الثلاثاء، 27 فبراير 2024

الإعدام المريح للقضية الفلسطينية!

 الإعدام المريح للقضية الفلسطينية!

في ظل استمرار الهجمة الإسرائيلية الشرسة على غزة وبدعم أمريكي غربي سافر!

 

في ظل غدر إيراني شديد الاحكام وموجع!

 

في ظل تخاذل فظيع تجاه فلسطين وتواطئ عربي رسمي فاجر مع إسرائيل لم يشهده القرن!

 

في ظل توسع وامتداد حالة الحيض في الشعوب العربية حتى باتت استحاضة طويلة!

 

في ظل كل ما سبق تحولت معركة طوفان الأقصى من معركة تستهدف إزالة المحتلين، إلى طوفان إسرائيلي أمريكي غربي يغرق غزة قتلا وجوعا وبردا، ويمتد بخطوات مسرعة في القدس ومدن الضفة!

 

وبعد كل هذا التخاذل والغدر والتواطؤ بات سقف الفلسطينيين -المعذبين- هو إيقاف المعركة ليتوقف القتل ويعود ملايين البشر للبحث عن خيام ينصبونها فوق الركام، دون مستشفيات ولا مدارس ولا جامعات ولا مؤسسات.. الخ

 

إن الدور الذي تمارسه الدول العربية وحكوماتها الرسمية لا يختلف عن دور أبي جهل إلا في جانب واحد، حيث امتلك أبو جهل -رغم عدائه- شرفا ومروءة، فيما خلت الأنظمة العربية الوطنية من أدنى درجات الشرف والانتماء.

 

الفاجعة السياسية اليوم تكمن في انتفاء أي دور عربي رسمي في ظل حالة مكوكية سياسية للأفعى الإيرانية!

 

الخطورة غدا تكمن في تحويل القضية الفلسطينية إلى مسألة إنسانية لا تتجاوز حدود الماء والغذاء والدواء والمسكن وبعض التعليم، بحيث يصبح دخول الحديد والاسمنت إلى القطاع انتصارا كبيرا تدق له الطبول، فيما يبهت حتى يغيب الحديث والحراك العربي لأجل القدس والمستوطنات والسجون والأسر والعودة… الخ

 

السؤال -المحرج- المطروح على الشعوب العربية وعلى وجه الخصوص قياداتها وحركاتها السياسية والثورية هو:

 

لماذا قامت ثورات الربيع العربي وتصاعدت كالأمواج العالية، ثم انتقلت في حالة مد متصل من بلد إلى آخر، ثم توقفت عند حدود فلسطين؟

 

أليس ما يحدث منذ خمسة شهور في غزة والقدس والضفة الغربية أكبر وأعظم وأخطر مما حصل مع البوعزيزي في تونس؟

 

أسئلة تطرح بحثا جادا حول استقلالية الإرادة السياسية العربية، ليس فحسب عند الحكومات العربية الرسمية، بل لدى الحركات الثورية التي تمت هندستها في مربعات محبوكة -دون وعيها- فوقعت في الفخ!

 

فلسطين وأنهار دمائها النازفة وأقصاها المعتقل، فرصة حقيقية للعلماء الربانيين والشخصيات العلمية والثورية والقيادات السياسية النزيهة والدعاة والمصلحين الجادين، ليعيدوا القراءة من جديد، ولكن بوعي مختلف وأدوات غير كلاسيكية، وبعيدا عن الأطر الحركية والتنظيمية الهرمة وأدواتها البالية، حتى لو اضطر الأمر الطلاق مع القيادات الديناصورية المغبرة والعليلة.

 

مضر أبو الهيجاء فلسطين-جنين 16/2/2024

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق