العلاقة بين برهامي وعمرو خالد وعلى جمعة وتواضروس!!!!
الدكتور محمد عباس...هامش افتتاحي: هذا مقال صعب.. للجادين فقط.. عابرو سبيل الإنترنت يمتنعون!!
موضوع طويل لا أدري هل سأكمله أم لا..
ولولا خشيتي من تأخير البيان عن وقته لما تعجلت..
ملخص الموضوع أن الصراع كله هو صراع بين الإيمان والكفر..
نعم..
الأمر لا يتعلق بصراع حزب ضد حزب ولا مؤسسة ضد حزب ولا دولة ضد أمة ..
الصراع أكبر وأعم وأشمل ..
منذ أول الخليقة إلى يوم القيامة..
صراع أشبهه لكم بنهرين: نهر للخير ونهر للشر..
يحاول الشيطان وأتباعه أن يسدوا مجرى نهر الخير كي لا يصل ماؤه إلى المصب بل يتسرب إلى الوهاد والمستنقعات فيركد ويتعفن وتنمو فيه الديدان والزواحف والوحوش.
وفي نفس الوقت يحاولون تقديم نهر بديل.. نهر الشر.. يجمعون ماءه من المجاري والمستنقعات الآسنة العفنة ليوهمونا بأن هذا هو النهر الحقيقي الذي علينا أن نعيش به. .ومنه..
الأمر أكبر من مؤامرة أو عمالة أو خيانة..الأمر أمر إيمان أو كفر.. الله أم الشيطان .. الخير أم الشر.
***
سوف يضل بالتأكيد من يحاول العثور على مواصفات قياسية تجمع الأضداد.. تذكر أنك عندما تقف على حافة النهر ترى اتجاه التيار الرئيسي.. لكنك ترى في نفس الوقت دوامة تدور حول نفسها.. وبقعة ساكنة بالقرب من الشاطئ بل وقد تتصور أن هناك أجزاء تسير في الاتجاه المضاد.
تذكر دائما أن التيار الرئيسي هو الذي يحدد اتجاه النهر كله..
وتذكر أيضا أن اتجاهك في السفينة هو ذات اتجاه السفينة حتى لو كنت تتحرك داخلها في الاتجاه المضاد.
لا تخدعن الظواهر أحدكم إذن..
ويجب أن يبحث كل واحد منكم عن التيار الرئيسي للنهر واتجاهه.. وبغض النظر عن أشياء كثيرة.. فالعلاقة بين التيار الرئيسي الفاعل في النهر هي تماما كالعلاقة بين قلب الجيش والقوات المعاونة والخدمات..
إن القوات المقاتلة فعلا لا تتجاوز 20% من عدد أي جيش. لكنها هي النواة الصلبة التي بدونها لا يكون جيش..وأيضا.. بدون القوات المعاونة لا يمكن أن يكون هناك قتال!!
...
تختلف المسميات عبر العصور لتطلق أسماء مختلفة على نفس المسمى..نستطيع أن نضرب مثالا معاصرا. حركة الإخوان المسلمين تمثل القلب.. النواة الصلبة.. التيار الرئيسي للنهر الآن.. وكما أن قلب الجيش 20% من الجيش ومياه النيل لا تشكل أكثر من 20% من مجموع مياه روافده لكنها هي التي تشكل التيار الرئيسي فكذلك حركة الإخوان بالنسبة للإسلام.
***
في الجانب الآخر وكما يقول هربرت ا شيللر في كتابه "المتلاعبون بالعقول" فإن الأخطر من وجود مؤامرة مباشرة ساذجه هو أن توجد الآليات التي تسفر في النهاية عن نتائج المؤامرة بغض النظر عن التفاصيل التي تبدو تلقائية بل تبدو نتائج طبيعية للغاية. ربما لا تضطر لاستدراج بغي للرذيلة استدراجا مباشرا إذا ما تعهدت عائلتها منذ الجدود لتضعهم في ظروف معيشية وثقافية واجتماعية ودينية تكون نتيجتها التلقائية أن الفتاة التي ستولد بعد قرن لابد أن تكون داعرة دون محاولات مباشرة.
***
بهذا المفهوم نستطيع الربط بين محاولات سد نهر الإسلام ونابليون وكرومر وسايكس بيكو في جانب.. وحسن البنا والهضيبي وسيد قطب في الجانب الآخر (رضي الله عنهم) ..ربطا يضع السنين كلمحات خاطفة ويرصد الحركة عبر العقود والقرون.
***
وفي هذا الإطار نستطيع أيضا أن نفهم العلاقة المذهلة بين ياسر برهامي وعمرو خالد وعلى جمعة وتواضروس.تخيلوا توحد الهدف بين السلفية المدخلية والصوفية في انحرافها الأقصى والداعية العصري وبابا النصارى..
لاحظوا مذهولين اتفاق الاتجاه والمسار
لاحظوا اتفاق الوسائل والغايات..
لاحظوا العدو المشترك الذي طوبى لمن قتله..
لاحظوا التوحد المذهل بين انحرافات الصوفية التي وسمها السلفيون بالشرك حيث المريد بين يدي شيخه كالجسد الميت بين يدي مغسله لا يفكر بل لا يتحرك دون إذن وحيث الشيخ -معاذ الله- إله مع الله بل إله دون الله..
هل تختلف علاقة ياسر برهامي بتلاميذه عن علاقة على جمعة بدراويشه..
ولاحظوا أيضا أنني مضطر للاختصار المخل..
أعتمد على ذكاء القاريء الجاد..
لنعد إلى المثل الذي نضربه.
النهر الأول - النهر الطبيعي: نهر الخير والفطرة- كانت ثمة محاولات دائبة مستمرة لسد مجراه..
والثاني كانت المحاولات الدائبة المستمرة لخلق نهر بديل يغني عن النهر الأول.
***
تتضح الصورة الآن..ياسر برهامي كان مقاول هدم للحركة الإسلامية كلها، لا أتكلم عن إيمانه أو كفره.. ولا عن ورعه أو فسقه، وبغض النظر عن التفاصيل فقد وضع في الآلية أو القالب التي تسفر في النهاية عن هذا النموذج، حتى كراهيته وحقده وغيرته من الإخوان مجرد ظواهر عارضة . ظواهر لا تهم من وضعه فاتضع ولا من ردعه فارتدع ولا من فزّعه ففزع ولا من أغراه فطمع ، تلك كلها ظواهر وحواشي قد تضيف رتوشا لكنها ليست الأمر الأساسي المهم ولم تكن مهمة ياسر الأساسية سد النهر الأساسي بل تكوين نهر بديل وتقديم الساتر التي تدور الفاحشة خلفه دون أن يراها رعاع ودهماء وليم جيمس . سد النهر كانت مهمة الآخرين.. مهمة ياسر كانت النهر البديل وأن يكون ستارا يخفي الفاحشة. وكلما بدا متشددا أكثر.. منفصلا أكثر.. ورعا أكثر وبعلامة صلاة أكبر كان ذلك يساعده على أداء مهمته أكثر وأكثر وأكثر..ولم يكن الأمر مقتصرا على بلد. لأن ياسر برهامي نفسه يبدو فردا من المدخليين في الخليج. وهي فئة تقول أنها سلفية، بل سلفية متشددة ،ولكنها ، دون التورط في التفاصيل ، نتاج الدولة العميقة في أمريكا ودول الخليج معا، ابنة سفاح لا يعرف على وجه اليقين من أبوها ، لكنه على أي حال ليس في مكة ولا المدينة ولا القاهرة ولا إسلامبول بل حيث الوحي يهبط من واشنطن وتل أبيب، وهي مجموعة تسرف في التكفير وزرع بذور الشقاق، بل إنها تكفر الإخوان عموما وسيد قطب خاصة ، وتعتبرهم : ألعن من اليهود: وهي الكلمة التي رددها برهامي كثيرا لأتباعه ) ..
أقول أن الدولة العميقة في الخليج وفي الغرب سعت لإبراز مجموعة من الشيوخ، تدعمهم الدولة ويبجلهم الغرب ويرعاهم الأمن، تؤسس لإسلام جديد يناسب الغرب وبراجماتيته -راجع الكتاب الهام جدا: البراجماتية: وليم جيمس- والذي يلخص الأمر في بساطة مروعة فيقول:
فكرة الله فكرة مرفوضة لأنها ستجعل الناس يعبدونه ولا يتبعونا ويخافون منه ولا يخافون منا، ولكننا في نفس الوقت لا نستطيع رفضها، فهي وحدها القادرة على قيادة الرعاع والدهماء وتقديم العزاء لهم عن الحياة التعيسة التي نجعلهم يعيشون فيها، بوهم الجنة التي تغنيهم عن الحياة الدنيا ، وهناك حل ثالث بين إله لا يمكن أن نؤمن به وإله لا يمكن أن نستغني عنه ، وهو إله نخلقه نحن ولا يخلقنا هو ونضع له جميع مواصفاته التي تناسبنا ثم نقنع الرعاع والدهماء أن يؤمنوا به. ولن يكون إلها بحال من الأحوال بل مجرد ستار نختفي خلفه ولا يمكننا ممارسة سلطاننا وقهرنا واستعبادنا بدونه.
نعم..
إله نخلقه نحن..
عليك وعليهم اللعنة يا وليم جيمس..
تعالى الله علوا كبيرا..
انتهى الاستشهاد..
السلفية الأمريكية الخليجية المدخلية إذن تدعو لإسلام آخر غير الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، إسلام لا يستبقي من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه.. إسلام يبدأ صباحة بدقيقة لتلاوة القرآن وقد ينهي يومه بدقيقة للقرآن لكنه بين الدقيقتين يعبد الشيطان..إسلام بلا إسلام..
إسلام انتشر بين بعض علماء دول الخليج ويعود بجل جذوره إلى الغرب وأجهزته الصهيوصليبية لكنه لا يعدم سندا في بعض الدولة الأموية، حيث الخروج على الحاكم كفر، وحيث لا تضر مع الإيمان معصية، وحيث الإيمان ما وقر في القلب ولو لم يصدقه العمل، وحيث فصل الدين عن الدنيا بالمفهوم الغربي العلماني.. و... و... و....
****
تتضح الصورة..كان هذا دور ياسر برهامي..
التأسيس للإسلام الأمريكي
وهدم أي مشروع آخر.
والانتصار لإسلام يعتبر الخروج على الرئيس القادم -السيسي!!- كفرا..
ويعتبر قتل الملايين وجهة نظر..
إسلام يعتبر الولاء لتاوضروس والبراءة من سيد قطب من دعائم الإسلام.
وبهذه الطريقة فقط يتوافق مفهوم السلطة والطواغيت والشيوخ بل والكنيسة عن الإسلام الذي يبيحونه.
...
يظن البعض أن ياسر برهامي قد انتحر هو وحزبه، وأنهم بلا مستقبل، وهذا خطأ آخر نقع فيه، ياسر برهامي يعرف النتيجة تماما، بل هو يقصدها ويريدها، لقد انتهى الحزب، وهو لا يريده، إنه عبء عليه، وقد استنفد أغراضه، ثم أن وجوده يقتضي وجود أحزاب إسلامية أخرى تمنعه من أن يكون الفارس الوحيد، وقد لا ينجح في منافستها، بل إنني أظن أنه يوافق بل ويقصد ويسعى إلى إلغاء حزبه وحزب الإخوان وبقية الأحزاب الإسلامية لكي يضع الحركة السلفية كلها في حجره، حركة غير حزبية، لا ينافسها اتجاه آخر، ولا تزعجها صناديق انتخاب ولا مظاهرات شوارع ولا حتى آراء علماء، حركة يتولى الأمن سحق أعدائها وقهر العلماء الذين يقفون ضدها وأمر القنوات والصحف بإبراز أخبارها. حركة برهامية تعيش تحت ظلال -أو ضلال- الخليفة وما هو بخليفة وفي رعاية الأمن وما هو بأمن. وتستمر ألف عام!!
...
ذلك يفسر تماما موقف الحزب في لجنة الأشقياء.. لجنة الخمسين..ظنناه يُرغم..
وكان الأمر على العكس..
كان يسعى..
ظنناه يمتنع..
وكان يرغب..
يتمنعن وهن الراغبات!!
***
الأهمية القصوى لياسر برهامي أنه كان الساتر التي تتجمع خلفه وتستتر به الكتلة الحقيقية الصلبة. قلب الجيش.سوف نتناول النماذج التالية باختصار شديد جدا وربما نعود إليها مرة أخرى.
وسوف يصاب القارئ بالذهول للتشابه المروع بين نماذج أربعة -مثالا لا حصرا- وهي ياسر برهامي وعمرو خالد وعلى جمعة وتواضروس.
***
على جمعة مكشوف بدرجة لا تقتضي منا حديثا مضافا..لكننا نركز فقط على أنك تستطيع استخلاص النتائج التي تريدها بطرق تختلف باختلاف الأشخاص، فهناك من تبتزه بفضيحة وهناك من تغريه بمنصب أو مال أو جاه وهناك.. وهناك.. وهناك.. وهناك.
***
عمرو خالد عزف نفس اللحن الذي عزفه برهامي..حين أسس لإسلام أخر بلا جهاد ولا ولاء ولا براء.. إسلام ادعاءات مقاصد لن يختلف فيها الدين - وهو الإسلام لا غير- مع المسيحية واليهودية وحتى البوذية والكونفوشيوسية.وكان اول من نبهني إلى خطورته باحث فرنسي تحدث عن نوع من الدعاة تؤسس لهم وتربيهم وتنشئهم وتشجعهم أمريكا .. دعاة لا تعرف معهم دين الداعي فكلهم يدعو لمكارم الأخلاق. وضرب الكاتب الفرنسي أمثلة ثلاثة.
داعية أمريكي مسيحي وداعية اسرائيلي يهودي وداعية مسلم هو عمرو خالد. ولم يكن ثمة فرق.
كان عمرو خالد رافدا آخر من روافد النهر الثاني.
هل تعلمون أن وعاظ المساجد في فرنسا يتخرجون من الكنائس..وأن أمريكا بدأت التجربة..
فالمساجد تخرج الإرهابيين أما الكنائس فتخرج المسالمين كما قالوا وقالت عبدة من عبدة الشيطان مؤخرا.
دعك من الأرقام.. من أكثر من مائة مليون شخص قتلوهم في القرن الماضي.. ومن ملايين وملايين قتلهم حملة الصليب المسالم ورافعي شعار من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر.. ملايين وملايين قتلوهم من المسلمين.
كم نصرانيا قتل في مصر..
وكم مسلما قتل؟!
***
لاحظوا أن النماذج التي أتحدث عنها كانت تجعل الخروج على الحاكم-مهما كان ظلمه بل كفره- كفرا.. أما من يقتل المسلمين ويحول بين العباد ورب العباد فلعله يتأول.كل من عمر خالد وبرهامي وجمعة- مثلا لا حصرا- يشكلون روافد فرعية لا تحدد اتجاه التيار الرئيسي للنهر لكنها تقوي التيار الرئيسي وتدعمه لتكوين الكتلة الصلبة المتخفية والقادرة على خلق واختلاق مجرى مصطنعا. أما كتلة التيار الرئيسي الذي يشكل النواة الصلبة فهي ...
هي...
هي...
تواضروس...........................................
نعم...
تواضروس...........................................
***
وبعد كل ما جرى من زعزعة موقف الرئيس وتقوية مركز رئيس الوزراء فدعوني أنبئكم:- رئيس الوزراء القادم مسيحي..
ورئيس الجمهورية الذي يأتي بعده قد يكون مسيحيا..
أما رئيس الجمهورية الحقيقي الآن فهو مسيحي بغض النظر عن المظاهر والظواهر والأسماء
***
***
***
هذه هي الأفكار المحورية لمقال طويل جدا قد يتحول إلى كتاب..
خشيت أن يدركني الأجل أو السجن قبل أن أبلغ..
ألا قد بلغت..
اللهم فاشهد..
***
****
*****
حاشية خاتمة: =======
اكتأبت بشدة لرجوع محلات عمر أفندي للحكومة.. رغم أنني كنت أنزف ألما للفساد الذي أحاط بعملية بيعه..
أما الاكتئاب فبسبب وسواس وسوس لي:
- هذه هي المرحلة الأولى.. أما المرحلة الثانية فعودته إلى مؤسسه اليهودي.. وورثته في إسرائيل.
***
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق