ساحات قتال أمريكية جديدة: "بنغازي".. الولادة الجديدة لأفريقيا
ترجمة / خدمة العصر
بقلم: (Nick Turse)
مدير تحريرTomDispatch وباحث في معهد الأمة
هل ثمة عملية سرية أمريكية في إفريقيا تتخذ من بنغازي ساحة معركة جديدة؟
إنها مسألة من دون إجابة واضحة ولغز يرفض الجيش الأمريكي فك طلاسمه. يرى متابعون أن هناك عملية سرية في أفريقيا لكن لا أحد يعرف عنها شيئا، ربما إلا قلة قليله، ولعل أبرزهم شخص اسمه "اللفتنانت كولونيل روبرت ماجي".
يُطلق عليها "عملية عادية جديدة"، قد لا تكون بحجم عمليات القيادة الأمريكية الإفريقية (أفريكوم)، لكنها عبارة عن قوة تدخل سريع على استعداد للحرب.
وبالنسبة لـ"روبرت ماجي"، فإنها قصة نمو وتوسع وساحات قتال جديدة. وتتويج لسنوات من البناء والتدخلات، وثمار النمو الواسع وفشل السياسة الكئيبة، ودعم الوكلاء لخوض معارك أميركا، مع زيادة قوات الولايات المتحدة وقوة النيران داخل وحول القارة الإفريقية.
* هي أقل من أن تكون جديدة وأكثر من أن تكون عادية:
منذ هجمات 11/9، كثف الجيش الأمريكي تكثف البعثات إلى القارة الأفريقية، بضخ الأموال في المشاريع لجذب الحلفاء، دعم وتدريب القوات المقاتلة بالوكالة، تنظيم حملات التوعية الإنسانية، تنفيذ ضربات جوية وغارات الكوماندوز، تشكيل شبكة لوجستية متطورة في جميع أنحاء المنطقة، بناء سلسلة من المعسكرات و"مواقع الأمن التعاوني"، وهي قواعد عسكرية بأسماء ناعمة.
وأثناء كل هذا، قلَلت "أفريكوم" من التوسع والظهور الإعلامي، مع استثناءات قليلة.
مع نهاية الحرب على العراق وسحب القوات المقاتلة في أفغانستان، ركزت واشنطن، بشكل واضح، على إفريقيا، وفي الأسابيع الأخيرة، انتبهت العديد من وكالات الأنباء، وخاصة تلك المتابعة لأخبار الجيش، للعملية "الجديدة العادية" هناك.
بينما تحوم القوات الأمريكية، يوميا، على مختلف مناطق القارة الإفريقية بأعداد متواضعة نسبيا من 5000 إلى 8000 فردا، حدث توسع من تحت الرادار بشكل مطرد، مع إجراء الجيش الأمريكي العمليات الآن جنبا إلى جنب مع كل العسكرية الأفريقية تقريبا في كل بلد أفريقي وأكثر من مهمة في اليوم.
ومع مقتل سفير الولايات المتحدة في ليبيا، كريستوفر ستيفنز، وثلاثة أمريكيين آخرين في هجوم سبتمبر 2012 على القنصلية الأمريكية في بنغازي، تسارعت الأحداث هناك.
وقد سارع النواب الجمهوريين في الكونغرس لـ"تسييس" الهجوم الكونغرس الجمهوريين، وأصبحت "بنغازي" في سائل الإعلام المحافظة، اختصارا لأشياء كثيرة، بما في ذلك سوف تصرف إدارة أوباما وتسترها، وكذلك أكاذيب البيت الأبيض والمخالفات.
ومع ذلك، فقد أُجري تحليل مدروس للآثار المترتبة على إسقاط القوة الأمريكية في أفريقيا.
وبعيدا عن مراجعة عواقب التدخلات وفرض التأثير والتوجيه، استخدمت وزارة الدفاع الأمريكية وإدارة أوباما بنغازي باعتبارها فرصة للنمو، في مسعى لنقل العمليات العسكرية في القارة إلى مستوى "أكثر عمقا".
وعليه، منحت "بنغازي" لـ"أفريكوم"، بعد مقتل السفير الأمريكي، عهدة جديدة من النفوذ.
* غنائم رد فعل السلبي:
مقتل الدبلوماسيين الأمريكيين في بنغازي "تغيَرت أفريكوم إلى الأبد"، كما قال "الميجر جنرال ريموند فوكس"، قائد سلاح مشاة البحرية الثاني. وثبت هذا في القوات الجديدة "الاستجابة للأزمة" التي برزت في أفريقيا، تعزيزا لقدرات وقوة نيران الجيش الأمريكي.
بعد الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي، أنشأت الولايات المتحدة قوة "المهام والأزمات" تركز على أفريقيا، والمعروفة باسم:Special-Purpose Marine Air-Ground Task Force-Crisis Response (SP-MAGTF CR)، لتعزيز "أفريكوم" بقدرات الرد السريع في القارة . ويقع مقرها المؤقت في قاعدة "مورون" الجوية في إسبانيا، وهذه الوحدة الدورية للمشاة البحرية والبحارة وتوصف رسميا بأنها "متوازنة، قوة التدخل السريع، الأرض، الطيران، الخدمات اللوجستية، منظمة، مدربة، ومجهزة لإنجاز مهمة محددة".
بنغازي قدَمت مبررات ولادة وحدة أخرى للتدخل السريع. فبدعم من رئيس قيادة العمليات الخاصة، الأدميرال وليام مكرافن، تشكلت وحدة في قاعدة "فورت كارسون" بكولورادو (جزء من مجموعة من القوات الخاصة العاشرة)، وأُرسلت إلى أوروبا بعد أسابيع من هجوم القنصلية الأمريكية في بنغازي. وتنتشر قوات هذه الوحدة المتخصصة في مكافحة الإرهاب باستمرار، كما قال المتحدث باسم "أفريكوم"، بنيامين بنسون، وهي "جاهزة للاستخدام إذا كانت هناك أي أزمة".
كما إن قوة الرد لشرق أفريقيا (EARF)، والتي تعمل انطلاقا من القاعدة الأمريكية الوحيدة المعلن عنها في أفريقيا -كامب ليمونير في جيبوتي- هي وحدة أخرى جديدة للردَ السريع. عندما سئل عن EARF، قال "بنسون": "أظهر التعقيد المتزايد للبيئة الأمنية ضرورة أن يكون لدينا قوة استجابة [تابعة لوزارة الدفاع] في موقع معين، بحيث يمكنها الاستجابة للأزمات في المنطقة الأفريقية"...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق