يا ثوار مخيم جنين المجاهدين.. فوتوا عليهم الفرصة!
نداء ورجاء
مضر أبو الهيجاء
لم تمنح أمريكا ياسر عرفات -رحمه الله- سلطة لكي ينجز تحرير فلسطين، كما لم يستلم محمود عباس السلطة لكي ينشر الدعوة ويعرف الناس بدين التوحيد!
إن ما يجري في الضفة وغزة هي أدوار مرحلية ستنتهي -لا سمح الله- بتسليم الضفة كما غزة، وذلك بعد خلخلتها وتجريدها من السلاح وتفريغها من سكانها لصالح توسع المشروع الإسرائيلي.
لا تسلموا سلاح القضية الفلسطينية الأقوى والأدوم، ألا وهو تواجدكم في مدنكم وبلداتكم وقراكم ومخيماتكم، وهو حقيقة ما تسعى إليه وتستهدفه إسرائيل، وقد بات معلنا على لسان الوزراء الإسرائيليين، وذلك بعد أن أنجزوه في غزة، وبات واقعها ينتظر فيه الناس أي ثغرة ليخرجوا منها بلا عودة، وذلك من شدة القهر والعدوان والإذلال والجوع القاتل للغلمان -وهم إن فعلوا محقين-.
إن فلسطين لم ولن تتحرر من داخلها كما في كل التاريخ، بل خارجها من يحررها، الأمر الذي يضبط دورنا كفلسطينيين في جانبين مخصصين هما:
1/ مقارعة العدو بشكل مدروس وذكي لا ينقض مجتمعنا ولا ينقص من تواجد الناس على الأرض، وذلك لكي لا يهنأ الخصم فيتوسع ويعلو ويتغول.
2/ تحريض المؤمنين على القتال، والصبر عليهم حتى تنضج أوضاعهم في محيط فلسطين.
إن العقيدة القتالية العسكرية في فلسطين تحتاج إلى مراجعة وإعادة صياغة، بحيث توازن بين الوجوب والحق الشرعي في مقاومة الإحتلال، وبين حقائق الواقع المعتبرة شرعاً وعقلا وسياسة في تحقيق الأهداف وتقريبها، وليس استبعادها بسبب سلوك غير مدروس!
لقد فنيت غزة، ودمرت الترسانة العسكرية فيها، وزهق كثير من رجالاتها وعلمائها وأطبائها ومعلميها ودعاتها، وشردت جميع عائلاتها، وذلك بسبب توحش الإدارة الأمريكية وتنفيذ الآلة الصهيونية، وبسبب قرار قيادات الجهاد والمقاومة غير المدروس، فقد اكتفى أصحابه بالنظر لحقائق الدين وغاب عنهم اعتبار حقائق الواقع، والنظر والتدبر الواجب، وحين عولوا فقد عولوا على زيف ووهم وحيط مائل!
إن الأمانة والمسؤولية تقتضي ألا نتجاوز واقع غزة المكلومة ووقائع أهلها المنكوبين، حتى لا نكرر منح الفرصة للإسرائيليين المسعورين، وللإدارة الأمريكية التي تعهدت بضرورة توسيع جغرافيا إسرائيل، غير آبهة بحدودها الداخلية ولا الدولية الخارجية!
إن المعركة الحقيقية ليست بين ثوار فلسطين وقوات السلطة التي تعتاش على رواتب وقليل من الامتيازات، بل إن المعركة الحقيقية لا تقف عند حدود نتنياهو وسموترش وبن غفير، فهي تتجاوزهم لتصل للراعي الأمريكي الذي يريد إعادة صياغة المنطقة مستخدما إحدى أدواته الفاعلة، المسماة إسرائيل.
أدعوكم للنظر والتفكر والتدبر، ومن ثم إعادة صياغة مشروع الجهاد والمقاومة الذي سيظل حقا مشروعا مادام الاحتلال قائما، لاسيما وإيقاع الجهاد غير المحسوب سيتلفها ويزهق النفوس ويحقق للعدو المقصود بتغيير ديموغرافيا الضفة.
إن القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى المبارك جزء من عقيدة المسلمين، وإن المشروع الصهيوني لم يأت مستهدفا لها فحسب، بقدر ما تموضع عليها مستهدفا عموم الأمة، الأمر الذي سيدفع جموع العرب والمسلمين ليقوموا بواجبهم الشرعي والأخلاقي تجاهها ولو بعد حين.
فلسطين جهاد ومقاومة يجب أن ينظم نفسه ليحافظ على شعبه ويقارع الاحتلال بوسائل شتى في كل حين، كما يجب أن يقوم بواجب تحرض المؤمنين ومد جسوره نحوهم، حتى يحين وعد الله الحق، وهذا يقين.
وبكلمة يمكن القول إن الإعداد الشرعي الواجب لأجل مواجهة المشروع الصهيوني الغربي هو إعداد على مستوى الأمة، وكل تصور للإعداد محصور في حدود فلسطين هو تصور غير شرعي وفاسد، وأي قرار يبنى عليه في مواجهة شاملة غير موصولة بالخارج إنما هو افتئات ومهلكة.
أدعو شعبي وأهلي وناسي، كما أدعو قيادات الجهاد والمقاومة النافذة والمقررة، أن تعيد المراجعة وتقوم تصوراتها، فالتصورات الفاسدة هي أرضية خصبة للاجتهادات الخاطئة، واتقوا الله ويعلمكم الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق