصل الاجتماعي، ويتساءل المتابعون كيف نجح في الفرار من مصر بعد خلافه مع الجيش المصري، وهو ما نحاول الإجابة عنه في التقرير التالي.
فيلم أكشن في إسبانيافي يناير/كانون الثاني الماضي، نشرت جريدة الأهرام القومية المصرية خبرا يفيد بأن الفنان محمد علي يمارس تدريبات قاسية على مشاهد الأكشن بإشراف مجموعة من الخبراء، استعدادا لتصوير فيلمه الجديد "الفرعون المصري" الذي -على حد وصفها- سيقوم ببطولته مع مجموعة كبيرة من نجوم الفن حول العالم، وسيجري تصويره في مصر وإسبانيا.
وتضمن الخبر تفاصيل عن سيناريو الفيلم الذي كتبه: هبة نجم أبو غزالة ونائل شحادة السلطي ووائل حسين الخولي وأحمد المانسترلي، وهي أسماء غير معروفة في الوسط الفني، وأضافت الجريدة أن الفيلم سيتناول ظاهرة الإرهاب حول العالم وأنه بإنتاج مصري وإسباني.
وتوالت أخبار الفيلم بين صحف ومواقع مصرية مؤيدة لنظام السيسي، حيث نشرت جريدة البوابة أن أغلب مشاهد الفيلم ستصوّر في إسبانيا، بينما اختار محمد علي تصوير مشاهد مصر بين مدينتي الأقصر وأسوان، كما سيجري تنفيذ الغرافيك من قبل كبرى الشركات المتخصصة في هذا المجال بأوروبا.


ونشرت جريدة الشروق نقلا عن علي أنه تم رصد ميزانية ضخمة للفيلم، وأنه سيطرح كيفية القضاء على ظاهرة الإرهاب نهائيا، وأنه يقوم حاليا بمعاينة أماكن التصوير بين غابات برشلونة وضواحي إسبانيا.
وكشفت جريدة الفجر المصرية أن علي غادر إلى برشلونة بعد انهيار شركته في مجال العقارات، وأنه يسعى لاستكمال "مشاريعه الهادفة" في مجال المقاولات. ونقلت عنه قوله "أتمنى أن يتحسن سوق المقاولات، ذلك السوق الذي من شأنه تحقيق دخل ضخم يساعد في النهوض بالاقتصاد".
ولا يبدو واضحا على وجه الدقة من سرّب أخبار هذا الفيلم إلى الصحف المصرية، لكن يبدو أن علي قد استغل عمله في التمثيل لينسج قصة تفيد بأنه سيقوم ببطولة فيلم يتبنى خطاب نظام السيسي في حربه على الإرهاب، وأنه اختار إسبانيا مكانا للتصوير بالذات بعد أن خاض تجربة مماثلة في تصوير فيلمه السابق "البر الثاني" فيها، وهو ما ساعده في خطة الهروب إلى إسبانيا.
انطلاقة أملاك من إسبانيا
استمرت الصحافة المصرية في نشر ما يبدو أنه بيانات صحفية صدرت عن المقاول المصري أو مجموعته العقارية، حيث نشرت جريدة المساء توقيعه على بروتوكول تعاون مع كبرى شركات التصميم العقارية في برشلونة لدراسة تنفيذ أحد المشاريع البنائية العملاقة في إقليم كتالونيا الإسباني.
وكتبت الجريدة نقلا عن علي أن المسؤولين الإسبان رحبوا بأفكاره الاستثمارية، وأنه "ليس غريبا على حفيد الفراعنة الذين شيدوا أعظم حضارة في التاريخ أن يأتي بمثل هذه الأطروحات، وأطلقوا عليه لقب الفرعون المصري".
وأوضحت الجريدة أن علي لا يمتلك السيولة المالية حتى لامتلاك شقة صغيرة في أوروبا، لكنه سيكون شريكا بالفكرة.
المثير للسخرية أن جريدة الأهرام نشرت خبرا بعنوان "انطلاقة جديدة لمجموعة أملاك العقارية بإسبانيا" في إبريل/نيسان الماضي، ونقلت عن علي نشره صورة دعائية لمجموعته على فيسبوك، وتعليقه عليها "راجعين إن شاء الله أقوى من الأول وبسرعة الصاروخ.. أملاك.. برشلونة.. ورحلة صعود جديدة".
ووصفت الأهرام علي أنه "المقاول المصري الذي بدأ حياته من الصفر إلى طموح العالمية في مجال المقاولات"، وأضافت أنه لاقى ترحيبا كبيرا من الحكومة الإسبانية وأنه سوف يوقع العديد من الاتفاقيات لتبادل الثقافات ونقل التوعية بين البلدين.
الفنان المثير للجدللا يبدو علي وجها مألوفا في الوسط الفني المصري، ولم يلفت الأنظار سوى بدوره في مسلسل "طايع" في رمضان 2018 إلى جوار الفنانين عمرو يوسف وصبا مبارك وعمرو عبد الجليل، حيث لعب دور ضابط الشرطة الذي يخوض صراعا في صعيد مصر بين جماعات تهريب الآثار والراغبين في الأخذ بالثأر.
وكان علي قد أثار جدلا كبيرا خلال مهرجان القاهرة السينمائي عام 2016، حيث شارك فيلم "البر الثاني" من إنتاجه وبطولته في مسابقة المهرجان، وتصدرت صورته منشورات الفيلم بأحجام كبيرة في شوارع القاهرة ودار الأوبرا المصرية.
كما استعان بالعديد من الحرس الشخصيين خلال العرض الخاص لفيلمه، والذين اتهمهم بعض الصحفيين بإساءة التعامل معهم، ودفع البعض للهجوم على إدارة المهرجان لاختيارها فيلما ضعيف المستوى للمشاركة في مسابقة المهرجان المصري الأهم، وتخصيص دعاية مبالغ فيها له، وتصدر صورة البطل الذي لا يعرفه أحد منشورات الفيلم على حساب باقي الفنانين المشاركين.
وشارك الفنانون: عفاف شعيب وعمرو القاضي وعبد العزيز مخيون في بطولة "البر الثاني" الذي لم يحقق نجاحا تجاريا بإيرادات تجاوزت 500 ألف جنيه فقط، رغم تكلفته التي تجاوزت 27 مليونا.
المصدر : الجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق