تطورات المنطقة .. العقدة في فلسطين
ياسر الزعاترة
يغيب عن كثيرين أن عقدة العقد في المشهد المضطرب في المنطقة هي القضية الفلسطينية، أعني البرنامج الإسرائيلي للحصول على حل سياسي وفق ما يريده قادة المشروع الصهيوني الآن، ممثلا في الدولة الفلسطينية المؤقتة ضمن حدود الجدار الأمني دون القدس وعودة اللاجئين، ودون سيادة بالطبع، وهو الحل الذي يحظى بما يشبه الإجماع في الساحة السياسية الإسرائيلية، وإنْ تحدثوا بين حين وآخر عن حل نهائي يمكن أن يكون واردا ضمن روحية وثيقة جنيف وملحقها الأمني، في حال وافق محمود عباس عليه.
تبدأ القصة من سوريا. هنا، في هذا البلد الذي فاجأ العالم بانتفاضته الشعبية؛ حدد الصهاينة معالم التعاطي الأميركي الغربي مع قضيته وصولا إلى تحويلها إلى ثقب أسود يستنزف معظم الأعداء، من إيران وحزب الله وحتى تركيا وربيع العرب، فضلا عن تدميرها لبلد محوري، وآخر ذلك تسليم بشار لسلاحه الكيماوي الذي اشتُرِي بقوت السوريين لكي يكون سلاح ردع لدولة الاحتلال؛ بل تسليمه باحتفالية واضحة منحت منظمة حظر السلاح الكيماوي جائزة نوبل للسلام!!
في سوريا حصل الصهاينة على مكاسب مذهلة دون أن يدفعوا قرشا واحدا، وكان السبب دكتاتورية النظام، ومن ورائه غطرسة إيران التي أسهمت في النزيف، وها هي على مشارف دفع مشروعها النووي استحقاقا لرفع العقوبات ومن أجل الإبقاء على بشار الأسد، الأمر الذي لن يحدث ولو بقيت الحرب عشر سنوات أخرى.
شبيحة النظام يحيلون الجريمة التي نتحدث عنها، والتي منحت الصهاينة كل هذه الامتيازات إلى مؤامرة، لكنهم يعلمون أن الشعب السوري ليس عميلا لأحد، لكنه حين ووجه بالرصاص الحي، صار يبحث عن أي أحد كي يساعده في مواجهة المجرم، فكان ذلك الاستثمار البشع الذي أسهمت فيه إيران، والذي استنزفها أيضا، وسيستنزفها أكثر على الأرجح؛ لأن ما تخطط له الأطراف المعنية لن يمر بسهولة في ظل وجود عناصر قوة على الأرض لن تقبل بالحل المشار إليه، فضلا عن دول أخرى ستراه بمثابة هزيمة لها، وفي مقدمتها تركيا.
الآن، هناك مساعٍ إيرانية للتوصل إلى تسوية، وهي ستصب أيضا في صالح الصهاينة، إذ سيتخلصون من المشروع النووي الإيراني، وسيفرضون على إيران لجم حزب الله تماما، مع أنه انتهى كحزب مقاومة منذ العام2006، وخصص سلاحه للداخل، في حين توقف دعم إيران لحماس، وقد يتوقف لاحقا عن الجهاد بعد الصفقة الجديدة، لاسيما إذا كانت الإغراءات فيها أكبر لجهة الاعتراف بدور إقليمي لإيران، من دون استبعاد أن تتعثر هذه التسوية لزمن أطول، فيما ستستخدم إيران كل الأوراق اللازمة لحثها أكثر، بما في ذلك استئناف دعمها لحماس، ولو بشكل محدود.
وفي سوريا، هناك محاولة من الأطراف العربية التي تسمى “معتدلة” للحصول على حل سياسي في سوريا، يضع البلد تحت وصايتها، وذلك بإقصاء قوى الإسلام السياسي والسيطرة على الائتلاف، وتحويل الحل إلى الصيغة التي تخدم برنامجها في رفض الثورات والإسلام السياسي والتصالح مع الغرب والكيان الصهيوني، وإن بدا الأمر صعبا أيضا، في ظل عناصر القوة الأخرى التي تقاوم هذا الحل بطريقتها.
الذي لا يقل أهمية عن ذلك هو ما جرى في مصر، إذْ حصل الصهاينة على ما يريدون بالإطاحة بمرسي الذي كان يبشر بزمن مختلف، وإنْ في المدى المتوسط، ومن بعده بدأت الهجمة على تونس وليبيا واليمن وعموم الربيع العربي، بينما يقف قطاع غزة في انتظار المؤامرة التي تحاك له ولحركة حماس، بل إن تركيا التي بدت مزعجة في السنوات الأخيرة لم تخرج من نطاق تفكير أولئك القوم الذي يزعمون دعم ثورة سوريا، بينما يناهضون الربيع العربي وكل الثورات، وكذلك الإسلام السياسي بكل تجلياته، حتى لو كان صوريا كما هي حال نظام عمر البشير الذي قد تدفعه رعونته وبطشه المدان نحو مصير سيئ، لاسيما أنه مكروه أيضا من قبل الصهاينة، بسبب دعمه لحركة حماس، وعدم انضمامه العملي لما كان يعرف بمنظومة الاعتدال العربية.
كل ذلك -وهنا العقدة- يتزامن مع المفاوضات التي تجري بين السلطة وبين الكيان الصهيوني، وهي مفاوضات بعضها علني، وبعضها الآخر سري، وبدأت تتكثف مؤخرا، بحسب تعبير وزير الخارجية الأميركي (كيري).
شبيحة النظام يحيلون الجريمة التي نتحدث عنها، والتي منحت الصهاينة كل هذه الامتيازات إلى مؤامرة، لكنهم يعلمون أن الشعب السوري ليس عميلا لأحد، لكنه حين ووجه بالرصاص الحي، صار يبحث عن أي أحد كي يساعده في مواجهة المجرم، فكان ذلك الاستثمار البشع الذي أسهمت فيه إيران، والذي استنزفها أيضا، وسيستنزفها أكثر على الأرجح؛ لأن ما تخطط له الأطراف المعنية لن يمر بسهولة في ظل وجود عناصر قوة على الأرض لن تقبل بالحل المشار إليه، فضلا عن دول أخرى ستراه بمثابة هزيمة لها، وفي مقدمتها تركيا.
الآن، هناك مساعٍ إيرانية للتوصل إلى تسوية، وهي ستصب أيضا في صالح الصهاينة، إذ سيتخلصون من المشروع النووي الإيراني، وسيفرضون على إيران لجم حزب الله تماما، مع أنه انتهى كحزب مقاومة منذ العام2006، وخصص سلاحه للداخل، في حين توقف دعم إيران لحماس، وقد يتوقف لاحقا عن الجهاد بعد الصفقة الجديدة، لاسيما إذا كانت الإغراءات فيها أكبر لجهة الاعتراف بدور إقليمي لإيران، من دون استبعاد أن تتعثر هذه التسوية لزمن أطول، فيما ستستخدم إيران كل الأوراق اللازمة لحثها أكثر، بما في ذلك استئناف دعمها لحماس، ولو بشكل محدود.
وفي سوريا، هناك محاولة من الأطراف العربية التي تسمى “معتدلة” للحصول على حل سياسي في سوريا، يضع البلد تحت وصايتها، وذلك بإقصاء قوى الإسلام السياسي والسيطرة على الائتلاف، وتحويل الحل إلى الصيغة التي تخدم برنامجها في رفض الثورات والإسلام السياسي والتصالح مع الغرب والكيان الصهيوني، وإن بدا الأمر صعبا أيضا، في ظل عناصر القوة الأخرى التي تقاوم هذا الحل بطريقتها.
الذي لا يقل أهمية عن ذلك هو ما جرى في مصر، إذْ حصل الصهاينة على ما يريدون بالإطاحة بمرسي الذي كان يبشر بزمن مختلف، وإنْ في المدى المتوسط، ومن بعده بدأت الهجمة على تونس وليبيا واليمن وعموم الربيع العربي، بينما يقف قطاع غزة في انتظار المؤامرة التي تحاك له ولحركة حماس، بل إن تركيا التي بدت مزعجة في السنوات الأخيرة لم تخرج من نطاق تفكير أولئك القوم الذي يزعمون دعم ثورة سوريا، بينما يناهضون الربيع العربي وكل الثورات، وكذلك الإسلام السياسي بكل تجلياته، حتى لو كان صوريا كما هي حال نظام عمر البشير الذي قد تدفعه رعونته وبطشه المدان نحو مصير سيئ، لاسيما أنه مكروه أيضا من قبل الصهاينة، بسبب دعمه لحركة حماس، وعدم انضمامه العملي لما كان يعرف بمنظومة الاعتدال العربية.
كل ذلك -وهنا العقدة- يتزامن مع المفاوضات التي تجري بين السلطة وبين الكيان الصهيوني، وهي مفاوضات بعضها علني، وبعضها الآخر سري، وبدأت تتكثف مؤخرا، بحسب تعبير وزير الخارجية الأميركي (كيري).
وقد تتكثف أكثر عبر لقاء أو لقاءات مباشرة بين محمود عباس ونتنياهو.
وهنا يعلم الجميع أن استغاثات عباس المطالبة بحل نهائي لن تجدي، وأن المعروض عليه عمليا كما أوضح أحد المقربين من المفاوضات لصحيفة القدس العربي (رافضا ذكر اسمه) هو الحل الذي أخرجه شارون العام 2000، ممثلا في حل انتقالي (دولة مؤقتة) في حدود الجدار، أي “43” في المئة من الضفة الغربية دون سيادة ودون القدس ودون عودة اللاجئين، ولن تكون هناك حاجة لمحمود عباس لأن يقول، إن وقّع على حل نهائي، لكن النزاع سيغدو مجرد نزاع بين دولتين جارتين، لن تلبث الثانية (دولة عباس) أن تحظى باعتراف بعضويتها الكاملة في الأمم المتحدة وسط احتفال مهيب يليق بهرتزل فلسطين (محمود عباس)!!
المؤامرة تبدو محكمة، وفي طريقها إلى النجاح، لكن الأمر لن يكون بهذه البساطة، فالأمة التي أفشلت مشروع غزو العراق الذي كان سيعيد تشكيل المنطقة، ستجد سبيلا لإفشال المخطط الجديد، والشعب الفلسطيني الذي سينتفض على المخطط البائس سيكون على الأرجح رأس الحربة، ومن ورائه جماهير الأمة وقواها الحية، إضافة إلى أن كثيرا من التناقضات لن تلبث أن تندلع بين الفرقاء، وربما موجات غضب أخرى في دول عربية تسهم في إنجاح المخطط.
من الصعب التنبؤ بتفاصيل المشهد القادم، لكننا واثقون من أن هذا المخطط الجهنمي الجديد لن يمر، ذلك أن أمة تملك جحافل من الشبان الذين لا يهابون الموت لا يمكن أن تنحني أمام المؤامرة والمتآمرين.
من الصعب التنبؤ بتفاصيل المشهد القادم، لكننا واثقون من أن هذا المخطط الجهنمي الجديد لن يمر، ذلك أن أمة تملك جحافل من الشبان الذين لا يهابون الموت لا يمكن أن تنحني أمام المؤامرة والمتآمرين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق