أسماء البلتاجي في ماليزيا.. وعلاء الأسواني في باريس!
شعبان عبد الرحمن*
مؤخراً زرتُ ماليزيا لعدة أيام.. لم يسمع صوت شعب ذلك البلد جيداً لدى الشعب المصري، وكنت أظن أنهم يعلمون بحادث الانقلاب العسكري، ولكنهم لا يكترثون، ولكني فوجئت بثلاث فعاليات شعبية كبيرة تندد بالانقلاب..
وخلال زيارتي لقاعة المؤتمرات تلك التحفة المعمارية العجيبة التي تقع في منتصف المدينة التكنولوجية الحديثة، شاهدت معرضاً متنوعاً حيث كانت علامة «رابعة» تزهو على بعض الملابس المعروضة داخله.
المفاجأة الكبرى كانت في صحيفة «Sinar Hrian- الضوء اليومي» أوسع الصحف الماليزية انتشاراً، التي خصصت صفحة كاملة للشهيدة أسماء البلتاجي، تحمل صورتها ومعها رسالة والدها د. محمد الشهيرة إليها عقب استشهادها.. وعندما التقيت بالدكتور مازلي ملك، أستاذ العلوم السياسية، وأحد المحللين السياسيين المعروفين، أفادني أن الصحيفة نشرت حواراً لأحد أساتذة الجامعات المصرية المتخصص في الشؤون الآسيوية خلال زيارته لماليزيا مبعوثاً للتشهير بجماعة الإخوان وتجميل وجه الانقلاب، أطلعني د. مازلي على الحوار المنشور في عددين متتاليين، وصب فيه الرجل جام غضبه على الإخوان، مردداً كل ما يقوله إعلام العار عنهم؛ سعياً لإقناع القارئ الماليزي بأن ما جرى ثورة وليس انقلاباً.
يقول د. مازلي: إن جمعاً كبيراً من مشتركي الجريدة هددوا في اليوم التالي بوقف اشتراكاتهم رداً على ذلك الحوار الذي نشر رأياً من طرف واحد هو طرف الانقلاب عبر مبعوثه، فما كان من الجريدة إلا أن سارعت بنشر صورة أسماء ورسالة والدها إليها محفوفة بعبارات تكريم وتحية لتلك الفتاة الشهيدة، ثم قامت الجريدة بنشر حوار مع د. مازلي –اطلعت عليه– على ثلاثة أعداد متتالية، رد فيه على كل ما ساقه الأكاديمي المحترم من افتراءات.
وبينما يسابق اسم أسماء البلتاجي المتابعين لها حول العالم، حيث أُطلق مؤخراً على إحدى الحدائق التركية احتفاء بها كرمز لشهيدات الثورة..
المفاجأة الكبرى كانت في صحيفة «Sinar Hrian- الضوء اليومي» أوسع الصحف الماليزية انتشاراً، التي خصصت صفحة كاملة للشهيدة أسماء البلتاجي، تحمل صورتها ومعها رسالة والدها د. محمد الشهيرة إليها عقب استشهادها.. وعندما التقيت بالدكتور مازلي ملك، أستاذ العلوم السياسية، وأحد المحللين السياسيين المعروفين، أفادني أن الصحيفة نشرت حواراً لأحد أساتذة الجامعات المصرية المتخصص في الشؤون الآسيوية خلال زيارته لماليزيا مبعوثاً للتشهير بجماعة الإخوان وتجميل وجه الانقلاب، أطلعني د. مازلي على الحوار المنشور في عددين متتاليين، وصب فيه الرجل جام غضبه على الإخوان، مردداً كل ما يقوله إعلام العار عنهم؛ سعياً لإقناع القارئ الماليزي بأن ما جرى ثورة وليس انقلاباً.
يقول د. مازلي: إن جمعاً كبيراً من مشتركي الجريدة هددوا في اليوم التالي بوقف اشتراكاتهم رداً على ذلك الحوار الذي نشر رأياً من طرف واحد هو طرف الانقلاب عبر مبعوثه، فما كان من الجريدة إلا أن سارعت بنشر صورة أسماء ورسالة والدها إليها محفوفة بعبارات تكريم وتحية لتلك الفتاة الشهيدة، ثم قامت الجريدة بنشر حوار مع د. مازلي –اطلعت عليه– على ثلاثة أعداد متتالية، رد فيه على كل ما ساقه الأكاديمي المحترم من افتراءات.
وبينما يسابق اسم أسماء البلتاجي المتابعين لها حول العالم، حيث أُطلق مؤخراً على إحدى الحدائق التركية احتفاء بها كرمز لشهيدات الثورة..
يسابق الفشل الانقلاب في الخارج قبل الداخل.. فبينما تواصل جحافل الانقلاب عسكرة مصر بأسرها.. تواصل جحافل «الدبلوماسية الناعمة» -كما يحلو لبلاطجة الليبرالية تسميتها- تواصل زياراتها المكثفة لعواصم العالم لتشرح للشعوب تعريفاً جديداً وشاذاً للانقلابات العسكرية تحاول من خلاله إثبات أن ما جرى في مصر ليس انقلاباً وإنما ثورة!
الوفود تضم شخصيات من كل التخصصات الأكاديمية والصحفية والسياسية ورجال أعمال وفنانات وفنانين وغيرهم، وكلهم تجمعهم ثقافة واحدة هي لا حرية لغيرهم ولا ديمقراطية مع غيرهم، فهم الشعب والباقي يستحق الإبادة، ولهم غاية واحدة هي استخدام أسمائهم في عالم الفن والسياسة والصحافة لفتح مغاليق عقول شعوب العالم، وإقناعهم بأن الجيش انقلب إنقاذاً للشعب من حاكمه، ولكن رؤوسهم ترتطم بحقيقة مرة؛ وهي أن الشعب الذي يزعمون إنقاذه بالانقلاب هو من انتخب ذلك الحاكم الذي انقلبوا عليه في أول انتخابات شهدتها مصر في تاريخها، وأشرفت عليها المؤسسة العسكرية..
ولذلك لم يجد كلامهم صدى سوى العزوف عنهم، والانسحاب من مجالسهم، كما حدث مع وزير خارجية الانقلاب نبيل فهمي الذي فوجئ بانسحاب 122 دولة من قاعة الأمم المتحدة خلال إلقاء كلمة مصر، أو يقابلون بالطرد تصحبهم لعنات الحضور كما حدث مع ممثل «تمرد» في لندن السبت 19/ 10/ 2013م، وكما حدث مع علاء الأسواني في باريس الأربعاء 16/ 10/ 2013م..
وستظل لعنات الشعوب تطارد من يروج للانقلاب ويحاول تجميل وجهه، ولن تفلح شركة (Glover Park Group)، المحسوبة على اللوبي الصهيوني في واشنطن التي يديرها ضابط الجيش الصهيوني السابق أريك بن زائيفي، لن تفلح في فعل شيء.
الغريب أن جحافل الوفود التي تم شحنها للخارج لم ينتبه أفرادها لشيء مهم، وهو أنهم ذاهبون في مهمة تجميل لوجه الانقلاب القبيح، فكان ينبغي عليهم حتى «يحبكوا الدور جيداً» أن يظهروا بمظهر أجمل خلقاً وسلوكاً وشكلاً –ولو تمثيلاً- لكنهم أبوا إلا السقوط في ذلك الاختبار، ومثال ذلك هذا السلوك المزري من علاء الأسواني الذي رد به على من طردوه من قاعه المحاضرة بهتافات مشروعة وبسلوك معترف به بين البشر، فإذا به يرد عليهم باصقاً شاتماً ثم بحركات هابطة من أصبعه..
الغريب أن جحافل الوفود التي تم شحنها للخارج لم ينتبه أفرادها لشيء مهم، وهو أنهم ذاهبون في مهمة تجميل لوجه الانقلاب القبيح، فكان ينبغي عليهم حتى «يحبكوا الدور جيداً» أن يظهروا بمظهر أجمل خلقاً وسلوكاً وشكلاً –ولو تمثيلاً- لكنهم أبوا إلا السقوط في ذلك الاختبار، ومثال ذلك هذا السلوك المزري من علاء الأسواني الذي رد به على من طردوه من قاعه المحاضرة بهتافات مشروعة وبسلوك معترف به بين البشر، فإذا به يرد عليهم باصقاً شاتماً ثم بحركات هابطة من أصبعه..
أي نعم.. لقد شاهد العالم الأديب العالمي وهو يمارس السقوط الأخلاقي بتلك التصرفات.. فإذا كان الأسواني ورفاقه لم يستطيعوا تقديم أنفسهم بصورة مشرفة، فهل يستطيعون تقديم الانقلاب (ولي نعمتهم)؟!
وهكذا يلاحق الفشل الانقلاب في الداخل والخارج، وأحسب أنهم مصرون على مواصلة الفشل، فبينما عاد الأسواني من باريس ذهب سلماوي ورفاقه إلى لندن، وقد سبقتهم واقعة طرد مؤسس «تمرد» من ندوة أخرى هناك.. وستتواصل سفريات وفود التجميل والدعاية؛ لأنها مشروع يدر الملايين على «وطاويط « الليبرالية والعلمانية الذين يظهرون فجأة عند كل غنيمة.
(*) كاتب مصري- مدير تحرير مجلة المجتمع الكويتية
Shaban1212@gmail.com
https://www.facebook.com/shaban.abdelrahman.1?fref=ts
twitter: @shabanpress
وهكذا يلاحق الفشل الانقلاب في الداخل والخارج، وأحسب أنهم مصرون على مواصلة الفشل، فبينما عاد الأسواني من باريس ذهب سلماوي ورفاقه إلى لندن، وقد سبقتهم واقعة طرد مؤسس «تمرد» من ندوة أخرى هناك.. وستتواصل سفريات وفود التجميل والدعاية؛ لأنها مشروع يدر الملايين على «وطاويط « الليبرالية والعلمانية الذين يظهرون فجأة عند كل غنيمة.
(*) كاتب مصري- مدير تحرير مجلة المجتمع الكويتية
Shaban1212@gmail.com
https://www.facebook.com/shaban.abdelrahman.1?fref=ts
twitter: @shabanpress
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق