المقولات الجاهلية التي تنتشر في فلسطين وسورية!
مضر أبو الهيجاء
1/ لا يفتي قاعد لمجاهد!
2/ من يحرر يقرر!
قواعد جاهلية يتم ترويجها كمسلمات شرعية تراثية، وهي خالية من التصورات القرآنية ومفارقة للسيرة النبوية، تعبر عن سقطة أخلاقية سياسية، وتوجد ثغرة منهجية تؤسس لتوسع الأهواء، وتؤصل للاستبداد والمركزية الشخصية المفضية لمحاصرة الهدى والتضييق على الرشاد، وتمنع التدبر والنظر بل تورث العمى، وتسعى لإزاحة العلماء الربانيين، وتضعف دور ورثة الأنبياء.
إن معاركنا مشروعة وبطولاتنا في كل ساحتنا مشهودة، ولكنها ليست معارك تيوس وثيران،
بل معارك حق وباطل، فالحق أحق أن يتبع وإن كان قائله عدوا ومن الشياطين،
فما بالك عندما يكون الناصح الأمين من أتلف عمره في طريق الدعوة إلى الله،
ولكنه لم يتألق على الشاشات مبرزا شخصه واسمه ورسمه، ومدنيا من قيمة الحق والرشد والدين!
إن أمر الله سبحانه وتعالى للمسلمين بالتسبيح والاستغفار والتوبة عقب كل نصر جزئي أو كلي،
جاء عالما بطبيعة البشر التي تميل إلى الاعوجاج وتسارع في الانحراف،
وتحتاج كثيرا من الذكر والتوبة ومجاهدة النفس والنصح والدعاء حتى تنجو من حبائل الشياطين وأهواء النفس، وتبقى مستقيمة وعلى الصراط.
فيا مجاهدي فلسطين الأوفياء، ويا ثوار الشام الأبرار، دعكم من المقولات الجاهلية التي تصرف أنظاركم عن هدى الله،
وتحرف عقولكم عن البحث عما يرضيه عنا سبحانه، وعما يحقق منافع للناس ويبني مصالحهم ويعمر الأرض لتعبد الله.
منهج القرآن الكريم وآياته واضحة
أفلا يكفيكم منهج القرآن الكريم وآياته الواضحة، وسيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام،
وكيف أن الله توفاه دون أن يشير لأحد ودون أن يقرر قالبا ومسطرة لمن هو أجدر بالخلافة ومقعد الخليفة من بعده،
وذلك في مرحلة فارقة تاريخية حساسة وخطيرة تمس الإسلام ومستقبل المسلمين!
فهل وعيتم مقصود رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما لم يطرح مقولات نبوية هي أولى بالاتباع من مقولاتكم الجاهلية؟
وهل استقر في عقولكم منهج القرآن؟ وهل وعيتم أمر رسول الله للمؤمن ليزرع الفسيلة التي بيده وهو في حال يشهد فيه القيامة؟
أم زاحم الهدى وطلب الآخرة في قلوبكم نزعات الشيطان، حتى برزت شهواتكم الخفية وحب الرئاسة، والقتال والتنافس لأجل مزيد من الصلاحيات،
ولبستم شهواتكم الدفينة -أمام الناس- مقولات جاهلية مغرضة وقبيحة روجتموها كإرث عن الأنبياء، وظننتم أن الله لا يعلم ما في قلوبكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق