الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025

هل ندافع عن الحق والعدل أم ننحاز لعقلية القطيع؟

هل ندافع عن الحق والعدل أم ننحاز لعقلية القطيع؟

السؤال الأخلاقي المطروح
  


من نافلة القول أن كلمة الله وهذا الدين العظيم لم ينتشر بحد السيف ولا نتيجة للقوة المادية والموازين الظرفية، بل إن انتشار دعوة الحق ودين الله وهذا القرآن الكريم جاء نتيجة توافقه مع الفطرة السوية من جهة، ومن جهة أخرى ترجمة المسلمين للقيم الأخلاقية في سلوكهم ومواقفهم العملية.

والسؤال الأخلاقي المطروح على أتباع ملة إبراهيم اليوم هو:

هل الواجب الشرعي والأخلاقي والإنساني في الدفاع عن المظلوم المختطف الشاعر عبد الرحمن يوسف القرضاوي واجب قائم، فيما الواجب الشرعي والأخلاقي والإنساني في الدفاع عن المسلم المناصر للثورة السورية الإماراتي جاسم الشامسي غير قائم؟

وحتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود فيه مستوى الفهم الأخلاقي المنسجم مع رسالة القرآن،

 أعيد تكرار السؤال الشرعي الأخلاقي الإنساني بشكل مختلف وأقول:

لو أن الإمارات اختطفت من لبنان جاسم الشامسي الإماراتي ونقلته للإمارات، ولو أن الإدارة السورية الجديدة اعتقلت في نفس الوقت الشاعر المصري عبد الرحمن يوسف القرضاوي وأودعته سجون دمشق.. فهل حينها سنقوم بالدفاع عن جاسم الشامسي بصوت مرتفع، وسنصمت عن اعتقال الشاعر عبد الرحمن يوسف ونتحدث عنه بيننا بصوت خافت؟

إن الجواب الصادق هو ميزان التفريق بين العقل والسلوك الإسلامي النزيه والمرتبط برسالة الدين وأحكام الوحي، أو عقل القطيع الأعمى عن الهدى والذي كان سببا في نزول اللعنة على بني إسرائيل، فقد كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وكانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه وتفشى فيهم وبينهم الظلم، فكانوا أهلا لحلول اللعنة والهلاك الذي بدأ بصالحيهم قبل طالحيهم.

فهل وعيت واعتبرت يا مسلم ويا حافظ القرآن على القراءات العشر، لماذا يمتلئ كتاب الله العزيز بقصص بني إسرائيل؟

إن الغيور على التجربة الإسلامية الواعدة في سورية يسعى بكل طاقته لتنقيتها وتخليصها من كل أسباب الهلاك وحلول اللعنات.

أما لفريق المرتابين المضطربين المتعلقين بأوهام الحسابات من الإسلاميين فعليهم أن يعيدوا قراءة سورة عبس بتدبر ووعي!

واليوم بعد مرور عام على اختطاف الشاعر المصري عبدالرحمن يوسف القرضاوي تقدمت أصوات من العلماء العاملين في الدفاع الواجب عنه، فهل سينتظر الإماراتي جاسم الشامسي عاما حتى يجد أصواتاً مرتفعة تدافع عنه؟ 

وهل حكام سورية الجديدة يأمنون مكر الله إذا رفع هذا المظلوم وزوجه وأطفاله يديهم متضرعين إلى الله؟ 

وهل حقا استمعت الإدارة السورية بوعي المخبتين لعتاب الله لنبيه الأمين صلى الله عليه وسلم حين عبس في وجه أعمى لا يرى العبوس؟ 

فلتتقوا الله.

مضر أبو الهيجاء فلسطين-جنين 10/12/2025


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق