الخميس، 9 يناير 2025

هل خططت للمستقبل؟

 ربيع الكلمات

هل خططت للمستقبل؟





«التخطيط الهادئ والتنفيذ الصحيح هو سبيل النجاح وليس الحلول العاجلة» د. غازي القصيبي

عادة الناس تربط التخطيط مع بداية السنة، والتخطيط ليس مربوطاً بوقت محدد، ولكن المهم أن ينظم الإنسان نفسه خاصة مع بداية العام الجديد حيث تتزايد الرغبة لدى الناس في تحقيق الأهداف والطموحات، والعام الجديد يمثل صفحة بيضاء تحمل في طياتها إمكانيات لا حصر لها لبداية جديدة مليئة بالتفاؤل والعمل والإنجاز، ويقول الأديب علي الطنطاوي:

«إن حياة الإنسان لا تُقاس بطول السنين بل بعرض الأحداث».

أمر مهم أن نتفكر في العام الماضي لتقييم الإنجازات ومراجعة الفجوات، وأيضاً للتعلّم من التجارب السابقة، ووضع خطط للتغلّب على التحديات المستقبلية وإيجاد الحلول للتحديات التي نواجهها، ومهما حصل يجب ألايفقد الإنسان الأمل والتغيير يبدأ من الداخل إلى الخارج ومدى قدرتنا على تغيير أنفسنا 

ويقول فيكتور فرانكل: 

«عندما نفقد الأمل في تغيير الواقع يكون التحدي الأكبر في قدرتنا على تغيير أنفسنا».

والعام الجديد ليس مجرد تغيير في التقويم وورقة ننزعها، بل هي دعوة حقيقية للتجدّد الداخلي واستعادة الحماس لتحقيق الأفضل، إنها فرصة للانطلاق من جديد، بتفاؤل وإصرار على بناء حياة أكثر إشراقاً ونجاحاً، فلنجعل من العام الجديد بداية لتاريخ مليء بالإنجازات والسعادة.

والتخطيط له فوائد كثيرة منها تقليل الإحباط من خلال تحقيق تقدم ملموس من خلال الانجازات، وتعزيز الثقة بالنفس مع كل إنجاز يتم تحقيقه، وتحسين إدارة الوقت والتوازن بين العمل والحياة. 

ويقول ستيفن كوفي: «لكل جهد منظم عائد مضاعف».

وهناك بعض التساؤلات مهم أن يسأل الإنسان نفسه وهو يخطط للعام الجديد، ماذا أريد أن أُحقق في هذا العام، وما هي طموحاتي في مختلف المجالات، وإلى أين أريد أن أصل من أهداف؟ 

والإجابة على هذه التساؤلات تحتاج صدق مع النفس، لا تماطل لأنها حياتك وهي تستحق أن تفكر فيها وتعمل وتجتهد لأجلها.

والنجاح في الحياة هو ثمرة للتخطيط السليم وجهد ومثابرة وعمل دؤوب، أما الفشل فالسبب الأساسي له هو عدم التخطيط والاستسلام لمنطقة الراحة، وأكبر مشاكل الناس في عدم التخطيط هو العيش بعشوائية، فاستسلم لعادات يومية يفعلها من دون وعي يذكر، 

ويقول الأديب مصطفى صادق الرافعي: «إن لم تزد على الحياة شيئاً، تكن أنت زائداً عليها».

ولا بديل عن العمل الجاد لتحقيق الأهداف، فلا فائدة من التخطيط من دون العمل الحقيقي، وعندما تواجهك مشكلة تستطيع أن تسأل الذين يسلكون الطريق وهذا يسهل عليك تحقيق الهدف، 

ويقول بيتر دراكر: «الخطط هي مجرد نوايا أو غايات حسنة ما لم تتحوّل إلى الفور إلى عمل جاد».

والأوقات تمر ولا تتوقف وهذه سُنة الحياة، والحياة تسير سواءً خططنا لها أم لا، ولكن قلة هم الذين يخططون لحياتهم، أو نادراً ما تسمع في مجتمعاتنا عن الذين يخططون لمستقبل أيامهم، والذين يخططون يحققون ما يريدون في هذه الحياة، لأن القاعدة تقول ما تفكر فيه تحصل عليه، وحياتك من صنع أفكارك، ويقول بيتر دراكر، «ما لا يُمكن قياسه لا يُمكن إدارته».

والتخطيط للسنة الجديدة هو خطوة أساسية لتحويل الطموحات إلى إنجازات على أرض الواقع، إنه وقت لتحديد مسارك وتشكيل حياتك بالطريقة التي تريدها، خذ وقتاً الآن للتفكير والتخطيط، واجعل من السنة الجديدة بداية حقيقية لتحقيق أحلامك وبناء مستقبل أكثر إشراقاً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق